أحداث أوكرانيا.. “العالم الحُر“ بلا رتوش..!

3٬758

أبين اليوم – الأخبار الدولية

بغض النظر عما ستسفر عنه الأحداث الجارية في اوكرانيا، فإن نتائجها ستمهد الأرضية أمام ظهور نظام عالمي جديد، لن يكون على الأرجح بسلبية النظام العالمي الحالي، الذي تنفرد فيه امريكا والناتو بالقرار الدولي، وتفرض ارادتها على شعوب العالم ، دون أدنى اعتبار لمصالح وأمن وإستقرار هذه الشعوب وسيادة دولها.

قد يرى البعض في هذا الكلام تضخيم لتداعيات الحرب الدائرة الآن في اوكرانيا، بين روسيا من جانب والغرب من جانب آخر، إلا ان إصرار روسيا على منع تمدد الناتو الى اوكرانيا والدفاع عن امنها القومي، حتى لو إضطرت الى استخدام السلاح النووي..

وفي المقابل إصرار الغرب بزعامة امريكا على تمدد الناتو الى اوكرانيا، حتى لو اضطر الى نزع القناع الذي أخفى وراءه حقيقته على مدى اكثر من 70 عاماً، سيؤدي الى تعرض النظام العالمي الحالي لهزات عنيفة.

اذا ما مررنا مرور الكرام من أمام الإصرار الروسي ، بسبب وضوحه كما جاء على لسان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وباقي المسؤولين الروس، إلا اننا سنكون مضطرين للوقوف قليلاً أمام الإصرار الغربي على تمدد الناتو في اوكرانيا، بسبب الطريقة الفضائحية التي تعامل بها الغرب مع الازمة، والتي كشفت عن حقيقة زعماء “العالم الحر”، فإذا بهم حفنة من زعماء مافيا وسماسرة اسلحة ومرتزقة، واكثر الناس عداء للإعلام الحر وحرية التعبير.

من زعماء “العالم الحر” هذا، السناتور الأمريكي ليندسي غراهام، يدعو جهاراً نهاراً، الى اغتيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. بينما يعلن الرئيس الأوكراني فولدومير زيلنسكي عن إنشاء جيش من المرتزقة من مختلف انحاء العالم، اطلق عليه اسم “الفيلق الدولي”، والذين وصل عددهم إلى 16.000 مرتزق.

وعلى الفور، اعلنت وزيرة خارجية بريطانيا إليزابيث تراس، عن تأييدها لتشكيل هذا الجيش من الاجانب للقتال في أوكرانيا، “من أجل الحرية والديمقراطية”.

الحكومة الاوكرانية اعلنت انها ستخصص راتباً شهرياً لكل واحد من هؤلاء المرتزقة يصل الى 3500 دولار. إلا ان جهات اوروبية وغير اوروبية، تسابقت فيما بينها لدعم “مقاتلي الحرية” في اوكرانيا، فهناك جهات تعهدت بدفع ما بين 1000 الى 2000 دولار يومياً مع علاوات، لكل مقاتل، وهناك جهات رفعت الاجر اليومي الى 3000 دولار لكل مقاتل.

هناك بلد غربي يقدم نفسه على انه زعيم “العالم الحر”، لم يكتف بتقديم المال والسلاح من اجل “الحرية والديمقرطية” في اوكرانيا، بل تكفل بإرسال مرتزقة الى اوكرانيا على نفقته الخاصة، بعد ان قام بتدريبهم وتسليحهم، وهذ البلد هو امريكا، حيث كشفت الاستخبارات الخارجية الروسية، ان امريكا تعمل على نقل “دواعش” من أصول روسية ومن بلدان رابطة الدول المستقلة، من قاعدة “التنف” في سوريا، الى اوكرانيا.

ومن أجل الا تنكشف عورة “العالم الحر” واكاذيبه وجيوش مرتزقته في اوكرانيا، حجبت منصة الفيديو “يوتيوب” القنوات التابعة لمحطتي “آر تي” و”سبوتنيك” الروسيتين في جميع أنحاء أوروبا.

كما فرضت مفوضية الاتحاد الأوروبي حظراً على بث قناتي “أر تي” و”سبوتنيك” في عموم دول الاتحاد. كما تلقت قناة “آر تي فرنسا”، الفرع الفرنسي لقناة “آر تي” الروسية، وتحديداً رئيستها اكزينيا فيدوروفا، تهديدات بالقتل ورسائل كراهية وإهانات، في قلب “عاصمة النور” باريس!!،

العاصمة التي كانت تترك المرضى والحاقدين والمتعصبين والمتطرفين احراراً، ليسيؤا الى النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم، بذريعة تمسكها بـ”قدسية حرية التعبير”!!.

ان”العالم الحر”، لم يتعرض لعملية تعرية، تتكشف فيها كل عوراته دفعة واحدة، كما يتعرض لها اليوم، واللافت ان من يقوم بعملية التعرية هذه، هو الغرب نفسه، فهذا “العالم الحر” هو؛ عالم عنصري، متنمر، جشع ، كذاب، مخادع، تحكمه عصابات مافيا وسماسرة اسلحة ومرتزقة، يرفع كذبا شعار الحرية والديمقراطية، مثل هذا العالم، لن يكون بإمكانه، ان يواصل لعب هذا الدور المنافق على الشعوب، بعد احداث اوكرانيا، التي اظهرته بلا رتوش.

المصدر: العالم