المفاوضات وآفاق الحل السياسي الشامل..!

381

بقلم/ سمير المسني

تابعت خلال الأيام الماضية وعن كثب الكثير من التصريحات الصادرة من مراكز إتخاذ القرار من قبل تلك القوى المعروفة بعدائها للشعب اليمني (بريطانيا وأمريكا) ومدى التناقض بين مضمون تلك التصريحات وممارسات تلك القوى على الواقع في محاولة لصرف أنظار المجتمع الدولي عن القضية المحورية وهي قضية حصار الشعب اليمني وشرعنة التواجد الأجنبي وقتل الآلاف من أبناء هذا الشعب اليمني الصامد..

تلك التصريحات التي حصرت معاناة بلد بكامله في زاوية ضيقة مفادها تصنيف أنصار الله “الرقم الصعب في المعادلة السياسية” كمنظمة إرهابية من عدمه؛ ليخرج علينا المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية ببيان إسقاط تلك التهمة المزعومة عن الأنصار..

وهنا ينتهي ذلك البيان الهش في مضمونه وكأن كل المآسي التي خلفها العدوان على بلدنا من بيان الحرب في 2015 والذي تم إعلانه من آروقة وزارة الخارجية الأمريكية نفسها “قد انتهت”.

وفي نفس الوقت وبنفس المنهجية (وإن تغيرت الصيغة) نفاجئ ببيان مستهجن للاتحاد الأوروبي الذي يطالب بانسحاب كل القوات الأجنبية من اليمن (نلاحظ صدور هذا البيان بعد أكثر من خمس سنوات عدوان) تكالبت فيها كل القوى الاستعمارية والتنظيمات الإرهابية في عدوان سافر وهمجي على اليمن في محاولة لحرف بوصلة الوعي الجهادي الإيماني الذي تشكل وتنامى لدى أوساط شعبنا وقيادة ثورية إيمانية استطاعت بحكمتها وحنكتها القيادية أن تدير الصراع لمصلحة البلد بالإضافة إلى التفاف جموع المواطنين حول تلك القيادة الإيمانية الممثلة بالسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي والمجلس السياسي الأعلى.

بعد هذه المقدمة المتواضعة علينا أن نتساءل لماذا هذا التوقيت بعينه توالت تلك التصريحات؟ وما هو الهدف الحقيقي من تلك التحركات المشبوهة لقوى الاستكبار العالمي؟ وما هو الدور المناط بنا لمواجهة ذلك المد الفكري الذي يحاول تلخيص قضية اليمن من خلال بيانات عقيمة وغير مجدية؟.

باعتقادي أن تسلسل الأحداث وصمود الشعب الأسطوري في مواجهة الصلف الأمريكي وآلتة العسكرية والقوى الأخرى المتحالفة معة والتي توصلت إلى قناعة تامة بعدم جدوى الحل العسكري في حسم الصراع على الأرض بالإضافة إلى الانتصارات الكبيرة والتي تتحقق يومياً في مواقع الشرف والآباء والتي تسطر أروع الملاحم الأسطورية لجيشنا ولجاننا الشعبية وخصوصا في جبهة مأرب مؤخراً أجبرت تلك القوى على إعادة رسم سياستها باتجاه العودة إلى طاولة المفاوضات مع إطلاق الوعود بضرورة إنهاء تلك الحرب..

ولكنها وعود تستند على معاييرهم وضوابطهم والتي لا تتناسب مع تطلعات شعبنا وفي ظل حصار اقتصادي خانق وضغوط سياسية غير أخلاقية لفرض سيناريوهات واجندات خاصة بهم.
لذلك علينا وضع كل تلك التصريحات والتحركات المشبوهة على المحك ومراقبتها جيداً وفي الجانب الآخر علينا الانطلاق نحو تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة وبناء الدولة المدنية الحديثة بموجب رؤية وطنية موحدة تشارك فيها كل القوى السياسية الوطنية سواءً الموجودة في الداخل أو تلك الموجودة في الخارج ووضع خارطة طريق تتوافق مع معطيات الواقع والاتفاق على رؤية سياسية واقتصادية ناجعة والتوجه نحو المفاوضات وتحقيق حل سياسي شامل يلبي طموحات الجماهير اليمنية (شمالاً وجنوباً)..

كما نطالب قيادتنا الثورية والسياسية أن تتخذ حزمة من القرارات الداخلية لمواجهة التحديات والضغوط الاقتصادية التي تعاني منها بلدنا بسبب الحصار والعدوان وذلك من خلال مكافحة الفساد وإحلال قيادات تنفيذية وطنية جديدة ذات كفاءات وقدرات عالية قادرة على استنباط المتغيرات وتحويلها إلى برامج وخطط وآليات عمل سليمة وواضحة المعالم لتواكب المرحلة القادمة..

واختم مقالي بمناشدة لقيادتنا الحكيمة بعدم العودة إلى طاولة المفاوضات إلا بعد تحقيق المطالب الشعبية المشروعة والمتمثلة بالايقاف الفوري والغير مشروط للعدوان والحصار الاقتصادي وعدم المساس بالسيادة الوطنية.