التحالف يوكل لطيرانه الحربي مهمة إتلاف سلعه المنتهية الصلاحية في اليمن..“تقرير“..!

4٬009

أبين اليوم – تقارير

تقرير/ إبراهيم القانص:

طريقة الإتلاف للسلع منتهية الصلاحية، هي السياسة التي يستخدمها التحالف مع أتباعه في اليمن، سواء في حال كانوا قيادات عسكرية أو سياسية، أو أفراد أو ألوية ومعسكرات..

وهذا ما تكشَّف على مدى السنوات الماضية من عُمْر الحرب التي بدأها عام 2015م، وأوشكت على إكمال عامها السابع، معتمداً على تبرير ذلك بما يطلق عليه غارات خاطئة، بينما تدل الشواهد في كل مرة يقصف فيها التحالف ألوية أو معسكرات تابعة لقوات الشرعية الموالية له، على أنه لا يوجد مجال للخطأ ولا مبرر، حتى وإن كانت الطائرات عمياء..

فالطيارون يعرفون أهدافهم ولا يوجهون صاروخاً واحداً أو قنبلة إلّا بموجب إحداثية مرفق بها أمر واضح بالقصف، حتى التفجيرات بالعبوات الناسفة أو بالمدفعية التي تستهدف معسكرات وألوية أو قيادات تابعة للشرعية لا تتم إلا بتوجيهات من التحالف، فالكل يتلقى الأوامر منه ولا يرتجل أحداً أي خطوة على الإطلاق، فقد نظمهم التحالف بلوائح تتضمن العقوبات كما تتضمن المكافآت.

حرص التحالف على أن يصنّف أتباعه مثل السلع، وحدد لكل سلعة تاريخ إنتهاء صلاحية، وما إن تبلغ السلعة أجلها حتى يتولى الطيران أمر إتلافها، أو خلايا التصفيات الموكلة إليها هذه المهمة على الأرض، ورغم كل ذلك ووضوحه إلا أن تلك الأدوات تتعامل مع مثل تلك الأمور وكأنها مجبرة على تقبلها، والاقتناع بما يصدر عن قيادات التحالف من مبررات..

وغالباً ما توصف الغارات التي تستهدف قوات الشرعية وقياداتها بأنها خاطئة، كما لو كانت مواقعها المستهدفة قريبة من مواقع قوات صنعاء، لكن ما يحدث دائماً هو أن القصف يتم في مواقع بعيدة جداً عن قوات صنعاء، بل وفي مناطق لا وجود فيها نهائياً لتلك القوات، كما حدث حين قصفت قوات الشرعية بغارات الطيران الإماراتي في نقطة العلم، أحد مداخل مدينة عدن، ولا تزال طائرات التحالف تستهدف أتباعه في كل مكان من الجغرافيا الواقعة تحت سيطرته.

آخر عملية استهداف للقوات الموالية للتحالف بغارات جوية كانت خلال اليومين الماضيين، حيث تم قصف لواء حماية المنشآت النفطية، في مديرية مرخة العليا بمحافظة شبوة، وحسب مستشار إعلامي سابق في سفارة الشرعية بالعاصمة السعودية الرياض، الصحافي أنيس منصور، فإن الغارات كانت متعمدة ومخططاً لها..

داعياً في سلسلة تغريدات على منصة تويتر إلى ترك ما أسماه مصطلح غارات خاطئة، مؤكداً أن المسار الميداني للمعركة معروف لدى التحالف، وأن مواقع قوات صنعاء بعيدة عن مواقع مجندي التحالف، موضحاً أن انتقاء طيران التحالف لأهدافه يعزز تعمّد القصف، خصوصاً أن اللواء المستهدف تم إنشاؤه لحماية حقول النفط، بما فيها منشأة بلحاف التي تسلمها من القوات الإماراتية، مضيفاً أن المحصلة الأولى لضحايا القصف بلغت خمسة عشر قتيلاً من مجندي حماية المنشآت النفطية التابعين للشرعية.

ويرى مراقبون أن سياسة الإتلاف التي يعتمدها التحالف في التخلص من أتباعه كسلع يحدد انتهاء صلاحية كل منها مسبقاً؛ لا تقتصر على أتباعه من المجندين اليمنيين، بل يشمل حتى المقاتلين الذين جلبهم من السودان، والذين حولتهم قياداتهم من جيش وطني إلى عصابات مستأجرة لمصلحة الكبار من تلك القيادات، التي لا يهمها مصيرهم ولا تضع لهم أي اعتبار بمجرد استلامها ثمن تأجيرهم.

YNP