قمة العلا“ السعودية.. هل يمهد ترامب لشن هجوم على إيران..!

203

أبين اليوم – متابعات

يحاول البعض ان يحدد أياماً ومناسبات، من الآن وحتى العشرين من شهر كانون الأول/ يناير القادم، موعد إنتهاء ولاية الرئيس الأمريكي المهزوم دونالد ترامب، ليربط بينها وبين ما يعتقد إنه واقع لا محالة، وهو قيام ترامب بشن هجوم على منشآت نووية إيرانية قبل مغادرته البيت الأبيض، لمنع الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن من العودة للاتفاق النووي، ومحاولة تعكير صفو عملية إنتقال السلطة، والأهم من كل هذا وذاك الانتقام لـ”كرامته” التي مرغتها إيران بالوحل، عندما وقفت في وجهه، وقاومت غطرسته، وافشلت سياسته التي كانت تهدف تركيعها.

رغم أنه لا يفصلنا عن موعد العشرين من كانون الثاني / يناير، سوى 14 يوما، الا ان هناك من لا يكف عن تحديد أيام ومناسبات، يرى فيها دلائل وقرائن قاطعة على ان ترامب يفكر في شن هجوم على ايران، ومن هذه الايام، اليوم الاربعاء، 6 كانون الثاني/ يناير، لانه اليوم الذي سيجتمع فيه الكونغرس بمجلسيه -النواب والشيوخ- للتصديق على تصويت أعضاء المجمع الانتخابي، ولما كان ترامب يعلم ان اجتماع الكونغرس، هو عمل روتيني ورمزي لا يقدم ولا يؤخر في نتيجة الإنتخابات، لذلك، كما يرى هذا البعض، سيحاول ترامب منع عقد هذا الاجتماع، او على الأقل افساده، عبر اتخاذ إجراءات داخلية وخارجية.

على الصعيد الداخلي، دعا ترامب انصاره في واشنطن للتجمع امام الكونغرس، في نفس الساعة التي سيعقد فيها الاجتماع، وهي الساعة 11 صباحاً، للاحتجاج ضد تصديق الكونغرس على فوز الرئيس المنتخب جو بايدن، ما يرجح احتمال اقتحام الكونغرس من قبل انصار ترامب، وهو ما دعا قائد شرطة واشنطن أنصار ترامب إلى عدم إحضار أسلحة نارية الى الاحتجاجات. بينما طالبت عمدة واشنطن السكان بالابتعاد عن وسط المدينة.

ويرى هذا البعض، انه في حال فشل ترامب في افساد اجتماع الكونغرس ، فانه سيلجأ الى الخيار الخارجي وهو شن هجوم عسكري ضد ايران، من اجل البقاء في السلطة.

من دون الحاجة الى الغوص في تفاصيل هذا الرأي، من الواضح انه ليس سطحياً فحسب، بل هو لا يعدو سوى ضرب من الخيال، فمن الصعب جدا تقبل ان يكون النظام السياسي الامريكي هشاً الى هذا الحد، ليتلاعب به شخص مثل ترامب ويوجهه كيف يشاء، فهناك حدود لصلاحيات الرئيس الامريكي، وخاصة عندما يدخل في مرحلة “البطة العرجاء”، بعد ان تتقلص هذه الصلاحيات، خلال الفترة المتبقية له على مغادرة البيت الأبيض.

ويبدو ان هذا النظام السياسي الامريكي سيكون اكثر حذراً في التعامل مع رئيس مثل ترامب، بعد ان تبين حتى لحزبه الجمهوري، انه معاق ذهنياً، ويشكل خطراً على أمريكا والعالم.

اما من يعول على المناسبات، فقد اختار قمة دول مجلس تعاون الخليج الفارسي التي عقدت يوم الثلاثاء في مدينة العلا السعودية، حيث اعتبرها تمهيداً لشن هجوم على ايران!!. لماذا؟ لانها فتحت الحدود البرية والجوية بين السعودية وقطر، كما شارك فيها جاريد كوشنر صهر ترامب، وهي مشاركة اعتبرت مريبة.

اصحاب هذا الرأي، يرون ان المصالحة التي تمت بين السعودية وقطر جاءت بضغط من ترامب وليس بفضل جهود امير دولة الكويت، فأمريكا و”اسرائيل” ومن اجل امتلاك حرية الحركة خلال الهجوم على ايران بحاجة الى ان فتح الاجواء وفتح الحدود البرية والبحرية، بين السعودية وقطر.

هذا الرأي أكثر سطحية وشطحاً من الرأي الأول، فمع كل الاحترام للدول العربية المذكورة ، الا انها لا تقدم ولا تؤخر اذا ما قررت امريكا شن هجوم على ايران، فهذه الدول لا تملك ارادة منع الجيش الامريكي من استخدام اجوائها وارضيها ومياهها. هذ أولاً..

ثانياً.. اذا كان هدف القمة فتح الحدود بين دولها من أجل التحضير لضرب ايران، فلماذا لم تضغط امريكا على البحرين والامارات لفتح اجوائهما امام الطيرن الأمريكي..!.

هناك اسئلة اخرى ستبقى دون جواب ايضا، منها؛ اذا كانت القمة تحضير لشن هجوم على ايران، كيف يجرؤ ملك البحرين حمد بن خليفة، وولي عهد ابو ظبي، على رفض المشاركة فيها؟، ولماذا اعتذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن المشاركة ايضا؟.

من الواضح ان القمة هدفها الأول والأخير التطبيع مع “اسرائيل”، وعقدت بضغط من كوشنير الصهيوني، الذي يتحرك على ضوء مصلحة “وطنه الأم اسرائيل”، وقد سخر حتى عمه ترامب من أجل هذه الغاية. لذلك سنشهد مستقبلاً غزلاً ثلاثياً لافتاً بين “اسرائيل” والسعودية وقطر.

اما “الهجوم على ايران” ، فإنه سيبقى حلما يراود كل من يدخل ويخرج من البيت الأبيض دون استثناء، كما هو حلم يرواد نتنياهو ، كما راود من قبله ، وسيراود من بعده، الا انه في المحصلة النهاية سيبقى حلما، فإيران وبما تملك من قوة ردع هائلة، وقيادة شجاعة وحكيمة، وشعب صامد وصابر، وثقافة حسينية ضاربة جذورها في اعماق الروح الايرانية، اقبرت والى الابد هذا الحلم في قلوب كل الحاقدين عليها، فبات ينخر بهم كما تنخر حشرة الأرضة بالخشب.

المصدر: العالم