التحالف يوجّه أدواته في عدن بقمع وإنهاء الإحتجاجات المطالبة برحيله.. “تقرير“..!

4٬439

أبين اليوم – تقارير

تقرير/ إبراهيم القانص:

الأيادي البيضاء التي أغرى بها التحالف أبناء المحافظات الجنوبية، لم تكن سوى قفازات تمويهية، ضلل بها الأهالي مستغلاً أوضاعهم المعيشية الصعبة، لكنها تكشفت الآن عن مخالب حادة، أدرك أبناء تلك المحافظات أنه بدأ غرسها في صدورهم منذ مجيئه في أواخر عام 2015م، حيث ظلوا يعانون وضعاً تصعيدياً في أمنهم ومعيشتهم واقتصادهم حتى بلغ كل شيء حد الانهيار، إلى أن فقد غالبية المواطنين القدرة على مواجهة أبسط متطلبات المعيشة الضرورية..

وحسب التظاهرات والاحتجاجات اليومية التي تشهدها مدن وعواصم غالبية المحافظات الجنوبية تنديداً بالانهيار الاقتصادي والمعيشي والخدماتي والأمني؛ يتضح جلياً أن المواطنين أصبحوا أكثر وعياً وإدراكاً أن سياسات التحالف وسيطرة قواته على مناطق الثروات هي سبب ما آلت إليه أوضاعهم، ويظهر ذلك في ما ترفعه التظاهرات من شعارات مطالبة برحيل التحالف والحكومة التي يدعمها والقوات الأجنبية التي تنتشر في مناطقهم.

في المقابل أدرك التحالف أنه لا مجال بعد الآن للمزيد من الوعود المضللة، بعدما صحا الجنوبيون من الأحلام الوردية التي ظل يوهمهم بتحقيقها منذ مجيئه، خصوصاً بعد محاولته الهزيلة لتهدئة الأوضاع من خلال اجتماع الرباعية الذي انعقد قبل أيام قليلة بخصوص الشأن الاقتصادي اليمني، ووصدر عنه بيان بيان رباعي بالنيابة عن السعودية والإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة، عبر عن قلق رباعية التحالف بشأن انهيار العملة وارتفاع الأسعار، محاولةً امتصاص الغضب الشعبي بدعوتها حكومة هادي إلى سرعة تحقيق الاستقرار الاقتصادي..

وهي محاولة بائسة لتضليل اليمنيين من جديد بأن تلك الحكومة تمتلك القدرة على ذلك، في وقت لا وجود لها في الأراضي اليمنية ولا قرار في يدها تستطيع اتخاذه، فالكل أصبح على يقين بأن التحالف هو من يوجه الحكومة حسب بوصلة مصالحه.

ولأن التحالف يدرك عجزه عن إعادة الشارع الجنوبي إلى دائرة تبعيته، يبدو أنه لجأ إلى إستخدام الأسلوب الذي يجيده أكثر من غيره، بتوجيه أدواته المحلية بقمع المتظاهرين في عدن وعدد من المدن الجنوبية، حيث أطلقت قوات الانتقالي الموالية للإمارات الرصاص الحي باتجاه المتظاهرين في عدن، مخلفةً عدداً من القتلى والمصابين..

كما اقتحمت مدرعات إماراتية أحياء منطقة المنصورة، في مدينة عدن نفسها، مختطفةً ثلاث عشر مواطناً من أبناء المنطقة المشاركين في الاحتجاجات، وتداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي صوراً لشبان مربوطين إلى عمود كهرباء، بصورة فاضحة لأسلوب امتهان الكرامة الإنسانية الذي تمارسه أدوات التحالف في المناطق اليمنية الخاضعة لسيطرته..

ولا تزال قوات الانتقالي المدعومة من الإمارات تقتحم عدداً من أحياء مدينة عدن بآلياتها العسكرية مسببةً الذعر والرعب للأهالي، كمحاولة لكبح الاحتجاجات التي لم تتوقف منذ حوالي أسبوع، فيما قتلت القوات نفسها مواطناً تحت التعذيب في سجن معسكر جبل حديد الذي يُعدّ من أسوأ السجون السرية التي تديرها الإمارات، بعد اختطافه من منطقة القلوعة في بير أحمد بعدن.

مصادر محلية قالت إن قوات الانتقالي لا تزال تقمع تظاهرات المحتجين المنددة بانهيار الاقتصاد والأمن والخدمات والمطالبة برحيل التحالف، مؤكدةً أنها اعتقلت أكثر من خمسين مواطناً، بينهم أطفال قاصرون، بتهمة المشاركة في الاحتجاجات، موضحة أن قوات الانتقالي داهمت بيوت المواطنين واعتقلتهم، في مديريات الشيخ عثمان والمنصورة وكريتر ودار سعد بمدينة عدن..

لافتةً إلى تلك المداهمات تأتي تنفيذاً لتوجيهات تلقاها المجلس من قيادة التحالف، قضت باستخدام كافة الوسائل لإنهاء الإحتجاجات، بما فيها مداهمة منازل من يدعمون التظاهرات ويحرضون عليها، والتواصل المباشر مع المحتجين عبر قيادات عسكرية وأمنية لإقناعهم- ترغيباً وترهيباً- بوقف التظاهرات..

وحسب توجيه رئيس المجلس الانتقالي لقواته في التعامل مع المحتجين بصفتهم عناصر مندسة تسعى لما أسماه “زعزعة” الأمن والاستقرار في عدن، الأمر الذي أثار موجة من السخرية في أوساط الناشطين والمتابعين، الذين قالوا إن المجلس وقواته أحد أهم أدوات التحالف التي استخدمها لإيصال الأمن والاستقرار حد الانهيار، حيث ترتكب تلك القوات كل ما يمكن تصوره من الجرائم منذ أواخر عام 2015م حتى هذه اللحظة التي تقمع فيها المحتجين ضد التحالف والحكومة التي يدعمها واللذين أوصلا البلاد إلى حافة الانهيار والمجاعة.

 

YNP