السعودية تتمترس بنازحي مأرب وتثير ضجة “قلق“.. “تقرير“..!

245

أبين اليوم – تقارير  

تقرير/ إبراهيم القانص:

كثرة الحديث عن الوضع الإنساني في اليمن، وتحديداً في محافظة مأرب، الذي ملأت به السعودية العالم ضجيجاً جعلها أشبه بمن يدير ماخوراً ويكثر الحديث عن الشرف، إذ أن الوضع الإنساني في اليمن عموماً، ومأرب إحدى محافظاتها المتضررة، لم يكن ليصل إلى ما هو عليه الآن من التدهور لولا حرب المملكة التي بدأتها قبل ست سنوات، وهو الوضع الذي يُعدُّ الأسوأ على مستوى العالم، حسب تصنيف وتوصيف الأمم المتحدة، والمنظمات الإنسانية التابعة لها، وجميعها أرجعت أسباب الأزمة الإنسانية إلى حرب التحالف الذي تقوده السعودية.

من وجهة نظر مراقبين، كثفت السعودية حديثها عن الوضع الإنساني في مأرب دوناً عن بقية المحافظات اليمنية التي تعاني أوضاعاً إنسانية صعبة، ربما أكثر من مأرب، كان بسبب خوف المملكة من سقوط المحافظة بيد الحوثيين، الذين أصبحوا على مشارف المدينة، كونها المركز العملياتي الذي تنطلق منه كل العمليات العسكرية للتحالف والقوات الموالية له..

بالإضافة إلى كونها إحدى نقاط تجميع وتوطين العناصر المسلحة المنتسبة للتنظيمات الإرهابية المتشددة، مثل داعش والقاعدة والسلفيين، وهي الأدوات التي تستخدمها السعودية لتنفيذ أبشع الجرائم وبث الرعب في أوساط الأهالي، كما يشير المراقبون إلى أن الورقة الإنسانية التي تستخدمها الرياض الآن بخصوص النازحين في مأرب هدفها صرف الأنظار عمّا يتعرضون له من قمع وتعسفات تمارسها القوات الموالية للتحالف، والتي قررت اتخاذها خطاً دفاعياً أخيراً قبل سقوط المدينة بيد قوات صنعاء.

مصادر محلية في محافظة مأرب أفادت أن قوات التحالف وعناصر تنظيم القاعدة، استهدفوا خلال الأيام الماضية بالمدفعية الثقيلة أطراف مخيمات النازحين شمال غربي مدينة مأرب، بعد اشتباكهم مع تلك القوات التي منعتهم من مغادرة مخيماتهم في منطقتي ذات الراء والدشوش، حيث حاول النازحون البحث عن أماكن آمنة يستقرون فيها بعد استحداث قوات التحالف والقاعدة متارس وثكنات عسكرية داخل المخيمات..

كما فتحت قوات الشرطة العسكرية الموالية للتحالف نيران بنادقها على النازحين في نقطة الضرائب بمنطقة الميل، وأجبرتهم على العودة إلى المخيمات، وأضافت المصادر أن مقاتلي تنظيم القاعدة الذين حفروا خنادقهم وتمترسوا داخل مخيمات النازحين في منطقة السويداء أطلقوا من داخل تلك المخيمات قذائف الهاون مستهدفين أطراف مخيمات النازحين في منطقة إيدات الراء، للأسباب نفسها وأجبروا النازحين على البقاء.

مصادر خبرية متواترة نقلت عن محافظ مأرب، المُعين من سلطات صنعاء، محمد طعيمان، أن السلطات المحلية قدمت مبادرات لنقل مخيمات النازحين القريبة من مناطق المواجهات إلى أماكن آمنة، إلا أنها قوبلت بالرفض، مؤكداً أن حكومة الشرعية تلقت أوامر من السعودية بمنع نقل أو مغادرة النازحين، الأمر الذي يكشف حقيقة الضجة التي تثيرها السعودية بشأن نازحي مأرب..

حيث تهدف منها إلى صرف اهتمام الرأي العام عن اتخاذهم دروعاً بشرية بتحويل مخيماتهم إلى متارس وثكنات كخط دفاعي أخير عن المدينة، وإلصاق ما قد ينتج عن عسكرة المخيمات بقوات صنعاء، وتداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو من أحد مخيمات مأرب يكشف تحويلها إلى ثكنات عسكرية ومخازن للأسلحة والذخائر.

البوابة الإخبارية اليمنية