ما وراء تصدير محسن للواجهة وفي هذا التوقيت.. “تقرير“..!

4٬608

أبين اليوم – تقارير

يعود علي محسن، نائب رئيس سلطة “الشرعية”، إلى واجهة الأحداث في اليمن، بعد سنوات من الاحتجاز القسري في أحد فنادق الرياض، فهل عودته تم بضوء سعودي أم وفق اجندة قطرية، وما امكانياته في استعادة نفوذه ؟

محسن الذي اقتصر حضوره على تغريدات في صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، ظهر أخيراً في زيارته لقطر، بعد اشهر من غموض مصيره كهادي، غير أن الزيارة التي تعد الأولى من نوعها منذ الأزمة الخليجية، تحمل في طياتها الكثير، خصوصاً وأنها تأتي بموازاة حراك سعودي لتمكينه داخل “الشرعية” فما ابعاد الزيارة؟

فعلياً.. ما كان لمحسن التحرك بدون ضوء سعودي، وقد استبق زيارته لقطر بتعيين سفير محسوب عليه هناك بعد أعوام من القطيعة، وهذا مؤشر على أن السعودية التي تواجه ضغوط إماراتية لتسليم رقبتها لاتباع ابوظبي في اليمن تحاول انعاش الصراع الاماراتي – القطري للحفاظ على توازن يبقي نفوذها في هذا البلد الذي تعده عمق أمنها القومي وتعاني من تراجع كبير للنفوذ فيه بعد ان ظلت لعقود تحكمه باللجنة الخاصة..

زيارة محسن إلى قطر بالتزامن مع تقارب الإمارات مع تركيا وايران، مؤشر على عودة الخلافات بين الحليفتين، خصوصاً اذا ما اخذ في الإعتبار توجيه محسن بتشكيل لواء جديد في الساحل الغربي لتعز على غرر محور طور الباحة بهدف مواجهة مساعي الإمارات للسيطرة على المناطق المطلة على باب المندب بعد أن كانت السعودية منحت ابوظبي ضوء للتوغل هناك عبر الضغط على الاصلاح لتوقيع اتفاق مع طارق..

ناهيك عن حراك محسن في شبوة لقطع الطريق على طارق صالح والانتقالي للسيطرة على أهم مناطق النفط والغاز وجميعها قد تعيد الصراع بين ابوظبي والدوحة إلى بدايته خصوصاً في ظل طموح هاتان الدولتان للسيطرة على تلك المقدرات اليمنية..

عموماً.. تبدو خيارات قطر ضئيلة في اعادة محسن إلى صدارة المشهد، وقد استنزفت قواته على مدى السنوات الماضية، لكن الخيار الأقرب قد يتمثل بإبرام اتفاقيات من تحت الطاولة مع “الحوثيين” تمنح الحركة بموجبها مساحة لمحسن بالمناورة بغية إقناع السعوديين بأنه بديل جيد لعائلة صالح والانتقالي..

وقد يتثمل ذلك باتفاق مأرب مقابل شبوة ، خصوصاً إذا ما اخذ في الإعتبار اعلان مسؤولين في صنعاء قرب دخول المدينة وعن وضع الإمارات على قائمة الأهداف العسكرية بالتزامن مع أنباء على اتفاق بين قوات محسن وصنعاء في حجة وكذلك وصول ابرز رجال علي محسن في البيضاء إلى صنعاء على راس قوة كبيرة..

إلى جانب تقارب الطرفين بشأن مساعي اسقاط سلطة بن عديو في شبوة ، وجميعها مؤشرات على أن قطر تحاول إنقاذ نفوذها في اليمن الذي يواجه مقصلة إماراتية وبضوء سعودي، لكن جميع هذه التحركات سواء الإماراتية أو القطرية تعكس حقيقة واحدة هي أن السعودية التي حاولت قبل شن الحرب والحصار على اليمن تصوير نفسها كقوة عظمى باتت تحاول استجداء “اصغر القوى في المنطقة واقلها قيمة على الرغم من إدراكها بأن هذه القوى الصغيرة ما كانت لتوجد لولا تقربها لـ”الحوثيين”.

 

YNP