قراءة ما بين السطور لإجتماع فيينا.. فما هي رسالة إيران والحل المبتكر..!

240

أبين اليوم – أخبار دولية

انتهت جولة اجتماعات فيينا حول إحياء الاتفاق النووي الإيراني، فيما التصريح الأخير لرئيس الوفد الإيراني المفاوض عباس عراقجي كان واضحاً لجهة الدلالات وحاسماً خاصة ما يتعلق بالمفاوضات مع الجانب الأمريكي بالقول: “لن نتفاوض مع أمريكا خارج بنود الإتفاق ودون رفع العقوبات”.

ويرى مراقبون في هذا الشأن، ان ايران اوضحت شروطها بأنه لا مانع لديها في الجلوس مع الولايات المتحدة الأمريكية اذا ما ألغت جميع العقوبات التي فرضها، ولفتوا الى ان الولايات المتحدة هي التي انسحبت من الاتفاق النووي وهي التي تريد العودة إليه، اما الجلوس على طاولة المفاوضات فهذا لا يعني ان أمريكا تريد التفاوض حول بنود الإتفاق النووي وزيادة عليه.

واوضحت رزق، ان تصريح رئيس الوفد الايراني عباس عراقجي بأن طهران اختبرت أجهزة طرد مركزي متطورة جديدة، وهذا يعني انه اذا لم تعود الأطراف الدولية الى الالتزام بالاتفاق النووي، فان إيران تملك الحرية في ان تكمل برنامجها النووي، واعتبروا ان هذا التصريح هو رسالة للولايات المتحدة الامريكية بان ليس هناك من تعديلات على الاتفاق النووي، بينما امريكا تعتقد بأنها تستطيع من خلال محادثات جنيف بأن تطلب أكثر من ايران، في حين تقول إيران بانه ليس هناك من كلام الا في شأن العودة الى الاتفاق النووي كما كان، ولا حاجة لمزيد من المحادثات بشأن الاتفاق النووي.

على خط آخر، أشار خبراء دوليون، ان هدف الولايات المتحدة الأمريكية هو انخراطها في حوار مع إيران وليس الهدف الالتزام بالاتفاق النووي. وقالوا: ان هناك مساحة اتيحت لايران خلال الاتفاق النووي، ولكن جاءت ادارة ترامب وحلفاؤه المتشائمين قالوا بانهم يريدون معاقبة ايران على عدم الاستفادة من هذه المساحة.

وأوضحوا، اليوم الإدارة الامريكية الجديدة مختلفة جداً، ووصفها بالصريحة والواضحة في سعيها الى الحوار مع ايران واقامة تواصل جدي معها، داعين ايران عدم تفويت هذه الفرصة.

غير ان محللين سياسيين يرون ان هناك معركة دبلوماسية بين رئيس الوفد الايراني مع رئيس الوفد الامريكي، واشاروا الى ان هذه المعركة تتطلب حضوراً اعلامياً.

وقالوا: ان ما جرى حتى الآن هو الوصول فعلياً الى حل دبلوماسي مبتكر ابداعي لقضية رئيسية تتمثل في معضلة ان ايران تشترط ألا عودة امريكا الى الاتفاق النووي ما لم يتم الغاء العقوبات كاملة، ومن ثم ستتراجع هي عن اي من الخطوات التي اتخذتها بعد خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، مشرين الى ان الولايات المتحدة تقول انها لن تقوم بالغاء اي عقوبة على طهران حتى لو تركت الاجراءات الاضافية التي اتخذتها ايران في السنوات القليلة الماضية منذ الغاء الاتفاق عام 2018.

واكدوا، أن إيران لا ترغب التفاوض بشكل مباشر مع أمريكا، لان هذا سيبدو وكأنه تفاوض حول اتفاق جديد، ولذلك اعتبروا ان الحل الدبلوماسي الابداعي المبتكر مرة اخرى هو الانسب حالياً، هو تلك الصيغة 4+1 والموجودون في فيينا وهناك ايضاً امريكيون ولكن ليسوا جميعاً معاً.

واضافوا، ان هذا الحل الدبلوماسي سيكون مخرجاً مناسباً للخروج من هذه المعضلة وذلك عبر تشكيل فريقين فنيين في مجال تنفيذ التعهدات النووية والغاء العقوبات، كما ان هناك امراً يبدو جلياً وهو الدور قد يكتسبه الجانب الاوروبي إضافة الى روسيا والصين المشاركان في هذه المفاوضات، حيث كان هناك نوع من التواصل الروسي الاوروبي الاسبوع الماضي حول هذه القضية، رغم الخلافات الروسية الاوروبية.

ونوه المحللون السياسيون الى ان تركيز رئيس الوفد الايراني عباس عراقجي على ان طهران لن تقبل عن رفع بعض العقوبات او رفع تجميد جزئي عن اموال هنا وهناك، فيما تراوغ امريكا وتقول بان الامر لا يتعلق الاتفاق النووي بحد ذاته وانما هناك امورا اخرى كثيرة تريد ان تتطرق اليها.

ما رأيكم..

  • ماذا يعني كشفها عشية الاجتماع عن إختبار ميكانيكي لأجهزة طرد مركزي جديدة؟
  • كيف يقرأ موقف واشنطن الحاضرة للاجتماع مع خفض نسبة توقعها بانفراجه؟
  • هل سيلعب الراعي الأوروبي دوره في تحقيق خطوات عملية لإحياء الاتفاق النووي؟

 

المصدر: العالم