تحولات الموقف الدولي تربك التحالف وحكومة هادي.. “تقرير“..!

396

أبين اليوم – تقارير

تواجه حكومة هادي والتحالف أوضاعاً صعبة، بالنظر إلى تحولات في الموقف الأممي والدولي مؤخراً، وهو الموقف الذي أوضحته الإحاطات والمداخلات الأممية والدولية في جلسة مجلس الأمن الدولي في 12مارس الجاري.

بدا الموقف الأممي متناغماً مع مواقف الدول الفاعلة في مجلس الأمن، وفي مسرح أحداث وتداعيات الحرب على اليمن التي تقودها السعودية والإمارات على مدى سبع سنوات.

يجب أن تنتهي الحرب والحصار على اليمن وفوراً، هذا تلخيص الموقف. وفي التفاصيل ما يبرر هذا الموقف المعلن بشكل مغاير هذه المرة، حيث اختفت اللهجة الدبلوماسية كثيراً، وصار الخطاب موجه بشكل حاسم نحو إنهاء معاناة اليمنيين من حصار مفروض على واردات الغذاء والوقود والأدوية.

بخلاف ذلك، بدا مندوب حكومة هادي في مجلس الأمن الدولي، مرتبكاً ومتفاجئاً، لكن لم يكن أمامه من وسيلة لتدارك الكثير مما جاء في كلمته الخائبة، حيث التمترس مجدداً في الموقف النقيض من ضرورة التعجيل بإنهاء معاناة ملايين اليمنيين.

ووفقاً لمراقبين، فإن الموقف الذي أظهرته حكومة هادي، في إحاطة المندوب في مجلس الأمن عبد الله السعيدي، يشير بوضوح الى انزعاج حكومته من حالة الإجماع الدولي بشأن إنهاء معاناة ملايين اليمنيين من الحرب والحصار على مدى السنوات الماضية، ورغبتها في إبقاء الحرب التي تقودها السعودية والامارات، وخلفت أسوأ ظروف إنسانية عالمياً.

وكان ملحوظاً في الاحاطات الأممية وكلمات الأعضاء في مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن، الاجماع حول أهمية التوصل الى دور ضاغط وملزم بإتجاه انهاء معاناة اليمنيين من حرب وحصار الست السنوات، ورفع القيود المفروضة على الإمدادات الأساسية للحياة، بما في ذلك إمدادات الوقود التي يصر التحالف وحكومة هادي على احتجازها في موانئ البحر الأحمر وتحديداً في ميناء جيزان ومنع وصولها الى ميناء الحديدة رغم الإذن الأممي بوصولها.

بصيغة أكثر وضوحاً ومباشرة، تحدث المبعوث الأممي الى اليمن، مارتن غريفيث في إحاطته عن ممارسات التضييق على وصول الامدادات الى ملايين اليمنيين، بما في ذلك إمدادات الوقود، وأشار الى مسئولية هادي حكومة والتحالف إزاء الأمر، وألمح الى تورط الحكومة في استخدام الاقتصاد كسلاح حرب.

لكن المندوب الخاص بالحكومة، قدّم في كلمته، ما يمكن اعتباره استجداء من المجتمع الدولي، بالتخلي عن مساعي إحلال السلام في اليمن، من منطلقات ثأرية ودوافع تخص أطراف حكومته والتحالف، كما وضع الإجماع الدولي في هذا السياق، أمام انكشاف الرغبة في استثمار أوجاع ومعاناة اليمنيين بهدف احراز مكاسب سياسية، عبر لغة انكارية لأشكال المعاناة الناجمة عن الحرب وعن الحصار الذي صار المجتمع الدولي يصرح به ويقول إنه يمارس على واردات الوقود والغذاء والأدوية المفترض وصولها الى اليمنيين بانتظام ودون عراقيل.

قال ناشطون، ممن تابعوا وقائع جلسة مجلس الأمن، وما قُدم خلالها من احاطات أممية ودولية، بما في ذلكما قدمته حكومة هادي: ” إنه من المخزي جدا تورط الحكومة في انكار معاناة اليمنيين من هذه القيود، واعتبار الحديث عنها تضليلاً للمجتمع الدولي، بكونها ادعاءات لا أساس لها في الواقع، وفقا لما جاء في كلمة المندوب السعدي”.

ويضيف الناشطون:” الحكومة لا تملك حيلة في الفكاك من أتباع إرادة ورغبات واملاءات وشروط التحالف، وفي الوقت الذي يتوفر انصياع التحالف لدعوات السلام سوف نجد الحكومة ومندوبها في مجلس الأمن ينادي عاليا بالسلام!”.

وفي الواقع ما من تفسير للإفادات المقدمة من طرف حكومة هادي أكثر من أنها تعبير عن إرادة ورغبة التحالف السعودي الإماراتي في الإبقاء على الحرب واستثمار معاناة اليمنيين، تسهيلا لتنفيذ أهدافها وأطماعها القديمة والجديدة في البلاد.

البوابة الإخبارية اليمنية