إلى نظام السيسي.. التطرف سببه الحرمان وليس القرآن..!

203

أبين اليوم – الأخبار الدولية

تحاول بعض الأنظمة العربية والإسلامية، تسويق فكرة في غاية الخطورة والخبث، مفادها :”اذا أردنا أن نحارب التطرف الديني في المجتمعات الإسلامية، علينا ان نحذف القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة والتعاليم الإسلامية، من المناهج الدينية في المدارس، لبناء أجيال بعيدة عن التطرف”، وهي فكرة تُحمّل الاسلام والقرآن والحديث، مسؤولية إنتشار ظاهرة التطرف التي تشهدها بعض المجتمعات العربية والإسلامية.

آخر هذه الأنظمة التي بدأت تنفيذ هذه الفكرة الخاطئة، هي النظام المصري، بعد أن أعلن نائب وزير التربية والتعليم رضا حجازي، أمام البرلمان المصري، أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي  قد وجه الوزارة بحذف الآيات القرآنية  والأحاديث النبوية الشريفة من مادتي اللغة العربية والتاريخ، واقتصارها على مادة الدين فقط، بذريعة أن ذلك يعمل على نشر الأفكار المتطرفة.

اللافت ان الفكرة لقيت استحساناً من عضو لجنة الدفاع والأمن القومي!!، فريدي البياضي، الذي اعتبر وضع نصوص دينية في مواد اللغة العربية والتاريخ والجغرافيا بأنه يشكل “خطورة كبيرة”، زاعما أن ذلك يعطي مجالاً لمدرسين غير مؤهلين أن يفسروا تلك النصوص تفسيرات متطرفة وهدامة، ونشر الأفكار المتطرفة.

ويبدو ان وزارة التعليم المصرية ، ستتبنى في المقابل اقتراحاً قدمه نائب برلماني حول تدريس مادة جديدة متضمنة القيم المشتركة بين الدين الإسلامي والمسيحية واليهودية، ومبادئ التسامح والعيش المشترك في التعليم الأساسي.

لسنا هنا بصدد مناقشة ما مدى “علاقة” “لجنة الدفاع والأمن القومي”في البرلمان المصري ، بقضايا التعليم والمناهج الدراسية؟!، ولكننا سنذكر القارىء الكريم بأن الدستور المصري ينص على أن دين الدولة الرسمي هو الإسلام، ومن ثم، فالدولة ملزمة بتعليم الناشئة الدين الإسلامي على أصوله، ومن مصادره الصحيحة، ومن حق المصريين أن يدرسوا ويفهموا أمور دينهم ويتفقهوا فيه في مدارسهم، كما هو الحال في مختلف دول العالم.

من الواضح، ان الجهات التي تربط بين القرآن والأحاديث النبوية وبين إنتشار ظاهرة التطرف  في المجتمع المصري، تتعمد هذا الربط وهي تعلم ان هناك فرق شاسع بين تعاليم الاسلام السمحاء وبين ظاهرة التطرف في المجتمع المصري، وهذا الربط هو محاولة لرفع المسؤولية عن عاتق الأنظمة التي حكمت مصر، ومنها نظام السيسي، عن إنتشار ظاهرة التطرف..

وهي ظاهرة خرجت من رحم الفساد السياسي والاقتصادي والاخلاقي لتك الانظمة، التي حولت مصر، التي كانت يوما مصدر اشعاع فكري وثقافي للعالم العربي والاسلامي، الى دولة ينخرها الفساد والفقر المدقع والفوارق الطبقية، حتى وصل الامر بمصر “ام الدنيا” ان تعتمد على مساعدات تمن عليها دولة مثل الامارات والسعودية، وهي مساعدات عادة ما تكون مشروطة، بتأييد مصر للسياسة الهدامة للامارات والسعودية في المنطقة ومنها حرب اليمن.

الفقر المدقع والفساد الاقتصادي والسياسي ، وانهيار منظومة القيم المجتمعية للمصريين، التي تسببت بها الحكومات المصرية منذ سياسة الانفتاح الساداتية في سبعينيات القرن المصرم وحتى اليوم، هي التي دفعت بعض المصريين الى التطرف، كرد فعل للحالة المزرية التي يعيشها، بسبب جشع ونهم وطمع وظلم الطبقة الحاكمة، وليس بسبب الدين أو القرآن الكريم او الأحاديث النبوية.

العالم كله كان ومازال يثمن ويقدر عالياً، الروح المصرية المتسامحة، التي انعكست على قراءة المصريين للدين الاسلامي الحنيف، وهي من القراءات الصحية للاسلام، فجاءت متسامحة كما هو الإسلام، فإذا ما تطرف بعض المصريين، فسبب ذلك ليس الإسلام، بل الرؤساء الفاسدين، الذين سرقوا حتى لقمة الخبز من افواه الفقرء والجياع، ولم يتركوا لهم من وسيلة لتفريع شحنة الغضب التي تموج في صدورهم، الا اعتماد الطرف وسيلة لتفريغ ما يعتلج في صدورهم من حقد على الوضع المزري الذي يعيشونه.

ان تفريغ المناهج الدراسية من المحتوى الديني والقرآني والنبوي، بهدف تغيير الهوية المصرية، وهي الهوية الإسلامية، وتمييع شخصية الانسان المصري، لا تمنع فتنة إنما تصنع الفتن، لانها ستخلق أجيالاً لا تعرف شيئاً عن الدين وعن المثل العليا، كحب الاوطان والتفاني في الدفاع عنها، ورفض الاستبداد والظلم، وهذا النوع من الانسان الممسوخ هو ما تسعى الانظمة الاستبدادية لخلقه، من وراء كل محاولاتهم المستميتة ضد الدين، بذريعة محاربة التطرف.

المصدر: العالم