مهاجمة كرمان للعليمي “مناكفات حزبية“ والجميع متواطئون.. “تقرير“..!

6٬108

أبين اليوم – تقارير

تقرير/ إبراهيم القانص:

الصراعات القائمة بين المكونات اليمنية الموالية للتحالف، تكشف كل يوم أسراراً جديدة، لا تمثل انتصاراً لأيٍّ منها على الآخر، فهي بمعيار الوضع الذي يؤطرها كمكونات يجمعها الولاء والتبعية للتحالف كقاسم مشترك لا مجال لإنكاره؛ لا تتعدى كونها مكاشفات تفضح طبيعة المهمات الموكلة إليها..

والتي تصب كلها في مصلحة التحالف، وما كان سراً يكتمه بعضها أو كلها، أو يتم خلف واجهات وعناوين أخرى، يصبح في متناول الرأي العام اليمني بمجرد أن تحدث الخلافات وتخرج إلى العلن عبر وسائل الإعلام ومن خلال تبادل الاتهامات..

ويظل الثابت في كل ذلك هو أن الجميع يعملون لمصلحة التحالف ووفق خططه وأوامره، رغم أن العناوين كلها تحمل في ظاهرها مصالح اليمن، وهي سياسة درج عليها التحالف وأتباعه لتمرير المخططات، بعيداً عن الخزي والحرج الذي تحمله الحقائق.

أقرب الشواهد التي تكشفت من خلالها الوظائف الحقيقية للمكونات اليمنية الموالية للتحالف، هو الإطاحة بهادي وطاقمه الرئاسي وتنصيب ما أُطلق عليه “المجلس الرئاسي” على أنقاضهم، وتلك العملية ببساطة- كما يراها مراقبون- تتلخص في أن المطاح بهم أدَّوا ما كلفهم به التحالف وانتهت خدماتهم، ليأتي العليمي والسبعة الذين يتكون منهم مجلسه كضرورة تقتضيها مرحلة جديدة من مصالح السعودية والإمارات والتحالف بشكل عام، ويتساوى في كل المراحل أن اليمن والشعب اليمني بعيدون عن كل هذا الضجيج، ولا وجود أو اعتبار لمصالحهم فيما مضى أو استجد.

كانت المهمة الأولى للعليمي هي تعميق الهوَّة بين أطراف النزاع، خصوصاً في المناطق الجنوبية، وتوسيع دوائر الشتات والتمزق لإنهاك الجميع وإضعافهم، ولم يقصر في ذلك فقد أثبت للتحالف أنه أهلٌ للقيام بما أوكل إليه، الخطوة التالية أظهرت ارتفاع وتيرة أداء العليمي لواجباته تجاه التحالف، ويتمثل ذلك في الإجهاز على حزب الإصلاح والإشراف المباشر على تقليصه وإبقائه في أضيق زوايا المشهد..

واستكمال السيطرة على منابع الثروات النفطية والمنافذ البرية والبحرية، ورفع وتيرة نهب النفط والغاز اليمني، وهي المهمة نفسها التي كان الإصلاح قائماً عليها، ولا فرق سوى أن المرحلة الحالية ستكون ذات أرقام فلكية في الكميات التي تحتاجها الرياض وأبو ظبي..

والتي ترتبط بدورها باحتياجات من يقف خلفهما من الدول الغربية والأوروبية المهددة بشتاء قاتل نتيجة نقص إمدادات الغاز بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وهو ما لم يسكت عليه حزب الإصلاح، وهو يرى كنزه القديم ينسل من بين أصابعه.

القيادية في حزب الإصلاح، توكل كرمان، المقيمة في تركيا، كشفت في منشور على فيسبوك، أن الإمارات عقدت صفقة مع ألمانيا لنهب الغاز اليمني المسال، متهمةً رشاد العليمي- رئيس المجلس الرئاسي- بالتواطؤ مع أبوظبي في نهب الغاز اليمني وبيعه لألمانيا.

ووصفت القيادية الإصلاحية رشاد العليمي بـ “الدنبوع الجديد”، مؤكدةً أنه لم يناقش مع ألمانيا موضوع شرائها الغاز اليمني الذي تسرقه الإمارات، ولم يُبدِ أيَّ احتجاج على ذلك، قائلةً إنه “أهون وأجبن وأضعف وأصغر من أن يفعل ذلك”.

المراقبون لفتوا إلى أن كرمان اختتمت منشورها بأن أبناء الشعب اليمني لن يسكتوا على نهب الإمارات ثرواتهم، موضحين أنها كانت عبارة مطاطية، فهي تعرف أن اليمنيين في مناطق سيطرة التحالف والشرعية مجبرون على الصمت نتيجة السياسة القمعية التي تمارس ضدهم، إذ لا يجرؤون حتى على الخروج في تظاهرة تندد بالعبث الإماراتي السعودي..

متجاهلةً أن الوحيدين الذين هددوا بالرد على ذلك العبث وتعهدوا بإيقافه هم الحوثيون، إذ وجهوا رسائل واضحة للشركات الأجنبية العاملة في حقول النفط اليمنية بأنها ومنشآتها ومعداتها ستكون هدفاً لصواريخهم وطائراتهم المسيَّرة في حال إقدامها على تصدير أي كميات من النفط أو الغاز اليمني بدون موافقتها..

وأكد المراقبون أنه كان حرياً بكرمان أن توجه دعوة صريحة للمكونات اليمنية الموالية للتحالف إلى الوقوف مع صنعاء لمواجهة العبث السعودي الإماراتي بثروات اليمنيين، إلا أنها تعجز عن فعل ذلك كونها مؤطرة في مواثيق حزبها ولا يزال قيادها بيد التحالف، مرجحين أن هجماتها على العليمي أو أي مكون آخر لا تتعدى كونها مناكفات حزبية.

YNP