رسائل متبادلة على طول الشمال السوري.. هل تبدا أم المعارك في إدلب..!

3٬547

أبين اليوم – أخبار دولية

في الوقت الذي ما يزال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ماضياً في تهديداته بعمليات جديدة في الشمال السوري، من الواضح ان الجانب السوري نفد صبره وبالطبع الروسي كذلك حيث طال انتظاره لتنفيذ ما اتُفق عليه بين بوتين واردوغان.. وقصف مدينة سرمدا كان أبلغ رسالة تلقتها تركيا من سوريا منذ أكثر من سبعة أعوام حتى الآن.

تقع مدينة سرمدا في ريف إدلب الشمالي وهي خاضعة تماماً لجبهة النصرة الارهابية برعاية تركية وشمل القصف السوري الطريق الواصل بين “باب الهوى” المعبر الى تركيا وسرمدا، وبالتالي جاءت الرسالة في أقصى نقطة من الارض السوري قرب الحدود التركية باعتبارها الرسالة الأوضح لنفاد الصبر على مماطلة تركيا بتنفيذ تعهداتها.

يعتبر معبر باب الهوى الذي تسير عليه النصرة المركز الاقتصادي والتجاري الاساسي الذي يمد جميع المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة السورية، وتعطيله يعني إجبار تركيا على إغلاقه ولطالما بقي هذا المعبر وبالتحديد سرمدا خارج القصف رغم خضوعه للنصرة نتيجة للتوافق الروسي- التركي، واليوم في حال قلبت روسيا المعادلة ردا على المماطلة التركية بل وربما تدخلا عسكريا تركيا جديدا في الشمال السوري فإن هذا سيعني بدء معركة إدلب التي لطالما تأجلت.

تقول تركيا إنها تحارب التنظيمات الكردية التي تهدد أمنها القومي وبالتأكيد يحق لسوريا محاربة “النصرة” المصنفة ارهابياً عالمياً والمتواجدة على الحدود مع تركيا والتي تهدد أمن عدة دول، وبذلك أضحت أنقرة مجبرة على التفاوض والذي تم سلفا، وبالتالي بقي الالتزام بما تفاوضت عليه، فاليوم تغلق الجماعات المسلحة طريق حلب – اللاذقية الدولي تحت غض للبصر تركي، وتدير النصرة الارهابية إدلب اقتصاديا وتجاريا وبالمقابل قد تغلق دمشق معبر باب الهوى ناريا كرد مماثل.

الرد السوري جاء في وقت تحشد فيها تركيا قواتها للسيطرة على بلدة تل رفعت شمال حلب، كما ان قيادة الجيش التركي أعلنت بالفعل الاستنفار بين صفوف الجماعات المسلحة السورية الموالية لها، كما ألقت طائراتها المسيرة منشورات على البلدة تعلن فيها قرب الهجوم وتطالب السكان بالتعاون وهو ما يعتبر خطا أحمر في التفاهمات التركية الروسية على الاقل.

دخول تركيا الى تل رفعت وتمدد سيطرتها في سوريا سيعني تمزيق جميع الاتفاقات السابقة بين بوتين – اردوغان وسيعني هذا فشلا للقمة التي جرت مؤخرا بين الرجلين، وهذا يؤجج أحد احتمالين إما تحرير إدلب عسكريا او تنازلات تركية كبيرة في أي مفاوضات جديدة لان حسم مسألة طريق M4 الدولي أصبح حياتيا للاقتصاد السوري الذي يحاول استعادة نشاطه كما ان المماطلة التركية أصبحت لا تطاق.

المصدر: العالم