سباق مصري – بريطاني – أمريكي على قوات السعودية والإمارات الخفية في اليمن.. “تقرير“..!

4٬157

أبين اليوم – تقارير

على إيقاع الإنسحاب السعودي- الإماراتي من اليمن، دخلت أطراف إقليمية ودولية جديدة إلى ساحة الحرب المستمرة منذ 7 سنوات، ما قد يحول هذا البلد الذي تكاد المجاعة تفتك بسكانه إلى ساحة تصفيات وسباق نفوذ جديد.

في عدن، التي اخلتها القوات السعودية تواً بعد نحو عامين على إنسحاب الإمارات، يبدو المشهد جلياً، فبالتزامن مع بدء قوات مصرية تدريب فصائل من المجلس الإنتقالي، الموالي للإمارات، كقوات خفر سواحل، وصل وفد بريطاني عسكري رفيع إلى مقر خفر السواحل التابعة لهادي في المدينة في محاولة لمد جسور الولاء والتحكم بمجريات الملاحة البحرية في هذا البلد الذي يملك شريط ساحلي يتجاوز الـ2200 كيلومتر
.
ويطل على العديد من الممرات البحرية الهامة سواء في خليج عدن أو المحيط الهندي وبحر العرب إلى جانب مضيق باب المندب الذي يشكل ثاني اهم مضيق بحري حول العالم.

بالنسبة للتحرك المصري فإن المؤشرات تؤكد بأنه تم بناء على طلب إماراتي خصوصاً إذا ما تم ربط وصول وحدات مصرية إلى عدن باللقاءات المكثفة التي عقدها مسؤولين إماراتيون كوزير الخارجية مع نظيره المصري ، والهدف كما يبدو تعزيز نفوذ الإمارات في المنطقة الممتدة من باب المندب غرب اليمن وحتى سقطرى في اقصى الشرق..

وهذه المنطقة سبق للإمارات وأن وطنت فيها فصائلها من مختلف ربوع اليمن.. كما أن الانباء التي تحدثت عن لقاءات مصرية بوفد من صنعاء وتكريس الحديث عن حماية باب المندب تشير إلى أن القاهرة التي تراجع دورها في الحرب التي قادتها السعودية في مارس من العام 2015 ، رغم انها تحاول التموضع في هذه المنطقة خشية هيمنة إسرائيلية قد تعقد مهام قناة السويس، تحاول عدم استفزاز أي طرف سواء داخل اليمن أو خارجه..

وخلافاً لمصر التي تزعم بأن أمن باب المندب مهم بالنسبة لها، تدفع بريطانيا التي خرجت مؤخراً من الإتحاد الأوروبي بقوة للنفوذ على سواحل اليمن، ربما يتعلق الأمر بمحاولة استعادة أمجاد إمبراطورتيها السابقة في عدن..

وربما لأبعاد تتعلق بالصراع الجيوسياسي دولياً على ممرات الملاحة البحرية حول العالم ، لكن بعيداً عن أهداف هؤلاء ثمة دور امريكي بارز في تشكيل ما تسمى بـ”وحدات خفر السواحل، حيث تركز البحرية الأمريكية منذ بدء الحرب على اليمن بإعادة هيكلة هذه الوحدات وتدقيق الولاء في صفوف افرادها وضباطها..

وقد سبق للسفير الامريكي في العام 2016 وأن اشرف على تسليم تلك الوحدات التي خضعت لتدريب وتأهيل في الولايات المتحدة سواحل حضرموت والمهرة وسقطرى وصولا إلى عدن.

التحركات البريطانية – الامريكية – المصرية، لم تتعلق بمحاولة إيجاد اتباع داخل قوات خفر السواحل، بل أن اللقاءات التي عقدها صغير بن عزيز تواً بملاحق امريكا وبريطانيا وحتى مصر العسكريين تشير إلى أن المخطط يهدف لإعادة تشكيل فصائل هادي التي تخلت عنها السعودية والامارات توا وفقاً لأجندات دولية وإقليمية وهو ما قد يعزز صراعات هذه الفصائل مجدداً ويطيل أمد الحرب.

YNP