هل وراء العدوان الإسرائيلي تغيير موازين القوى في سوريا..!

3٬591

أبين اليوم – أخبار دولية 

عدوان إسرائيلي متجدد على سوريا ولكن هذه المرة انطلاقاً من الأجواء الأردنية، طالت مواقع في تدمر وسط سوريا، ما رسم الكثير من الشكوك حول مسار العلاقة التي استجدت بين دمشق وعمّان لمصلحة البلدين.

ويرى مراقبون، ان العلاقة المستجدة بين دمشق وعمّان تعود بالتأكيد لمصلحة البلدين وليست لمصلحة كيان الإحتلال الاسرائيلي، وهذا ما اثار غيظ الصهاينة ترجمت بالغارات على مدينة تدمر.

وقالوا” ان الموقع الذي استهدفه طيران الاحتلال الاسرائيلي كان مصنعاً للمواد الخام السورية، والتي تجد في الممر الاردني سوقاً لتسويقها ما يعزز الاقتصاد السوري، وهذا ما لا يستسيغه الامريكي والاحتلال الاسرائيلي على حد سواء.

واوضحوا، ان سوريا مازالت مستهدفة عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، لذلك فان الغارات الاسرائيلية تعتبر جزءا من هذا الاستهداف بقرار امريكي اسرائيلي واضح، واعتبروها رسالة امريكية اسرائيلية لكل من يهمه الامر بان سوريا لاتزال مستهدفة ولاتزال تحت العقوبات على الطريقة الامريكية الاسرائيلية.

من جانبهم، خبراء عسكريون واستراتيجيون اكدوا، ان الاردن مرتبط باتفاقات مع كيان الاحتلال تحوي بنودا سرية، اي اتفاق “وادي عربة” والذي سمح للكيان الاسرائيلي باستخدام اجواء الاردن لاستهداف ليس فقط سوريا وانما العراق كضربه سابقاً “مفاعل تموز”.

ولفتوا الى، ان الاردن من الناحية النظرية بامكانه منع الطيران الاسرائيلي من اختراق اجوائه والمرور لاستهداف الاراضي السورية، ولكن من الناحية العملية فان الاردن مرتبط بتعهدات قطعها للكيان الاسرائيلي وللاطراف التي تدعم الاردن اقتصادياً، خاصة مع الولايات المتحدة الامريكية بألا يكون هناك اعتراضاً على استخدام الاجواء الاردنية من قبل الطيران الامريكي او الاسرائيلي.

واعتبروا، ان الاردن يشكل جزءاً من المنظومة العسكرية للولايات المتحدة الامريكية من خلال اتفاقات معقودة بين الجانبين، وان الطيران الاسرائيلي عندما وصل الى منطقة التنف كان منسقاً بشكل اكيد مع الولايات المتحدة الامريكية باعتبار ان هذه المنطقة محتلة من قبل قوات الاحتلال الامريكي.

واستطردوا ان الغارات الاسرائيلية دخلت في المسار المخصص للطيران المدني، وهذا ما اعاق عمل منظومة الدفاع الجوي للجيش السوري، التي لم تتمكن من التعامل مع الطائرات المعتدية الاسرائيلية، معتبرين ان كل هذه الظروف درست بشكل جيد من قبل كيان الاحتلال الاسرائيلي.

فيما اكد خبراء بالشؤون الاسرائيلية، ان الاستراتيجية الاسرائيلية منذ اقامة الكيان ووضع نظرية الامن الاسرائيلي، تعمل على تطويق الدول العربية وضرب بعضها ببعض وخلق حالة من العداء والتفرقة فيما بينها في المنطقة. والان في ظل الحالة العدائية والصدام ما بين كيان الاحتلال الاسرائيلي من جهة وسوريا ومحور المقاومة الذي تنتمي اليه، يسعى الاحتلال بابقاء الحالة التي سادت العلاقة السورية الاردنية خلال السنوات الثمان الاخيرة ان تستمر الى مالا نهاية.

واعتبروا، ان الضربة الاسرائيلية في الليلة الماضية على الاراضي السورية، ليست مرتبطة بتراجع حدة التوتر ما بين الاردن من جهة وسوريا وايران، بقدر ما هي جزء من السياسة الاسرائيلية ذاهبة باتجاه العمل الاقصى في سبيل منع ان تكون سوريا جزءا مهماً وقويا من محور المقاومة.

وشدد شديد، على ان الانعطافة في العلاقة الاردنية السورية مرده الى ان موازين القوى داخل سوريا تغيرت كثيراً ولم تكن كما كانت في عام 2012 و2013 عندما راهنت الكثير من الاطراف داخل وخارج سوريا على ان الدولة انتهت وستنتهي، وبالتالي هذا المشروع قد فشل، مشيرين الى ان الاردن يرى ان له حدود ومصالح وقد تأثر كثيراً نتيجة غلقها، ورأت ان مصلحتها تتطلب اعادة نظرة جذرية في العلاقة مع سوريا، باعتبار انها المستفيد الاكبر من فتح الحدود مع سوريا.

ما رأيكم..

  • كيف يقرأ العدوان الاسرائيلي المتكرر على سوريا انطلاقاً من الاردن هذه المرة؟
  • ما تفسير تزامنه مع استئناف العلاقات بين دمشق وعمان لمصلحة البلدين؟
  • هل يستطيع الاردن منع الغارات الاسرائيلية لضمان أمن حدوده الشمالية؟

المصدر: العالم