السعودية والإمارات تنسحبان شكلياً لإحلال قوات أجنبية أخرى في شبوة والمهرة.. “تقرير“..!

4٬332

أبين اليوم – تقارير

تقرير/ إبراهيم القانص:

أبعاد أخرى غير ظاهرة يتخذها مصطلح “الانسحاب” في سياسة السعودية والإمارات اللتين تقودان حرباً على اليمن منذ ما يقارب سبع سنوات، فعندما تعلن إحدى الحليفتين انسحاب قواتها من منطقة يمنية فهذا لا يعني حدوث الإنسحاب بمعناه الحرفي والفعلي، فإما أن تنسحب القوات من منطقة لتتمركز في أخرى، أو لإفساح المجال لقوات حليفتها للسيطرة على تلك المنطقة..

وقد يتخذ الانسحاب المُعلن بُعداً آخر كأن تتفق الحليفتان على تمكين قوات أجنبية من السيطرة على مناطق كانت قواتهما قد انسحبت منها، والشواهد على ذلك كثيرة، فقد أعقب إعلان الإمارات سحب قواتها من اليمن، وتحديداً من المحافظات الجنوبية، بسط سيطرتها على جزيرة سقطرى اليمنية بشكل كامل، وإنشاء قواعد عسكرية مشتركة مع حليفتها السعودية والولايات المتحدة الامريكية والكيان الإسرائيلي.

واستمراراً لاستغلال مصطلح الانسحاب واستخدامه غطاء للتمدد بطريقة أخرى في الأراضي اليمنية؛ أكدت مصادر محلية مطلعة أن إعلان الإمارات سحب قواتها من محافظة شبوة تم في إطار إتفاق مع حليفتها السعودية، ورغم أنها سحبت تلك القوات فعلاً ووصلت إلى حضرموت، إلا أن وجهتها الحقيقية هي محافظة المهرة، حسب الاتفاق مع السعودية، مع ترتيبات لنشر 5 آلاف مجند تابعين للقوات الموالية للإمارات، يتم نقلهم على دفعات إلى مطار الغيضة، حسب المصادر.

مراقبون قالوا إن السعودية والإمارات كانتا قد نسقتا منذ مرحلة مبكرة لوحدات مختلفة من القوات البريطانية والأمريكية، وصلت فعلاً إلى محافظتي المهرة وحضرموت، ضمن مخطط كبير لتمكينها من مناطق الثروات النفطية والمواقع الاستراتيجية المهمة، وهو بالنسبة للبريطانيين على وجه الخصوص حلم قديم لا تزال المملكة المتحدة تحاول إحياءه من جديد، وكان ناشطون من حضرموت تداولوا على منصات التواصل صوراً للقوات الأمريكية ترافقها كلاب تفتيش بداية شهر أكتوبر المنصرم، في شوارع مدينة غيل باوزير، شرق مدينة المكلا، كما تتخذ قوات أمريكية وبريطانية وإسرائيلية من مطار الغيضة في المهرة قاعدة لها، منذ سيطرت عليها القوات السعودية والإماراتية عام 2017م.

في السياق.. ذكرت مصادر متطابقة أن الرياض وأبوظبي كانتا بصدد التنسيق لإنزال جوي أمريكي بهدف السيطرة على منشآت صافر النفطية في محافظة مأرب ومنشآت مماثلة في محافظة شبوة، تحت مبرر حماية تلك المنشآت، لولا التقدمات المتسارعة وغير المتوقعة التي أحرزتها قوات صنعاء في المحافظتين النفطيتين، والتي تمكنت خلالها من السيطرة على عدد من المديريات، وهو ما يفسر الضجيج الإقليمي والدولي والمساعي الكبيرة لإيقاف تقدم قوات صنعاء في مارب وشبوة.

لا تزال القوات الأمريكية توسع تواجدها في محافظة حضرموت، بالتنسيق مع السعودية والإمارات اللتين استحدثتا مدرجاً جديداً للطيران الحربي في مطار الريان، تسهيلاً لتحقيق الرغبة الأمريكية في إنشاء قاعدة عسكرية دائمة في سواحل حضرموت..

وخلال الفترة الأخيرة لوحظ زيادة الوفود الأمريكية إلى حضرموت تحت غطاء التنمية، إلا أنها في الحقيقة ليست سوى زيارات استكشافية في طريق جلب المزيد من القوات، بالتوازي مع نشر الآلاف من عناصر التنظيمات الإرهابية في مديريات المحافظة تمهيداً لاستخدامها كمبررات لجلب المزيد من القوات الأجنبية بحُجة مكافحة الإرهاب.

YNP