معركة مأرب تكشف الوجوه الحقيقية لحلفاء السعودية.. “تقرير“..!

683

أبين اليوم – تقارير

تقرير/ إبراهيم القانص:

كشفت معركة مأرب الوجه الحقيقي للقوى الدولية والإقليمية في ما يخص الحرب على اليمن واليمنيين، فتبدى وجه نفاق عالمي لم يسبق أن ظهر بتلك البشاعة، ومن خلفه ظهرت الوجوه التي تقف خلف إستمرار الحرب..

فبينما تستمر العمليات العسكرية بكل أنواعها في عموم الجغرافيا اليمنية، ويصعّد التحالف حصاره الاقتصادي للمناطق التي يديرها الحوثيون، والتي أوشك الحياة فيها على التوقف التام بسبب احتجاز التحالف سفن المشتقات النفطية في عرض البحر ومنع وصولها إلى ميناء الحديدة..

أبدت القوى العالمية أعلى درجات القلق من إستمرار قوات صنعاء في عملياتها العسكرية بإتجاه إستكمال السيطرة على مأرب، داعيةً إلى ضرورة وقف المعارك وأن على الحوثيين الاستجابة إلى دعوات التفاوض والحلول السلمية، وهي الدعوات المشفوعة والمطرزة بالمنطلقات الإنسانية، وكأن ما يعيشه اليمنيون على إمتداد جغرافية بلادهم من حرب وحصار لا علاقة له بالإنسانية.

المواقف الدولية التي تداعت لوقف معركة مأرب أظهرت بما لا يدع مجالاً للشك أن من تصدروا تلك المواقف ورفعوا دعوات وشعارات السلام لا علاقة لهم من قريب أو بعيد بالإنسانية التي جعلوها منطلقاً لدعواتهم بوقف معركة مأرب، بل يحاولون فقط إنقاذ مصالحهم ومصالح حلفائهم الذين يسيطرون على محافظة مأرب ويستنزفون ثرواتها لتمويل حروبهم ومنح أرصدتهم وحساباتهم البنكية في الخارج المزيد من التخمة..

حيث لم تتخذ تلك القوى أي موقف أو ترفع شعاراً مقابل الوضع الإنساني المرعب الذي وصل إليه اليمنيون بسبب إستمرار حرب التحالف وحصاره الإقتصادي منذ أكثر من ست سنوات.

لم يتوقف النفاق العالمي الذي تتعامل به القوى الدولية مع ما يحدث في اليمن عند حدود السكوت على إستمرار الحرب والحصار، واقتصار دعواتها على وقف المعارك في مأرب فقط، المحافظة النفطية والاستراتيجية التي تطمع فيها كل تلك القوى؛ بل تجاوز ذلك إلى دعم التنظيمات الإرهابية واستخدامها في معركة مأرب، حسب تصريحات تنظيم داعش الذي أعلن مشاركته رسمياً في المعارك دعماً لقوات التحالف والشرعية، رغم ادعاء تلك القوى محاربته إلا أنها تغدق عليه الدعم إذا ما تعلق الأمر بمصالحها وأهدافها، الأمر الذي عدّه مراقبون منح التنظيمات الإرهابية غطاءً دولياً وضوءاً أخضر لاستمرار الحرب والحصار.

في المقابل يبدو أن الحوثيين أصبحوا أكثر إدراكاً لحقيقة المواقف الدولية، أكثر من أي وقت مضى، فقياداتهم اعتبرت معركة مأرب مسألة حياة أو موت، مستبعدة تماماً مسألة التراجع عن استكمال السيطرة على المدينة، حيث بدأت قوات صنعاء تكتيكات عسكرية جديدة في التعامل مع ما تبقى من قوات الإصلاح داخل المدينة فيما يخص استخدامها المدنيين والنازحين دروعاً بشرية..

وكان وزير داخلية صنعاء وجّه قوات الأمن التابعة لوزارته بتكثيف انتشارها لتأمين المناطق التي اندحرت منها قوات التحالف والشرعية في مأرب، ومنح المواطنين أعلى مستويات الأمان والطمأنينة، في إشارة إلى أنه لم يتبقَ سوى القليل على الحسم النهائي للمعارك.

البوابة الإخبارية اليمنية