كيف يجب أن نحتفل بذكرى انتصاراتنا..!

3٬687

بقلم الشيخ/ جمال عوض حيدره الزامكي

تهل علينا اليوم ذكرى انطلاقة ونصر ثورة الـ26 من سبتمبر حيث تم قبل لحظات إيقاد شعلة الثورة من ميدان التحرير وقبل أيام احتفالنا بذكرى انطلاقة ونصر ثورة الـ21 من سبتمبر وان شاء الله بعد أيام سنحتفل شعب وقياده بذكرى ونصر الـ14من اكتوبر والـ30 من نوفمبر..

وهناك في الطرف الآخر وبالذات في محافظاتنا المحتلة سيحاول العملاء الذين باعوا الوطن والثوابت للعدو التاريخي السعودي والأمريكي والبريطاني ستحاول شلة ذيول العمالة الاحتفال بهذه الانتصارات من باب الكذب والمغالطة..

وهنا وجهة نظري اقول علينا أن نتعلم كيف نحتفل بمحطات انتصارات الماضي والحاضر وان لا يكون احتفال تقليدي خطابي منبري بالمديح.. بل يجب أن يكون أكبر من ذالك ويكون احتفال وعي وتلاحم وتعزيز اللحمة الوطنية والصمود..

اليوم نحن نعيش على أرض الواقع نصر وإنجازات عظيمة لثورة الـ21 من سبتمبر التي غيرت مجرى ومسار التاريخ.. والتي لولاها لاستطاع العدو أن يجهز على انتصارات ثورتنا السبتمبرية الاكتوبرية.. وحدتنا الوطنية..

لكن للاسف نرى ونسمع بعض الظهور وبعض اصوات وطرح افكار غير متزنة وللاسف أن يتم ذلك في ظل الاحتفال بثورتنا.. فمن يقول إن ثورة 26 سبتمبر ليست ثورة بل هي انقلاب وثورة اخواني.. فبهذا الطرح ماذا قدم للصمود والنصر والتحري..

وهل يحمي بذلك الطرح ثورة الـ21 من سبتمبر التي تآمر عليها العدو والعميل منذو يومها الأول هل سجل موقف ضد العدوان والحصار والقتل والإحتلال.. هل وحد الصف الوطني والجبهة الداخلية وحماها من الاختراق..

وهل خدم النصر والصمود أم خدم العدو المحتل وهناك وبالذات في محافظاتنا الجنوبية المحتلة بعض أدوات العدو المحتل من يقول فوضى 14 اكتوبر ويقول بأن البريطانيين كانوا شركاء قرابة 128 عام وليسوا محتلين.

السعوديه وامريكا وبريطانيا وإسرائيل كما تآمرت تلك الدول على ثورة الـ21 من سبتمبر وكانت حاضرة ومازالت.. وما العدوان والاحتلال والحصار المتواصل الا خير دليل على تآمر تلك الدول على ثورة الشعب السبتمبرية الوليد..

أيضا تلك الدول تآمرت في الماضي على ثورة الـ26 من سبتمبر والـ14 من أكتوبر ووقفت تلك الدول تدعم كما تدعي النضام الملكي ضد النضام الجمهوري.. وهي من سخر المنبر الديني ضد ثورة أكتوبر ووصفوا ثوارها بأنهم شيوعيين ملحدين..

اليوم تلك الدول تتباكي على النضام الجمهوري وتدعي حسب مزاعمها أن الانقلابيين يريدون إسقاط الثورة اليمنية والوحدة والنظام الجمهوري..

تلك الدول التي تتبني وتدعم النزاعات المناطقية وتريد تمزيق نسيج الشعب المجتمعي من خلال تبني مليشيات انفصالية تطالب بفك الارتباط كما تزعم تحت مسمى الكيان المشوه الجنوب العربي ومن هذا المنطلق وإدراك للمخاطر التي تعصف بوطننا وشعبنا وثوابتنا..

وعلينا أن نفرق بين الخطاب والرأي الذي يدعي الاصطفاف والتلاحم والصمود والنصر والتحرير والرأي الذي يدعي الى التفرقة والخلاف والانقسام والفتن.. والى اضعاف الصمود.. وان نجمع بأن 26 سبتمبر والـ14 من اكتوبر والـ30 من نوفمبر ثورة انتصر فيها الشعب وصنع فجر ونصر الحرية والإستقلال..

وبأن يوم الـ22 من مايو يوم إعادة لم الشمل ويوم إعادة وتحقيق هدف الشعب الأسمى ويوم نصر الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية وتلك محطات تاريخ نضال شعب سالت من أجله انهار من الدماء وقوافل من الشهداء..

وبأن ثورة الـ21 من سبتمبر هي من انقذ تلك المكاسب والانجازات وهي ثورة وعي وتحرر من الغزو الفكري والعسكري ومحطة نضال عظيمة جمعت بين امجاد ونضال الماضي المشرق والحاضر المشرق العظيم..

وان تكرس احتفالاتنا بثوراتنا وإنجازاتنا في المفيد والاهم هو ان نجعل من انتصارات الماضي العظيمة فرصة لمراجعة مواقفنا وان نستفيد من المؤامرات والأخطاء التي تعرضت لها انتصاراتنا في الماضي لكي ناخذ العبر والدروس..

ولكي نستطيع تفادي أخطاء الانظمة السابقة ولاستفاده من تلك الأخطاء بتعزيز المزيد من الصمود والتصحيح لكي لا نقع في شرك مصايد العدو ولكي نحمي ثورتنا اليمنية الحديثة ونحمي مكاسبنا ونسير نحو الحرية والاستقلال والنصر والبناء..

وان تكون احتفالاتنا وخطابنا واقعي وبان افضل الوسائل لحماية ثورة الـ21من سبتمبر تتمثل في كيفية الاستفاده من الأخطاء والمؤامرات التي تعرضت لها ثوراتنا وانتصاراتنا في الماضي لكي نصل بسفينتا إلى بر مد الأمان وان تبتعد عن المديح والخطاب المنبري والاساءة لامجاد الماضي بممارسة المزيد من الترفع والحكمة والواقعية.

المجد والنصر للثورة..
والشعب والوطن..
الخلود الشهداء..
تحيا الجمهورية اليمنية..