إنتكاسات مأرب تفاقم أزمة الثقة بين الشرعية والتحالف.. “تقرير“..

4٬664

أبين اليوم – تقارير

تقرير/ عبدالله محيي الدين:

تقترب قوات صنعاء من حسم معركة مأرب بما تكتسبه من أبعاد وازنة ومؤثرة في مصير الحرب التي تشهدها اليمن منذ أكثر من ست سنوات، كون حسم هذه المعركة سيشكل ضربة في مقتل لحكومة هادي، وسيسقط رهانات إقليمية ودولية على هذه الحكومة التي أخفق الدعم الإقليمي والدولي المستمر لها في تعزيز موقفها وترجيح كفتها في مواجهة ما أطلق عليه الانقلاب، واتخذت مزاعم دحره ذريعة لشن الحرب التي تدور رحاها منذ مارس 2015 حتى اليوم.

وخلال أسبوع واحد فقط تمكنت قوات صنعاء من دحر القوات الموالية للتحالف وحكومة هادي من سبع مديريات في كل من محافظتي مأرب وشبوة، وبمساحة تبلغ 3200 كيلومتر مربع.

ومطلع الأسبوع الجاري أعلنت قوات صنعاء سيطرتها على مديريتي العبدية وحريب مع أجزاء من مديريتي الجوبة وجبل مراد بمحافظة مأرب، وهو ما يعكس مدى تقدم قوات صنعاء في المحافظتين، واقترابها من استكمال السيطرة على محافظة مأرب، بعد أن أصبحت على مشارف مدينة مأرب عاصمة المحافظة.

وعلى وقع الانتكاسات التي تتعرض لها حكومة هادي بفعل التقدم الذي تواصل قوات صنعاء تحقيقه في عدد من المحافظات شرق البلاد وعلى رأسها مأرب، تفاقمت أزمة الثقة بين الأطراف المنضوية في إطار الشرعية والتحالف الداعم لها، حيث كشفت تلك الهزائم التي منيت بها القوات التابعة لحكومة هادي والمدعومة من التحالف عن عمق الأزمة بين تلك الأطراف التي تقف في خندق واحد رغم تعدد الأجندات.

وتثور عاصفة من الاتهامات المتبادلة بين الأطراف المحلية الموالية للتحالف، بالتسبب في سقوط المناطق واحدة تلو الأخرى في أيدي قوات صنعاء، حيث تتهم الأطراف الموالية للإمارات حزب الإصلاح بالتواطؤ مع الحوثيين وتسليم تلك المناطق لقوات صنعاء، فيما يلمح حزب الإصلاح إلى أن تقاعس التحالف بقيادة السعودية عن التدخل بالشكل المطلوب وتقديم الدعم اللازم هو السبب في تمكن قوات صنعاء تحقيق ذلك التقدم الذي تسارعت وتيرته خلال الشهرين الماضيين.

وإزاء الهزائم التي تعرضت ولا تزال تتعرض لها قوات هادي في المحافظات الشرقية للبلاد، يلتزم التحالف الصمت الرسمي مكتفياً بإحصائية يومية بعدد الغارات التي ينفذها طيرانه بشكل يومي على مناطق المواجهات ولا سيما جبهات محافظة مارب، وهو الأمر الذي جرى تفسيره من قبل محللين سياسيين باستشعار التحالف بمدى خطورة الموقف بعد التحول في ميزان القوى لصالح صنعاء، وفي الوقت ذاته فقدان الثقة في حكومة هادي التي أثبتت سنوات الحرب مدى هشاشتها وفقدانها للدعم الشعبي الداخلي الذي يمكن أن يحدث فارقا كبيرا إذا ما شُفع بالدعم المقدم من قبل التحالف.

من جهتها لم تقف حكومة هادي عند التعريض بعدم كفاية الدعم المقدم لها من قبل التحالف في معاركها ضد قوات صنعاء ولا سيما في محافظة مأرب، بل ذهبت إلى توصيف الموقف الدولي إزاء معركة مأرب بـ “الضعيف”، حيث طالب وزير الخارجية أحمد بن مبارك، المجتمع الدولي، في تصريح لصحيفة “الشرق الأوسط” السعودية الصادرة في لندن، الذي وصف موقفه بـ “الضعيف”، بإجبار الحوثيين على وقف العنف والدخول في عملية سلام جادة.

جاء تصريح بن مبارك بعد المباحثات الأخيرة التي أجراها مع مسؤولين أممين ومع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، وقال إن “الموقف الدولي ضعيف ولا يرقى لمستوى ما حدث في العبدية بمأرب، في إشارة منه إلى تمكن قوات صنعاء من السيطرة عليها رغم المطالبات من قبل الشرعية للمجتمع الدولي بالتدخل لوقف تقدم قوات صنعاء في المديرية.

واعتبر مراقبون إحتدام أزمة الثقة بين الأطراف المنضوية في إطار حكومة هادي، وبينها وبين التحالف، مؤشراً على مزيد من التصدع في هذا الاصطفاف الذي بدا أكثر ضعفاً في ظل تحول ميزان القوى لصالح قوات صنعاء، سيما في ضوء نتائج المواجهات الأخيرة التي كشفت عن تماسك هذه الجبهة وتفوقها في رسم الاستراتيجيات العسكرية وتنامي قدرتها التسليحية والقتالية وامتلاكها من أسباب القوة من يمكنها من الحسم.

 

YNP