أمريكا بصدد توبيخ السعودية وإبن سلمان يرد بنشر صور اللواء عسيري..!

742

أبين اليوم – الأخبار الدولية

بعد تراجع الرئيس الأمريكي جو بايدن عن تعهده، خلال حملته الانتخابية، “بجعل السعودية منبوذة كما هي فعلا”، على خلفية جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي البشعة، رغم ان تقرير وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية حمل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مسؤولية قتل خاشقجي، أصدرت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الامريكي مشروع قانون يستهدف السعودية بعقوبات جديدة على خلفية جريمة خاشقجي.

النائب الديمقراطي جيري كونولي عن ولاية فرجينيا، حيث كان يعيش خاشقجي، قدم مشروع قانون لحماية المعارضين السعوديين، بدعم من النائب الجمهوري مايكل ماكول عن تكساس، مما أثار احتمالات تمرير التشريع الذي وصف بأنه “مهم وتوبيخ عقابي لسلوك السعوديين”.

لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، وافقت على التشريع عبر التصويت الصوتي، مما يمهد الطريق أمام تصويت المجلس عليه بكامل هيئته، حيث يفرض التشريع قيودا على عمليات نقل الأسلحة الأمريكية إلى وكالات المخابرات السعودية التي ثبت تورطها في قتل جمال خاشقجي وغيره من أشكال القمع السياسي، إلى أن يتراجع هذا القمع وإساءة معاملة المعارضين.

اللافت ان السعودية لم تتسلم الرسالة الأمريكية هذه فحسب، بل ردت عليها وبشكل أشبه ما يكون بالتحدي، لا للمشرعين الامريكيين، بل لكل معارض يمكن ان يفكر بالاحتماء بالامريكيين، ويفلت من قبضة “عدالة”! ابن سلمان، بل ضربت ايضا بعرض الحائط بالعقوبات التي فرضتها ادارة بايدن على 76 سعوديا، من المتورطين في جريمة القتل، وعائلاتهم، من السفر الى امريكا.

الرد السعودي جاء من خلال نشر احد المغردين ويدعى “قتيبة” في موقع تويتر صورتين لأكبر مسؤول امني سعودي متورط في جريمة قتل خاشقجي ، وذُكر اسمه في جميع التقارير الخاصة بالجريمة، وخاصة تقرير وكالة الاستخبارت المركزية الامريكية، وهو مطلوب لأكثر من جهة، وهذا المسؤول هو اللواء احمد عسيري، رئيس المخابرات السعودية السابق.

واللافت اكثر، انه تم نشر الصورتين في توقيت مقصود ، حيث صادف نشرهما مع ذكرى ميلاد الصحافي المقتول جمال خاشقجي، وبذلك ارسل ابن سلمان عدداً كبيراً من الرسائل، مفاد بعضها، ليس فقط هو ، اي ابن سلمان، بعيد عن العقاب، بل حتى من هم دونه من الذين خططوا ونفذوا الجريمة، كما ان الصورتين التقطت للعسيري وهو في الطائرة، وهي اشارة الى اان الرجل طليق ويسافر وليس في اقامة جبرية او مسجون، والصورتان كانتا حديثتين حيث يرتدي الكمامة.

الرسالة الأقوى من بين هذه الرسائل، هي تذكير رجال ابن سلمان، من انه لا خوف عليهم من ملاحقة او مساءلة، وان يستمروا في تنفيذ ما يطلب منهم دون خوف، كما هي تذكر المعارضة بأن حياتهم في خطر، وان رجال ابن سلمان اقرب منهم مما یتصورون.

رغم ان البعض اعتبر نشر ابن سلمان لصور المتهم الرئيسي، في جريمة قتل خاشقجي ، كان خطا فادحا، فمثل هذا الامر سينظر اليه على انه استفزاز للامريكيين، الذين سيضغطون على الرئيس بايدن، لاتخاذ اجراءات ضد ابن سلمان، ما كان يرغب باتخاذه قبل ذلك. ولكن مهما كانت ردة فعل بايدن، يبقى ابن سلمان، مُلاحق من قبل شبح خاشقجي، ولا نعتقد انه سيتحرر منه قريبا.

المصدر: العالم