إتصال بايدن بنتنياهو بعد تأخير شهر.. لماذا..!

212

أبين اليوم – الأخبار الدولية

الخبر:

وأخيراً بعد تأخير دام حوالي شهر ، أنهى الرئيس الأمريكي جو بايدن صيامه وترقب رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو واجرى اتصالا هاتفياً معه استغرق ساعة واحدة.

الإعراب:

– الرئيس الأمريكي تهرّب من الإتصال بنتنياهو خلال الشهر الماضي في حين أنه وخلال الفترة ذاتها أجرى اتصالات مع رؤساء عشر دول اخرى ما يعزز الرأي الذي يرى بأن بايدن لديه مشاكل شخصية مع نتنياهو وفي مقدمتها الدعم المفتوح الذي كان يقدمه نتياهو لترامب خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

بايدن ومن خلال هذا التأخير المهين ، وجّه رسالة إلى نتنياهو مفادها بأنه ممتعض منه وبالطبع للذين سيتولون السلطة من بعده حول التعاون بين “اسرائيل” وأمريكا. وفيما سعى الى تأكيد التزامه بأمن “اسرائيل” مئة بالمئة حاول الايحاء بحساسيته الكبيرة تجاه تصرفات رئيس وزارء هذا الكيان.

– في حين أن إتصال ترامب بنتنياهو جاء في اليوم الثاني من توليه منصبه، إلا أن بايدن اجرى هذا الإتصال بتأخير دام شهراً. ربما كان من المتوقع أن يستمر هذا العقاب لأسابيع أخرى، ولكن يبدو أنه ونظراً إلى الاجتماع المهم الذي سيعقده وزراء خارجية الترويكا الأوروبية مع وزير خارجية أمريكا الجديد اليوم لمناقشة  الملف النووي الإيراني من جهة، والزيارة المرتقبة لمدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران يوم السبت القادم من جهة أخرى..

وقرب إنتهاء المهلة التي حددتها إيران لتعليق العمل الطوعي بـ”البروتوكول الإضافي ” من جهة ثالثة ، لذلك فضل بايدن الايحاء بوجود وحدة بين أوروبا وأمريكا و”اسرئيل” حيال القضية النووية الإيرانية من جهة وفي نفس الوقت توجيه رسالة تحذير إلى طهران لارغامها على إعادة النظر في سياساتها النووية لاسيما فيما يخص تطبيق قانون “المباردة الاستراتيجية لالغاءالحظر ” الذي اقره البرلمان.

هذه النقطة يمكن استنباطها من البيان الذي نشره البيت الأبيض حول مضمون المكالمة الهاتفية بين بايدن ونتنياهو وتركيزها على الملف الإيراني.

– في الواقع ، نظراً للظروف الجديدة فإن السبب الوحيد لبقاء أمريكا في المنطقة هو الدفاع عن أمن “اسرائيل”. ففي الوقت الحاضر لا أمريكا هي بحاجة إلى نفط المنطقة ولا هناك من بات ينخدع بالشعارات البالية التي يرفعها المسؤولون الأمريكيون بشأن الدفاع عن القيم الديمقراطية ، ولذلك لم يبق من المثلث الاستراتيجي الامريكي في المنطقة أي النفط والديمقراطية و”اسرائيل” سوى الضلع الثالث والأخير.

إسرائيل وبمنأى عن المساعدات المختلفة التي تحظى عليها من أمريكا، تحصل سنوياِ على ما يقارب أربعة مليارات دولار من هذا البلد تحت مسمى مساعدات دفاعية. ونظراً الى هذه الاستراتيجية التقليدية الأمريكية، لم يكن هناك مفر أمام بايدن سوى الإتصال بنتنياهو.

ولكنه أجرى هذا الإتصال مع التأخير ليوجه رسالة إلى اللوبي الصهيوني بأنه ليس لديه مشكلة مع “اسرائيل” بل مع رئيس وزراء هذا الكيان وأنه لازال ملتزماً بالأهداف المشتركة لأمريكا و”اسرائيل” في المنطقة وبالطبع انه لا يحبذ كثيراً فوز نتنياهو في الإنتخابات المقبلة.

المصدر: العالم