ثبور سعودي لمقايضة مأرب.. “تقرير“..!

337

أبين اليوم – تقارير

على واقع التطورات المتسارعة في مأرب والتي تنبئ بقرب سقوط المدينة بيد قوات صنعاء، تكثف السعودية تحركاتها الإقليمية والدولية بغية تحقيق مكاسب أو على الأقل ضمان حمايتها في حال خسرت هذه الورقة التي تشكل أهمية بكونها آخر المناطق في الشمال والتي كانت حتى وقت قريب تناور بها السعودية  باعتبارها المكسب الوحيد الذي تحقق لها خلال السنوات الماضية من عمر الحرب التي تقودها على اليمن.

خلال الساعات المقبلة، ستشهد العاصمة المصرية اجتماع طارئ على مستوى وزراء الخارجية العرب وهذا الاجتماع الذي سبقته السعودية بلقاءات مكثفة واتصالات مع وزراء خارجية دول محايدة أو ربما تقف حجر عثرة في طريق إستخدام القرار العربي كسلاح بيد الرياض،  يتمحور حول السعودية ووضعها في اليمن، وهو جزء من مسار طويل بدأت السعودية سلوكه  داخل المنظمات العربية التي كان من المفترض أن تلعب دور محايد أو إيجابي عبر قيادة جميع الدول إلى حل سلمي..

فاجتماع وزراء الخارجية العرب وقبله بيانات الإدانة والتحشيد تحت مسمى قصف الحوثيين للمملكة، هي محاولة سعودية لإيصال رسائل للمجتمع الدولي وتحديداً الولايات المتحدة والتي بدأت إدارتها الجديدة سياسة مختلفة  بشأن اليمن الذي وضعه بايدن على رأس اجندته في السياسة الخارجية ، فحوها أن السعودية ترفض أي حل سياسي في اليمن لا يتوافق واجندتها التي تسعى من خلالها لإبقاء هذا البلد الذي يعاني من كارثة إنسانية بفعل الحرب والحصار السعودي ضعيف وممزق وخاضع لوصايتها، وتلك إشارات لطالما حملتها تصريحات القادة السعوديين على مدى سنوات الحرب الست الماضية.

تدرك السعودية بأن إدارة بايدن، التي وصلت إلى قناعة بفشل حرب حلفائها على اليمن،  ستمضي في مسار قد يحيد النفوذ السعودي في هذا البلد الذي ظلت الرياض تحكمه باللجنة الخاصة لعقود من الزمن، وهذا المسار الذي لا يروق للساسة السعوديين التواقين للسيطرة على موارد البلد والاستئثار بمواقعه الإستراتيجية، يعني هزيمة نكراء وقد تعقبه تداعيات كبرى أبرزها قطع دابر أي نفوذ مستقبلي في حياة اليمنيين..

لذا وحتى ولا تقع الرياض الغارقة أصلاً في مستنقع الحرب في الفخ الجديد، تحاول قدر الإمكان التلويح بالورقة العربية المستهلكة على الأقل لدفع الإدارة الامريكية نحو اتفاقيات  تجرها مستقبلاً إلى مستنقع الحرب في اليمن وتحت صيغة حماية الأراضي السعودية التي تحدث عنها بايدن في خطاب السياسة الخارجية الأخير وتحاول السعودية، وفق ما يرى أبرز منظريها عبدالرحمن راشد، كحبل مشنقة حول عنقة.

لم تكن خطط أمريكا الجديدة بشأن السلام في اليمن تتعلق بالوضع الإنساني الذي ساهمت بصورة كبيرة في تفاقمه، كما يحاول ساستها تبرير مشاركتهم في الحرب، ولا لأجل خاطر اليمنيين بل لأنها تدرك وبتأكيد تقارير سابق للدفاع الأمريكية بأن الحرب على اليمن وصلت إلى طريقمسدود وأصبحت تستنزف حلفائها في المنطقة وتنذر بانهيارهم وهي قبل كل شيء تحاول انقاذهم قبل غيرهم عبر الدفع باتفاقيات تتضمن مقايضة قد تشمل تسليم مأرب مقابل وقف الهجمات على السعودية وتلك الجمل المترابطة وردت مؤخراً في خطابات أكثر من مسؤول أمريكي وتعكس في الأصل إدراك أمريكي وسعودي بقرب سقوط المدينة.

البوابة الإخبارية اليمنية