شروط سعودية تزيح غبار السلام عن الحرب في اليمن.. “تقرير“..!

321

أبين اليوم – تقارير

تتلاشى الآمال بالسلام مجدداً في اليمن، ليس فقط لأن المعارك على الأرض في ذروتها، بل أيضاً لأن السعودية لم تكن جادة وتحاول المناورة فقط بغية إعادة تسويق نفسها بعد فشل دام لسبع سنوات، فما إمكانية إنفراج أزمة اليمن في ظل الانقسام الدولي..؟

خلال الأيام القليلة الماضية، التي أعقبت إعلان السعودية مبادرة للحل في اليمن، وسمتها بخطوط عريضة تمثلت بوقف إطلاق النار وتخفيف القيود على الملاحة البحرية والجوية، لتترك للمبعوث الأممي مسألة ترتيب اجراءاتها التنفيذية، مع إدراكها المسبق بأن تلك الإجراءات لن تخرج عن صياغته بفعل علاقتها بالمبعوث وارتهان بريطانيا المذل للسعودية.

فعلياً انعشت هذه الخطوة السعودية الآمال مجدداً بإمكانية خرق جدار الحرب المدمرة ، وكانت محل إعجاب دولي بأن السعودية التي تقود تحالف من 17 دولة للحرب وتعرقل أي مساعي للسلام، قررت أخيراً العودة إلى جادة الصواب، وهذا ما جعل العديد من الدول لدعم المبادرة السعودية من باب التشجيع لا أكثر  خصوصاً في ظل تركيز بيانات الدعم الدولي حديثها على ضرورة التزام أطراف الحرب في اليمن بالخطة في إشارة إلى السعودية التي سمتها خارجية أمريكا في أكثر من تصريح باعتبارها طرف في الحرب.

كانت دول العالم تترقب الخطوة التالية للسعودية في حين كانت الأخيرة تنتظر اية هفوة للتنصل منها، وكان الرعاة الدوليين يعتقدون بأن السعودية جادة فعلاً، لكن ما أن بدأت مراسيم التنفيذ حتى عادت السعودية التي تسوق نفسها كراعي للسلام لفرض الاشتراطات سواء من خلال التصريحات الرسمية لمسؤولين أو عبر تحريك ورقة “الشرعية” التي تم استبعادها منذ البداية خلال مفاوضات مسقط الغير مباشرة.

وخلافاً للضخ الإعلامي السعودي بشأن المبادرة  في اليمن، تتضح الأهداف من خلال تصريحات مسؤوليها في الغرب وآخرهم الأمير خالد بن بندر بن سلطان سفير المملكة في بريطانيا وقد  كشف الكثير من الحقائق في مقال بصحيفة التليجراف البريطانية، وأشار فيه إلى أن بلاده مستعدة لرفع الحصار على اليمن وبشكل كلي  مقابل إتفاق بعدم تعرض الأراضي السعودية  لهجوم من صنعاء..

وهذا حق قد لا يلقى معارضة من قبل صنعاء ، لكن الأخطر في المقال تلميحه إلى أن بلاده لن تدعم الإستقرار في اليمن ولن تتحمل التكلفة الإنسانية في حال تم اجبارها على سحب قواتها وهذا مؤشر على أن السعودية تسعى من خلال المبادرة تأمين مدنها ومنشآتها الاستراتيجية مقابل إغراق اليمن بصراعات وصفها سعادة السفير بالدموية وهذه الاشتراطات قد لا تلقى قبول لدى صنعاء التي تملك كافة أوراق القوة وفق تقارير دولية.

عموماً بعد المسعى الأخير للمبعوثان الامريكي  تيم ليندركينغ والأممي مارتن غريفيث بين مسقط والرياض والتصريحات التي اعقبتها وآخرها لمحمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي في صنعاء والتي تحدث فيها عن  تأييد المقترحات الأممية يشير إلى تراجع كبير في موجة السلام في اليمن خصوصاً في ظل احتدام المعارك على أكثر من جبهة داخلية وتكثيف التحالف لغاراته التي بلغت 120 غارة خلال ثلاثة أيام في مأرب وفق تقديرات قبلية.

 

البوابة الإخبارية اليمنية