نتنياهو ومخاض الحكومة السادسة..!

184

أبين اليوم – الأخبار الدولية

بدأ العد التنازلي لثمانية وعشرين يوماً سيكون على بنيامين نتنياهو أن يشكل فيها حكومته بعد أن كُلف رسمياً من رئيس كيان الإحتلال رؤوفين ريفلين الذي قال بأن ذلك القراراً لم يكن سهلاً بالنسبة له سواء على الصعيد المعنوي أو الأخلاقي وهذا أقل ما يمكن أن يقال عندما توضع مسؤولية حكومة في يد أفسد أعضائها..

فنتنياهو وقبل ساعات من تكليفه قضى نحو ست ساعات في أروقة التحقيق على خلفية قضايا فساد تتعلق بالرشوة والاحتيال والتزوير وخيانة الأمانة وهي ملفات ستأخذه خلف شمس العالم السياسي اذا ما رفع عنه الغطاء وضمانه الوحيد للبقاء خلف أسوار السجن هو استمراره في الحكم لذلك لن يتنازل عن مراوغته ومقامرته على المستقبل السياسي للكيان الاسرائيلي..

فهو صاحب أطول تاريخ حكم في تاريخ الاحتلال فمنذ عام 2009م وهو يمارس الابتزاز السياسي للأحزاب الأخرى وكلف كيانه أموالاً طائلة في أربع إنتخابات متتالية ولن يمانع خوض إنتخابات خامسة اذا ما فشل في تشكيل حكومته المهم أن يبقى في كرسي الحكم بأي ثمن ولذلك يتوقع المراقبون أن تكون نهايته على يد شعبه وأن يُكنس بقوة المظاهرات والاحتجاجات التي بلغت ذروتها قبل أشهر ..

مهمة صعبة تنتظر بنيامين نتنياهو فبموجب القانون سيكون أمامه 28 يوماً لينجح في مهمته مع إمكانية التمديد لأسبوعين قبل أن يختار الرئيس ريفلين مرشحاً آخر أو يطلب من البرلمان الإختيار، ففرص نجاحه في تشكيل حكومة مستقرة ضئيلة نسبياً وسيخضع فيها لابتزاز الأحزاب السياسية الأخرى فهو بحاجة إلى دعم حزب “يمينا” اليميني القومي الذي يقوده منافس سياسي..

وكذلك دعم “القائمة العربية الموحدة” من أجل الحصول على أغلبية برلمانية كافية لتشكيل حكومته وبمجرد تكليفه بدأ نتنياهو في مغازلة القائمة العربية الموحدة حينما صرح وقال “حكومة برئاستي ستحارب العنف والجريمة بالمجتمع العربي” في تلميح للحصول على دعمهم لتشكيل حكومته..

في حين أن من يتابع أحداث المجتمع العربي داخل الكيان الإسرائيلي يدرك جيداً أنها سياسة إسرائيلية ممنهجة لتفكيك الفلسطينين الذين يعيشون في الداخل ( الأرض المحتلة ) وزرع الفتنة بينهم فنتنياهو يحاول أن يصطاد في الماء الذي عكره هو ومؤسسته الأمنية ، فهو مستعد لفعل أي شيء حتى يشكل حكومة يستطيع من خلالها أن يصدر قانون الحصانة الذي يطمح إليه ليحمي نفسه من قضايا الفساد لكنه حتى وإن استطاع تشكيل حكومة وهذا وارد لكنها ستكون حكومة هشة ستتطاير مع أول خلاف سياسي كما حدث مع الحكومات السابقة.

فنتنياهو قاد خمس حكومات منذ عام 1996 وانهارت آخر هذه الحكومات في ديسمبر/ كانون الأول 2020 ومع ذاك نتنياهو لن يرفع الراية البيضاء حتى لو لجأ لانتخابات خامسة المهم أن لا ينتهي به الأمر بين القضبان ..

ولكن قد تأتي الرياح بما لا تشتهي سفن نتنياهو فحالة الاحتقان ضده في المجتمع الإسرائيلي تزداد يومياً وحينها قد يجد نفسه أمام محاكمة من نوع آخر.

المصدر: العالم