الإمارات تضع اللمسات الأخيرة لإعلان “سقطرى“ إمارةً ثامنة.. “تقرير“..!

248

أبين اليوم – تقارير

تقرير/ إبراهيم القانص:

تتصاعد وتيرة التبجح الإماراتي في جزيرة سقطرى اليمنية، وانتقل إلى مرحلة خطيرة بل أكثر خطورة من ذي قبل، فقد أحكمت الإمارات قبضتها على الجزيرة كما لو كانت إحدى إماراتها.

ويظهر أن الإماراتيين لم يعودوا مضطرين إلى تبرير وجودهم وإجراءاتهم الإدارية والعسكرية بما كانوا يسوقونه من شعارات الأعمال الإنسانية ومصالح سكان الجزيرة، فالمؤشرات الأخيرة توحي بأنهم يضعون اللمسات الأخيرة على إنهاء كل ما يربط سقطرى بهويتها اليمنية، وقد بدأوا فعلياً عزلها عن محيطها اليمني بإغلاقها أمام اليمنيين الوافدين من المحافظتين المجاورتين، حضرموت والمهرة، بحُجة أنها إجراءات لمواجهة فيروس كورونا.

يغلق الإماراتيون جزيرة سقطرى أمام الرحلات البحرية من المهرة وحضرموت، في وقت يفتحون مجالها الجوي أمام رحلات يومية لسياح وخبراء عسكريين واستخباراتيين أجانب بدون أي إجراءات احترازية، وكأن فيروس كورونا لا ينتقل إلا إذا كان حامله يمنياً، الأمر الذي يكشف المقاصد الحقيقية من إغلاق الجزيرة أمام الوافدين إليها من أبناء اليمن في المحافظات المجاورة، ويفسر ذلك الإغراءات المتواصلة للسكان بمنحهم الجنسية الإماراتية ومنع اختلاطهم بإخوانهم اليمنيين من خلال إجراءات الإغلاق.

مصادر محلية في جزيرة سقطرى أشارت إلى أن الإمارات وضعت يدها على قطاع السياحة في الجزيرة، كغيره من القطاعات الأخرى، وبدأت تشغيله وإدارته في ظل غياب كامل لأصحاب الأرض والسيادة، من خلال طائرات مروحية اتخذت مرابض لها في مطار سقطرى، تنقل السياح في رحلات ترفيهية مقابل مائة دولار على كل سائح، وبالتالي تذهب آلاف الدولارات إلى خزائن الإماراتيين وتُحرم منها الجزيرة وسكانها، وأكدت المصادر أن الرحلات السياحية تتم عن طريق أبوظبي التي تفرض رسوماً باهظة على السياح مقابل فيز وخدمات إيوائية.

في المقابل، وتزامناً مع إغلاق منافذ سقطرى أمام اليمنيين من المحافظات المجاورة للجزيرة، تنفذ الإمارات حملة اعتقالات ضد المناهضين لتواجدها وسياساتها وإجراءات تجريف هوية الجزيرة اليمنية، وهي حملة قمعية متواصلة لإسكات أي صوت يكشف الانتهاك الإماراتي للسيادة اليمنية، التي بدأت الإمارات سيطرتها الفعلية عليها منذ حوالي عامين.

بدأ الإماراتيون هاجس الحصول على سقطرى، أهم جزيرة يمنية من ناحية موقعها الجغرافي وتنوعها البيئي الفريد، منذ وقت مبكر، حيث بدأت تروج عبر شبكاتها الإعلامية أن سكان سقطرى ينحدرون من أصول إماراتية، متجاهلةً الرقم الفلكي المهول بين تاريخ نشأتها الحديثة وتاريخ أقدم حضارة على وجه الأرض بعد طوفان نوح..

ويبدو أن الإماراتيين لم يدركوا حتى اللحظة أن فرض تعليق أعلامهم وصور حكامهم على بوابات المرافق الحكومية في سقطرى لا يعني أبداً أن الجزيرة أصبحت إماراتية، ولا يعني أيضاً أن الإمارات ستكتسب بُعداً تاريخياً بسيطرتها على جزء من جغرافية بلد حضاري كاليمن..

فتزييف التاريخ محاولة بائسة لن تؤدي أبداً إلى أن يكونوا جزءاً منه، فمن جاء طارئاً على التاريخ والجغرافيا سينتهي بالسرعة نفسها، خصوصاً عندما يفشل في صنع مجدٍ قد يجعله رقماً محترماً إذا ما تذكره أحد من الأجيال المقبلة.

 

البوابة الإخبارية اليمنية