ماذا تحقق للشعب الفلسطيني بعد 29 عاماً من توقيع اتفاقية اوسلو..!

5٬140

أبين اليوم – الأخبار الدولية

مرت على الفلسطينيين الذكرى الـ29 لاتفاقية اوسلو بين الكيان الإسرائيلي المحتل ومنظمة التحرير الفلسطينية في مدينة واشنطن الأمريكية في 13 سبتمبر 1993، بحضور الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون. وسمي الاتفاق نسبة إلى مدينة أوسلو النرويجية التي تمت فيها المحادثات السرّية عام 1991 وأفرزت هذا الاتفاق في ما عرف بمؤتمر مدريد.

محللون فلسطينيون اكدوا أن هذا الاتفاق لم يأت بترتيبات علنية كأطراف دولية، وتم وراء ستائر وبعد ذلك فوجئ الجميع بهذا الاتفاق وحتى منظمة التحرير بمعظم فصائلها، وكانت تتم له دعاية كبيرة بأنه سيكون لصالح الشعب الفلسطيني، وانه يجب تمريره، ولذلك كان الرفض كاملاً من كل الفصائل الفلسطينية بإستثناء القيادة الفلسطينية التي ارسلت وفدها الى اوسلو.

ويشير المحللون الى ان الشعب الفلسطيني كان يفتقد الى قيادة فلسطينية موحدة، وعندما قامت الثورة الفلسطينية وعملياتها كان الهدف منها تجميع القوى الفلسطينية وتنظيمها وان تكون لها هيئة موحدة تعبر عن الشعب الفلسطينية وارادتها، تمثلت بمنظمة التحرير الفلسطينية وفرضت الاعتراف أولاً الفلسطيني الفلسطيني ثم العربي والدولي.

وفي هذا الإطار عندما جاء البرنامج الذي كان في البداية أيضاً مطروحاً من قبل الجبهة الديمقراطية ثم تبنته منظمة التحرير الفلسطينية، نص على قضايا اساسية التي هي الحق بالإعتراف الفلسطيني على انه شعب له حقوقه الوطنية مثل غيره وله ممثل شرعي وحيد..

ثانياً ان يكون هناك حق للدولة الفلسطينية المستقلة التي جرى احتلال أجزاء كبيرة منها في حرب 67 والتي موازين القوى يمكن ان تؤهلهم بدعم عربي للفلسطينيين وتواصل انتفاضتهم ان يحصلوا على هذا الحق، ثالثا ان يكون هناك اعترافا بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني.

ويعتبر سياسيون ومراقبون للقضية ان الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة الداعمة له والضاغطة على الفلسطينيين والأنظمة العربية التي تريد ان تتخلص من عبء الثورة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، كلهم وجدوا انها فرصة طالما ان هناك فكرة لدى القيادة الفلسطينية ان تقبل بشيء ما، وانه يجب الحديث بشكل جيد جدا عن القبول الايجابي بالاتفاق ثم بعد ذلك يتم تفصيل اتفاقات اخرى.

كما يرى المحللون ان اتفاقية اوسلو لم تحقق شيئاً للشعب الفلسطيني؛ وان الدولة التي وُعِدَ المفاوض الفلسطيني بإقامتها بعيد انتهاء المرحلة الانتقالية لاتفاق اوسلو، لم تتم على ارض الواقع، مشيرين الى ان هذا الاتفاق كان إعلان مبادئ للمرحلة الانتقالية..

لكن الاخطر هو ما تضمنه من ملحقات أمنية واقتصادية وما إلى ذلك، على أساس ان تقوم سلطة حكم ذاتي وهذه السلطة تتحول الى وكيل امني للاحتلال على وعد ان تنتهي المرحلة الانتقالية بإقامة الدولة الفلسطينية.

لكن الذي حدث هو ان الاستيطان ازداد والتهويد في القدس اتسع ولم تقام دولة فلسطينية على حدود الخامس من حزيران في الضفة الغربية وقطاع غزة وشرقي القدس، بل ان ما حدث هم قيام دولة ثانية للمستوطنين داخل الضفة الغربية التي تحولت الى كانتونات بفعل المشاريع الاستيطانية والطرق الالتفافية والجدار العازل..

وتحولت الضفة الى كانتونات مقطعة الاوصال بما يستحيل معه اقامة دولة فلسطينية، لانه لم يعد هناك اي تواصل بين غزة والضفة الغربية، يعني ان الارض المفترض ان تقام عليها الدولة كنتاج لاتفاق اوسلو اصبحت مقطعة الاوصال، لا تواصل جغرافي بين اراضيها.

وبالتالي فإن المستوطنات تحولت الى مستوطنات كبرى، اصبحت هذه المستوطنات في قلب الضفة الغربية بمثابة البقرة الحلوب التي انقذت الاقتصاد الاسرائيلي من انهيار محتمل لانها تحولت الى مصانع وجامعات كبيرة ومدارس وتجمعات استيطانية كبرى وهذا هو الذي حدث، هذا هو حقيقة النتاج المر لاتفاقية اوسلو وملحقاتها الامنية والاقتصادية.

كذلك فإن من نتائج هذا الاتفاق هو تردي المستوى المعيشي للكثير من الفلسطينيين في الضفة الغربية، واصبحوا يعانون في الخليل ومناطق اخرى من موضوع الحصول على مياه الشرب التي اصبح الاحتلال يتحكم بها وفق اتفاق اوسلو، ولذلك فإن هذا الاتفاق لم يبق للفلسطينيين شيئا من الناحية العملية.

فيما راى محللون آخرون أن اتفاقية اوسلو لم تحقق شيئاً للشعب الفلسطيني وكان واضحاً منذ البداية ان مدريد ثم اوسلو هي استكمال مسلسل التراجع في دور القيادة الفلسطينية وفي دور منظمة التحرير على كل المستويات، بدءا من الخروج من بيروت حينما قررت القيادة المتنفذة في منظمة التحرير الانتقال الى تونس على بعد مئات الكيلومترات من مخيمات الشعب الفلسطيني في لبنان وسوريا، الحاضنة البشرية والاساسية لمنظمة التحرير والاقرب الى الوطن.

وبدلاً من الانتقال الى دمشق تم الانتقال الى تونس، وهناك بدأ مسلسل التنازلات بالجملة والمفرق حتى وصلت القضية الى مدريد ثم اوسلو بدلاً من الاستفادة مما اخرجته وافرزته الانتفاضة الكبرى عام 1987 وما تلاها، حيث كان من المفترض ان تشكل رافعة حقيقية وقوية لمنظمة التحرير لكي تستكمل برنامجها التحرري، لان منظمة التحرير من اسمها هي لتحرير فلسطين، هي جبهة عريضة تضم فصائل مختلفة ومهمتها الرئيسية التحرير، فإذا ما انتفى تحرير كامل تراب الوطن فماذا يبقى من مسؤوليات وواجبات على هذه المنظمة؟

ولذلك فإن اتفاق اوسلو جاء ليتوج مرحلة من تراجع في دور منظمة التحرير بدلاً من النهوض والاستفادة من الانتفاضة الاولى، وهو لم يحقق شيئاً للشعب الفلسطيني خاصة اذا تم الاخذ بعين الاعتبار ان المفاوض الاسرائيلي ذهب ولديه معلومات وخرائط وحقائق على الارض استطاع ان يهندس بها تماما ما يريده والفلسطيني ذهب وهو لا يملك شيء على وجه الخصوص اختصاصيين، علما أن مسألة الذهاب الى التفاوض لم تكن ضرورة في اجواء انتفاضة، وذهبوا للتفاوض من خلف ضهر الشعب.

فما رأيكم؟

  • ماذا تحقق للشعب الفلسطيني بعد 29 عاما من توقيع اتفاقية اوسلو؟
  • أين صار التفاوض على بند الحل النهائي بعد تغول الاحتلال في الضفة والقدس المحتلة؟
  • هل التنسيق الامني بين السلطة وكيان الاحتلال هو العامل الوحيد المطلوب تنفيذه؟
  • ماذا كان سيحصل للقضية وشعبها لو لم يتم توقيع الاتفاقية، وما المانع من إلغائها؟

المصدر: العالم