معتقل الرأي الوحيد في العالم الذي سجن بالخارج.. “تيسير النجار“ ضحية الوحشية الإماراتية..!

198

أبين اليوم – الأخبار الدولية

رحل الكاتب والصحافي الأردني تيسير النجار بعد أشهر فقط من الإفراج عنه من سجن إماراتي بصفته عملياً السجين السياسي الأول والوحيد في الخارج.

وسبق لسلطات أبو ظبي أن رفضت كل أصناف الوساطات للإفراج عن الراحل الذي توفي فجر الجمعة عن عمر يناهز 49 عاماً ودفن جثمانه بعد صلاة ظهر الجمعة وسط حالة تضامن وأسف على مستوى الرأي العام.

وفي آذار من العام2017 أدانت محكمة إماراتية النجار بموجب قانون “مكافحة جرائم تقنية المعلومات، وحكم عليه بالسجن 3 سنوات وغرامة نصف مليون درهم إماراتي (نحو100.000 دينار اردني)، بزعم “إهانة رموز الدولة”حيث انتقد النجار وقتها صمت الإمارات امام العدوان الاسرائيلي على غزة.

وسجنت سلطات الإمارات الشاعر الراحل تيسير النجار في سجن الوثبة سيء الصيت في صحراء أبو ظبي لمدة ثلاث سنوات.

خلال 3 سنوات من التقاضي في الإمارات تعرض النجار للتعذيب وهو ما ذكره مراراً بعد خروجه من السجن وعلى صفحات مواقع التواصل الإجتماعي، بالإضافة لمنع عائلته وأحد النواب في المجلس الثامن عشر والذي كان يملك الحصانة وكافة الميزات النيابية من زيارته، وتواصله الضئيل مع أسرته عبر الهاتف.

لم يكن التعذيب وحده ما آلم تيسير, بل رحيل والدته قبل رؤيته لها، إذ عرف بموتها بمحض الصدفة، عن طريق أحد الزائرين لرفيقه في السجن؛ هو ما حط فوق جرحه ملحاً وزاد من ألمه في المعتقل.

وداع ثقافي وإعلامي مهيب في عمان لأول “سجين سياسي أردني في الخارج” لدى دولة تسمى “شقيقة” هي الإمارات فقد كتب الشاعر باسل طلوزي يقول “تيسير.. الآن فقط تحررت من السجن الإماراتي” واستذكر الصحافي المخضرم محمد خطايبة الراحل تحت عبارة “أودعوه القفص”.

“مات في الوثبة ودفن في الأردن”.. هذه العبارة نشرها الكاتب والإعلامي خالد عياصرة مستذكرا سجن الوثبة الإماراتي الذي بقي فيه الراحل النجار لثلاث سنوات.

الكاتب والباحث وليد حسني استذكر من جهته كيف عقد الاتحاد الإماراتي للكتاب مؤتمرا صحافيا وأصدر بيانا ضده شخصيا -أي حسني- لأنه قام بمبادرات تحاول تأمين الإفراج عن الراحل النجار ثم قال حسني.. “الآن فقدتموه”.

بدوره اختار النقابي البارز أحمد أبو غنيمة العودة للتغريدة التي نشرها النجار نفسه قبل رحيله وبعد عودته لأسرته في عمان وتقول “لن أنسى ملامح الوجوه.. أحاسبها أمام الله”.

حملة تغريد غاضبة:

وعلى تويتر شن الناشطون وإعلاميون مشهورون حملة واسعة ضد الإمارات وقمعها لحرية التعبير حتى وإن كانوا أجانب كما انتقدوا بشدة موقف السلطات الأردنية التي اختارت السكوت عن ما وصفوه “قتلاً مع سبق الإصرار” لشخصية أردنية أحبها الجميع.

“هيومن رايتس ووتش” كانت أول من نعى النجار وأشارت إلى تقاريرها عن السجن والتعذيب الذي تعرض له في الامارات، وقالت: “رحل اليوم الصحفي الأردني #تيسير_النجار. كانت قد وثّقت إخفاءه قسراً ثم إدانته وسجنه من قبل سلطات #الإمارات بسبب التعبير السلمي عن رأيه”.

تستر السلطات الأردنية على فظائع الإمارات:

“رامي عبده” قال “رحل اليوم الصحفي الأردني #تيسير_النجار بعد أن عانى عدة أمراض خلال اعتقاله لمدة ثلاث سنوات في السجون الإماراتية جراء كتابته بعض المنشورات المساندة لغزة خلال عدوان 2014. رحل وكان أكثر ما يؤلمه القيود التي وضعتها سلطات #الأردن على حديثه عن الفظاعات التي تعرض لها في السجن الإماراتي.”

الإفراج عنه:

في عام 2019 أصدرت السلطات الإماراتية قراراً بإعفاء النجار من الغرامة المترتبة عليه والإفراج عنه بعد إنتهاء مدة الحكم، وهو ما حصل في الأول من آيار في العام ذاته، ليتنفس بعدها الحرية.

لم تكتمل فرحة تيسير النجار بعد عودته واحتضان عائلته، فهو علم بعد وصوله أن احد أشقائه توفي بعد شهرين من اعتقاله، وأن العائلة أجبرت على إخفاء الخبر عنه مراعاة لأوضاعه الصحية هناك خصوصاً وأن معلومات كانت تصلها عن تدهور حالته الصحية داخل السجون هناك، بحسب ما أسر شقيقه لـ”صحيفة نيسان”.

في احد أيام 2020 كتب النجار على صفحته الشخصية عبر الفيسبوك: “أمي التي رحلت وأنا بالسجن كنتِ كلما نظرت إلى السماء طلبت من الله رؤيتي”. و

الدة تيسير لم تكن تعلم بخبر احتجاز ابنها، العائلة أخفت عنها الأمر حتى قبل وفاتها ب3 أو 4 أشهر من الوفاة بعد أن فاض بها الشوق ولم يعد قلب الأم يطيق مرارة ما يشعر به مصدقاً لما تسلل إليه مكذباً لمواساة لم تسمن ولم تغن من جوع.

بعد خروجه من السجن بقي الصحفي تيسير النجار يعاني من مضاعفات صحية مما ذاقه خلال احتجاز حريته، فأجريت له عملية ثقب بالشبكية بعد 11 يوماً من عودته، قال حينها أنها بسبب ما تعرض له من تعذيب، فقد كان النجار يطلب طبيباً لعلاج عينيه إلا أن طلبه ظل يخضع للتأجيل الدائم دون مبررات.

ولم تكن عيناه ما ضعفت فقد أصابه أيضاً مرض “الشقيقة، نزيف بالمعدة، جلطة على القلب”.

حينها كتب تيسير النجار على صفحته الشخصية: “لا أنسى ملامح الوجوه حتى أحاسبها أمام الله”.

حاول النجار مقاومة كل الآلام التي مرت به، لكنه لم ينجح فتوقف نبض قلب الشاعر ليل الخميس الثامن عشر من شباط عام 2021 معلناً الراحة الأبدية في رحلة بلا عودة، ومغادرة بلا وداع.

المصدر: العالم