على بايدن عدم تكرار خطأ ترامب وإلا سيتحرك كالأعمى مثل غروسي..!

837

أبين اليوم – الأخبار الدولية

زعم وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن، ان إيران تعزز برنامجها النووي بوتيرة متسارعة، داعياً الى “تحليل مدى إمكانية إعادتها للاتفاق النووي بأسرع وقت”، وأضاف في لقاء مع قناة “CBS” الأمريكية” :”وهذا الأمر يدفع إلى النظر بشكل عاجل فيما إذا يمكننا إعادة الملف النووي إلى الدرج الذي وضع فيه الإتفاق النووي والذي خرجت منه إيران للأسف بعد إنسحابنا من الصفقة”.

وفي محاولة مكشوفة لتحميل ايران نتائح سياسة الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب الفاشلة في التعامل مع الإتفاق النووي، وكذلك للتغطية على متابعة الإدارة الحالية، لذات النهج الفاشل لترامب، في التعامل مع الإتفاق النووي، قال بلينكن: “يجري هذا التخصيب ( تخصيب اليورانيوم في إيران) على مستويات ودرجات أعلى مما يُسمح بها بموجب الإتفاق. في حال إستمرار هذا الأمر لاحقاً وفي حال مواصلتهم الركض للأمام.. فإنهم سيمتلكون معرفة سيكون من الصعب الرجعة فيها”.

من الواضح أن بلينكن، يعلم قبل غيره، انه يناقض نفسه بنفسه، عندما يضع امريكا وايران في خانة واحدة، في موضوع الالتزام والتعامل مع الاتفاق النووي، فرئيس أمريكا السابق دونالد ترامب، الذي مزق الاتفاق النووي بتحريض من “اسرائيل” والسعودية واليمين الامريكي المتصهين، وخاصة صهره المدلل جاريد كوشنير، وفرض حظراً غير مسبوق على الشعب الايراني شمل حتى الدواء والغذاء، وهدد العالم كله بالعقوبات في حال تعامله مع ايران.

في المقابل ظلت ايران متمسكة بالاتفاق بعد عام من إنسحاب ترامب وفرضه الحظر عليها، وفي العام التالي أخذت بتقليص التزاماتها تدريجياً، من أجل دفع الأطراف الأوروبية لتنفيذ بنوده وتعويض ايران عن الخسائر التي تعرضت لها جراء الإنسحاب الامريكي، بينما يأتي بلينكن اليوم ليخدع نفسه قبل غيره، من ان ايران خرجت من الإتفاق..

وان إدارته تعمل على عودتها إليه، وهي كذبة كبرى تفضحها مفاوضات فيينا، حيث تجتمع دول 4+1 وايران في فندق، بينما الوفد الأمريكي نزل في فندق آخر، فأمريكا باعتراف باقي الأعضاء الآخرين ليست عضوة في الإتفاق النووي، أما إيران فهي كانت ومازالت أكثر اعضاء الإتفاق التزاماً به، بشهادة حتى الأوروبيين نفسهم.

على بلينكن أن يقنع رئيسه بايدن، ان السير على نهج ترامب الفاشل لن يؤدي الا الى الفشل، فإيران في عام 2021 ليست ايران عام 2015، فالمفاوضات الجارية اليوم في فيينا، يجب ان تأخذ بعين الاعتبار هوس رؤساء امريكا وخضوعهم للصهيونية العالمية، وان تقيد هؤلاء الرؤساء بمواثيق تحول دون ظهور مجنون آخر مثل ترامب، يستهزىء بالقوانين والمعاهدات والمواثيق والاتفاقيات الدولية، بينما العالم يكتفي بالتفرج..

فإيران، وانطلاقا من تجريتها المرة مع الغرب وعلى رأسه امريكا، سوف لن تقدم على إجراء لا يضمن مصالحها، ويقلص من رعونة مجانين مثل ترامب مستقبلاً، ومن المعجبين به في الادارة الحالية، وفي حال لم تأخذ المصالح والهواجس الايرانية بعين الاعتبار من اليوم فصاعداً، سيكون حال الجميع ، وعلى رأسهم بايدن و بلينكن ، كحال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي الذي اعترف، انه من دون عقد صفقة نووية مع إيران “فإننا نتحرك كالعميان”.

 

المصدر: العالم