الإنتخابات الإسرائيلية الرابعة وانحسار السيناريوهات..!

180

أبين اليوم – الأخبار الدولية

انتهت الإنتخابات الإسرائيلية الرابعة خلال عامين بنتائج أقل ما يقال انها زادت الطين بله ، ونتنياهو الرجل الطامح الى تحالف يميني خالص يمنحه الإستمرار رئيساً للحكومة لاربع سنوات مقبلة يساعده في إقرار قانون حصانة رئيس الحكومة وجد نفسه مرة أخرى يحتاج الى خصومه كي يشكل حكومة ستتبعثر مع اول ريح تهب على السياسية الإسرائيلية.

بنيامين نتنياهو حاول في الأسابيع الأخيرة تحجيم نفتالي بينت لصالح حلفائه في اليمين الاستيطاني -سموترتش وبنغفير – -واللذان لن يجدا أفضل من بنيامين نتنياهو كي يمنحهم ما يريدون من قرارات توسعية في الضفة الغربية بل ويعدهم بأن الضفة يوماً ما ستكون لهم ولوحداتهم الاستيطانية ، النتائج شبه النهائية جاءت بما لا يشتهي نتنياهو فعلى الرغم من حصول حلفائه على المقاعد التي كانوا يحلمون بها إلا إن عدم حصول الليكود على نسبة اكبر من السابقة ادخل نتنياهو في نفق مظلم قد يكون الحل للخروج منه العودة الى صناديق الاقتراع في انتخابات خامسة وهو الامر الذي بات متوقعاً.

السيناريوهات لتشكيل حكومة جديدة في كيان الإحتلال أصبحت شبه محصورة بذهاب نتتياهو إلى الكنيست ب59 عضواً وان يحصل على تأييد منصور عباس الذي فاجأ الجميع بتجاوزه نسبة الحسم والحصول على خمسة مقاعد وهذا الامر من الصعوبة ان يحدث في ظل وجود بينت وبنغفير وسموترتش لأن هؤلاء العنصرييون يرفضون اي مساعدة من العرب ويرفضون الانضمام لحكومة يدعمها العرب.

اما الحل الممكن فهو باتفاق غير معلن بين عباس ونتنياهو فحواه ان يتغيب الأول عن جلسة التصويت في الكنيست بحيث يحصل نتنياهو على أغلبية المتواجدين وساعتها يستطيع تشكيل حكومة (خداج ) الأكسجين فيها بيد منصور عباس.

لكن هناك سيناريو وان كان مستبعداً من الممكن ان يحدث وهو عودة الابن الضال جدعون ساعر الى بيته في الليكود وان يحصل على وزارة هامة مثل وزارة الخارجية وساعتها من الممكن الحصول على حكومة اسرائيلية مستقرة لاربع سنوات ، لكن هذا السيناريو اذا حدث سيطيح بجدعون ساعر كقائد مستقبلي لأنه سيكون امام الإسرائيليين خائن لناخبيه الذين صوتوا له بهدف انهاء حقبة نتنياهو كما يقولون.

لكن هل من الممكن ان يقدم التيار المناوئ لنتنياهو برئاسة يائير لبيد على تشكيل حكومة ؟

هذا السيناريو شبه مستحيل لأسباب كثيرة اولها ان التحالف الذي سيقيمه لابيد سيضم ساعر وافيغدور ليبرمان بالاضافة الى القائمتين العربيتيين ،ساعر وليبرمان لو شاركا في حكومة مدعومة من العرب يعني انهما اطلقا النار على قدميهما، ثانيا حتى لبيد نفسه غير مستعد ان يشارك في حكومة يملك زمام بقائها وانتفائها العرب.

إذن.. الإنتخابات الخامسة ستتم نتيجة عدم قدرة أي من الحلفاء على تكوين الرقم المطلوب منهم والذي صار صعب المنال 61 ، في تل ابيب الكل على قناعة تامة ان قدرة الليكود بقيادة بنيامين نتنياهو على الاستمرار في سياسة الهرولة في المكان والدوران في حلقة مفرغة لا محدودة.

وقد يكون هذا السيناريو العدمي هو ما يحتاجه بنيامين نتنياهو ليحافظ على ذاته في موقع رئيس الحكومة وان لا يتحول بين ليلة وضحاها لمتهم في قفص الاتهام وان كان الكثيرون في كيان الاحتلال يعتقدون ان الواقع الحالي سيقودهم من ازمة سياسية إلى أزمة وجود فان الرجل اقنع اليمين الإسرائيلي ان استمرار الواقع الحالي أفضل من حكومة يسار ووسط تؤدي بهم الى مفاوضات وتنازلات عن الضفة الغربية او اجزاء منها لصالح دولة فلسطينية ايا تكن مكوناتها وشكلها، وعليه فنتنياهو الان يرفع شعارا كبيرا يعشقه اليمين (اما انا واما دولة فلسطينية).

 

المصدر: العالم