الدور البريطاني في صناعة “الكيان الإسرائيلي“ والنكبة: من بالمرستون الى ليز تراس..!

4٬689

نبقلم/ واف الزرو

لا نبالغ إن وثقنا بداية ان السياسات والمؤامرات الاستعمارية البريطانية ضد العرب على نحو عام، وضد الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية على نحو خاص لم تتوقف في يوم من الايام، وتمتد من المؤتمر الاوروبي الاول الذي عقد في لندن عام 1840 برئاسة بالمرستون وزير خارجية بريطانيا آنذاك والذي تبنى شعار”ارض بلا شعب لشعب بلا ارض”، وصولاً الى ليز تراس رئيسة وزراء بريطانيا الجديدة، التي واصلت سياسات سابقيها الصهيونية، حيث اكدت في مقابلة صحفية مع الصحيفة اليهودية، جويش كرونيكل، 5-9-2022م:

– ليس هناك من هو أفضل صديقاً لبريطانيا من إسرائيل.
-لن نسمح لإيران أن تحصل على السلاح النووي.
– ستصوت بريطانيا في المؤسسات الدولية مع إسرائيل.
-لن نسمح لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن يكون منبرا لظاهرة اللاسامية.
– سوف نطارد ظاهرة اللاسامية على المستوى الدولي.
ثم واصلت وقالت لرئيس الوزاء الاسرائيلي لابيد خلال لقائها به في الامم المتحدة” إنها تفكر في نقل السفارة البريطانية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس المحتلة كما جاء ذلك بحسب ما أوردته صحيفة “تلغراف”البريطانية 2022/9/21″، لتعقب الأوساط السياسية في تل أبيب على ذلك:

انها ترى أن “تراس صديقة عظيمة لإسرائيل”، ويعتقدون أن العلاقات مع بريطانيا ستستمر في تعميقها وازدهارها خلال ولايتها، وفقا لما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية.

وفي ضوء هذا التطور الهام في المواقف البريطانية المنحازة تماما لصالح “اسرائيل”، نعود هنا لنذكر ونثبت ونحن اليوم امام مائة واثنين وثمانين عاماً على مؤتمر لندن-1840- برئاسة بالمرستون، وامام مائة وسبعة عشر عاما على مؤتمر كامبل بانرمان، وامام مائة وخمسة اعوام على بلفور الاجرامي، ان الحكومات البريطانية المتعاقبة من بالمرستون وصولاً الى تراس، لم تتوقف عن دعم وتعزيز المشروع الصهيوني ووجود الدولة الصهيونية، في الوقت الذي لم تتوقف فيه ابدا عن حبك المؤامرات وصناعة الاحداث في المنطقة لصالح الكيان وعلى حساب الامة والعروبة..!