سباق سعودي للحصول على أمان قبيل فك إرتباط مأرب.. “تقرير“..!

602

أبين اليوم – تقارير

بعد اسبوعين من الغارات والقصف المكثف، اصبحت السعودية أخيراً مقتنعة بعدم جدوى الدفاع عن مأرب، وكل همها الآن الحصول على الأمان بعدم إستخدام هذه المحافظة الحدودية كقاعدة متقدمة لمهاجمتها ولو ممن تصفهم أعدائها مقابل رفع يدها عن هذه المحافظة التي تعتبر وفق تقديرات دولية الورقة الرابحة والحاسمة في الحرب على اليمن التي تقودها السعودية منذ 6 سنوات، فهل تقفز السعودية من مركب أتباعها الغارق في مأرب؟

على مدى الأيام الماضية من عمر المعارك المحتدمة في محيط مدينة مأرب، شنت السعودية مئات الغارات الجوية وبمتوسط يومي يفوق الـ50 غارة وعلى مساحة تقدر ببضعة كيلومترات في محيط المدينة المكتظة بالسكان..

هذه الغارات التي طالت العديد منها الفصائل  التي تقاتل في صفوف السعودية نفسها وخلفت عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم تشير إلى أن السعودية لم تعد تراهن على قوات هادي ولا مجاميع الإصلاح بقدر ما تحاول عبر الطيران  كسب مزيد من الوقت لإبرام صفقة ولو على عجل..

يبدو ذلك جلياً بالتحركات الدبلوماسية المكثفة التي فعلتها السعودية بموازاة الهجوم على مأرب، وابرزها رسالة المملكة عبر مندوبها في الأمم المتحدة عبدالله المعلمي وأشار فيها إلى أن بلاده كل ما يهمها الآن الحفاظ على أمنها القومي، لتتصاعد هذه التحركات بزيارة لوزير الخارجية القطري إلى إيران بغية الحصول على ضمانات ولو شفهية من قبل الفزاعة التي استخدمتها السعودية في حربها على اليمن على مدى السنوات الماضية بالتزامن مع اتصالات بين ولي العهد السعودي والرئيس الروسي..

وجميعها تكشف حجم المأزق الذي تمر بها السعودية حالياً في اليمن في ظل إصرار صنعاء على السيطرة على أهم محافظة وآخر معقل للسعودية شمالاً والهجمات الجوية المتصاعدة  في العمق السعودي والتي لن تتوقف حتى توقف السعودية غاراتها، وفق ما يؤكده المسؤولين العسكريين في صنعاء.

لن تحقق السعودية شيء بتمسكها بمأرب او حتى الدفاع عنها في ظل المؤشرات على الأرض والتي تنبئ بقرب سقوط المدينة، وقد لا تشفع لها الغارات أو التصعيد الحالي لمرحلة ما بعد مأرب..

وقد تدفع هذه الخطوات نحو تصعيد جديد صوب المحافظات اليمنية المحاذية للسعودية وبما يجعل المملكة أمام تحدي جديد ليس بمقدورها مجابهته وهو ما يدفع الرياض أكثر للبحث عن مخرج آمن من مستنقع الحرب في ضوء الحديث عن حوار إيراني خليجي استبق وزير الخارجية الإيراني زيارة وزير الخارجية القطري بالحديث عنه وهو ما يعني رفع يد الرياض عن اليمن مستقبلاً والعودة إلى قوانين  الطبيعة القائمة على الإحترام المتبادل في وقت سيجد أتباعها أنفسهم خارج اللعبة.

البوابة الإخبارية اليمنية