ما السر وراء زيارة وزير خارجية السعودية الى الأردن..!

197

أبين اليوم – الأخبار الدولية

زيارة غير معلنة مسبقاً، وكشف عنها الأردن بعد ان تم تناقل خبر وجود مسؤول سعودي كبير في عمان، هي تلك التي قام بها وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، على رأس وفد سعود رفيع المستوى الى عمان مساء الاثنين الماضي، بعد يومين فقط من الكشف عن مخطط لزعزعة امن الأردن، تورط فيها رئيس الديوان الملكي الأسبق وأحد اكثر المقربين من القيادة السعودية، وهو باسم عوض الله.

في خضم التطورات المتلاحقة التي شهدها الأردن، ومحاولة الأخير عدم الكشف قدر الامكان عن أسرار ما جرى خوفاً من إلحاق الاذى بالعلاقة مع السعودية، لاسيما في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يمر بها الأردن، لم يتم إلقاء المزيد من الضوء على تلك الزيارة والأسباب التي دعت ابن فرحان ان يقوم بها في تلك الظروف المتأزمة.

السعودية حاولت إظهار الزيارة على انها جاءت لتأكيد تضامنها ودعمها للأردن، حيث حمل الملك سلمان بن عبد العزيز، ابن فرحان رسالة الى الملك الاردني بهذا الخصوص. بينما الجانب الاردني فقد إكتفى بالتاكيد على ان الزيارة جاءت لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين!!.

صحيفة “واشنطن بوست” الامريكية كان لها رأي آخر، حيث كشفت عن ان الوفد السعودي ذهب الى الاردن للمطالبة بالإفراج عن باسم عوض الله، الذي منحته السعودية جواز سفر سعوديا، حيث اصر الوفد على الإفراج الفوري عن عوض الله، وان يسمح له بمغادرة الاردن مع الوفد الى السعودية.

من الواضح ان زيارة ابن فرحان لعمان، كانت لا تهدف الى الافراج عن رجل السعودية في الاردن فحسب، بل كانت ايضا تهدف الى إبعاد الشبهات عن السعودية وتورطها في أحداث الاردن، بعد ان اعلن مسؤولون اردنيون عن وجود جهات اجنبية وراء مخطط زعزعة استقرار الاردن.

يبدو ان الزيارة المفاجئة لابن فرحان الى عمان، كانت أيضا إجراء استباقيا يهدف لاحتواء الأزمة التي كادت تتفجر بين الأردن والسعودية، بعد ان ثبت تورط أشخاص مقربين من السعودية فيها، حيث يرى العديد من المراقبين، ان ابن فرحان اكد للجانب الأردني، عدم وجود نية، على الاقل لدى القيادة السعودية، للاساءة الى الاردن، باالرغم من وجود اشخاص تابعين لها في المخطط.

الأردن ولأسباب خاصة، واغلبها اقتصادية، تعهد بعد التوسع في التحقيق مع عوض الله، للتغطية على دور السعودية، إلا ان الأردن، في المقابل، رفض الإفراج عن عوض الله، ليصحبه ابن فرحان معه الى السعودية، وهو ما اكد حجم الغضب الاردني من الدور الذي قام به عوض الله، المقرب من السعودية، في مخطط زعزعة استقرار الاردن.

حتى لو تم احتواء التحقيق مع عوض الله، لمنع ذكر اسم السعودية، إلا أن الرأي العام الاردني والإقليمي، سيبقى ينظر الى السعودية، على انها، كانت ومازالت، تضطلع بدور سلبي في كل أحداث المنطقة، بدءاً من العراق وسوريا ومروراً بلبنان واليمن وانتهاء بليبيا والسودان، وهو دور يصب من ألفه إلى يائه في مصلحة الكيان الإسرائيلي.

 

المصدر: العالم