إتساع الفجوة بين القيادات وبين أبناء المحافظات الجنوبية.. فأين يكمن الخلل..!

309

بقلم/ سمير المسني

تحدثنا كثيراً وفي أكثر من مناسبة بضرورة أن يكون هناك اصطفاف “جنوبي – جنوبي” حقيقي لمواجهة تداعيات الأزمات المفتعلة من قبل قوى الإحتلال “الإماراتي والسعودي” في المحافظات الجنوبية المحتلة والتي تسير فيها الأوضاع في كل مناحي الحياة من سيئ إلى الأسوء..

وبذلنا جهود مضاعفة من خلال قيادة ملتقى التصالح والتسامح الجنوبي لرأب الصدع بين المكونات السياسية الوطنية وتوحيد أهدافنا الوطنية.. وأستطيع القول بأننا كقيادة في الملتقى تمكنا من وضع أولى اللبنات في هذا الإتجاه من خلال فتح قنوات اتصال مع تلك المكونات في الداخل لغرض ترتيب وتنظيم عملنا..

وبالفعل أثمر ذلك التواصل في تحقيق (نوعا ما) من التوافق في الرؤى السياسية أهمها توحيد الصف الجنوبي لمواجهة الإحتلال ورموزه في الداخل من خلال إقامة الفعاليات وتنظيم المظاهرات الرافضة للتواجد الأجنبي في تلك المحافظات..

لا أريد أن اسهب في الطرح في هذا الإطار وباعتقادي أن ما ذكر (وإن كان لا يلبي طموحنا تماماً) ولكنها خطوة في طريق تحرير المحافظات الجنوبية من خلال العمل على رفع الوعي المجتمعي والانتقال بالضرورة بعدها إلى مرحلة الكفاح المسلح المنظم وحسب الإمكانيات المتاحة.

ولكن ليس هذا بيت القصيد وكل ماذكرتة آنفاً هو مدخل فحسب للموضوع الأساسي الذي أريد التحدث عنه.. فبمقابل ما يتحقق في الداخل من مواجهة التحديات الكبيرة فإن الأوضاع التي يعانيها أبناء المحافظات الجنوبية المتواجدون في المناطق الواقعة تحت سيطرة مجلسنا السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ تلزمنا أن نوضح بعض الأمور المتعلقة بتلك الأوضاع..

فبالرغم من الدعم الملموس والواضح من قبل قيادتنا الثورية والسياسية لترتيب أوضاع أبناء المحافظات الجنوبية حيث تم تعيين قيادات تنفيذية (محافظي المحافظات الجنوبية) إلا أنه مازالت هناك فجوة كبيرة بين تلك القيادات وبين أبناء المحافظات الجنوبية..

واثبتت التجربة اتساع تلك الفجوة يومياً وبوضوح وقد تمثلت تلك الفجوة في عدم قدرة بعض تلك القيادات التنفيذية على إيجاد قنوات تواصل (ومنذ التعيين) مع القاعدة الشعبية واثبتت تلك القيادات التنفيذية بالفعل عدم كفاءتها لإدارة شؤون المحافظات الجنوبية وجميعنا يدرك تماماً ويتفق معي في هذا الطرح.

وبالرغم أنني لا أريد الخوض في التفاصيل ولكن وحتى تتضح الصورة استحضر موقف وتحديداً قبل شهر تقريباً حيث شاركت شخصياً في اجتماع ضم بعض محافظي المحافظات الجنوبية (وأقول البعض لأن المحافظين الآخرين تغيبوا بحجة ارتباطاتهم بأعمال أخرى)..

وكانت محاور النقاش في ذلك الإجتماع تتلخص بضرورة تفعيل دور المحافظين للفترة القادمة وضرورة تواصلهم مع أبناء المحافظات الجنوبية وتلمس معاناتهم والتوجه نحو إقامة ندوات فكرية توعوية والتنبيه لخطورة ما يحصل في الداخل وضرورة التحشيد والتعبئة لمعركة التحرير القادمة في الجنوب..

وقد تم التوجيه للمحافظين بضرورة رفع تقارير توضح مجمل الصعوبات التي تعترض عمل المكاتب التنفيذية للمحافظات الجنوبية كما دعا الخبير الاقتصادي أستاذ الإدارة والتنظيم البروفسور عبدالعزيز الترب مستشار رئاسة الجمهورية على أن تكون الاجتماعات دورية ومنتظمة بالإضافة إلى ضرورة رفع التصورات وآلية العمل والتي يجب أن تتوافق بالضرورة مع متطلبات المرحلة القادمة وان يتم رفع ماطلب منهم خلال أسبوع (لاحظوا خلال أسبوع) لغرض رفعها للقيادة السياسية للبلد..

وشخصيا كنت متفائلاً بما تمخض عنه هذا الاجتماع وكنت أعتقد بأننا قد بدأنا في مرحلة إصلاح الاعوجاج للفترة الماضية ولكن للأسف خاب ظني والسبب انه وحتى هذه اللحظة لم تتقدم القيادات بتقديم ما طلب منها وكأن الأمر لا يعنيها وبالتالي عدنا إلى المربع الأول بخفي حنين.

وهنا أتوجه إلى السيد القائد عبدالملك بدر الحوثي وإلى المجلس السياسي الأعلى وعلى رأسهم فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس وإلى حكومة الإنقاذ بمناشدة إلى ضرورة إعادة النظر في التعيينات لمحافظي المحافظات الجنوبية وضرورة إحلال قيادات ذات كفاءة عالية تلتزم بإعداد خطط وآليات عمل وطنية وتقوم بتنفيذها على أرض الواقع بشفافية وموضوعية.. وانا على يقين تام بأن قيادتنا الثورية والسياسية سوف تولي هذا الطرح كل اهتمامها.

سمير المسني..
المعاون بمكتب مستشار رئاسة الجمهورية لشؤون المحافظات الجنوبية
عضو المكتب التنفيذي لملتقى التصالح والتسامح الجنوبي