شاب يمني يبهر العالم بإختراعاته.. ويرفض عروض السفر إلى خارج.. “بلدي هو الأولى بخدماتي“..!

891

أبين اليوم – أخبار منوعة

ما إن أعلن الشاب اليمني المهندس محمد العثماني عن إختراع جهاز تنفس صناعي متعدد المهام الذي أبهر به العالم، حتى انهالت عليه عروض السفر إلى خارج اليمن، غير ان هذا الشاب رفض تلك العروض، وبرر ذلك بالقول: طالما وأنا أعمل ولدي ما يكفيني وأسرتي فبلدي هو الأولى بخدماتي”.

ومثلما لديه نظرة خاصة للقضايا التقنية المعقدة، فإن لديه أيضاً فلسفته في الحياة، عند الحديث معه تجد البساطة، وحب العمل والإطلاع وتكتشف أن شغفه هو في العمل والابتكار..

والبحث عن الحلول هو الهاجس الرئيس له، غير معترف بالعجز وضعف الإمكانيات والصعوبات، والمال في سلم أولوياته، وربما يكون هذا احد أسباب رفضه للهجرة.

الشاب العثماني اليوم طرح اختراعه للتنفس الصناعي في الأسواق والذي كان قد انجزه في خضم أزمة جائحة كورونا، وصمم هذا الاختراع ليحمي الأطباء من العدوى، كما أنه يقوم بعملية التنفس الصناعي للمريض ووظائف أخرى..

ولديه الكثير من الأفكار لتطوير هذا الجهاز غير أن تمويل بحثه العملي هو العائق الرئيس، ويقول لنا ان تمويل الأبحاث العلمية هي العائق الأبرز لكل الشباب اليمني الذين لديهم قدرة على الاختراع والابتكار.

غير أنه يقول إنه كان محظوظاً في عملية الأبحاث التي أجراها حول جهاز التنفس الصناعي، بعد أن حصل على تمويل من مجموعة محمود السعيدي للصرافة وعلى رأسها الشيخ محمود جنيد السعيدي..

وهي مبادرة رائعة من القطاع الخاص لتمويل الأبحاث العلمية، كما أن عمله بالقرب من الأطباء وفهم طبيعة عمل بعض الأجهزة الطبية ألهمه الى الكثير من الأفكار التي يحفظ على الكثير منها.

يضيف: “تطوير جهاز التنفس الصناعي ليقوم بوظائف جديدة بحاجة إلى مقدرة مالية كبيرة، وننتظر ان نحقق أرباحاً بعد طرحه في الأسواق لتمويل أبحاث التطوير”.

كما تطرق المهندس العثماني إلى مشروع جديد بدأ فيه، وقال “بدأت مشروع جديد للتحول نحو الطاقة البديلة، وبدأنا أولى خطواتنا لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية، والمميز في مشروعنا اننا لا نستخدم البطاريات بل نستخدم تقنية جديدة سنكشف عنها لاحقاً..

وجاء العمل في هذا الإتجاه بسبب ما تعانيه البلاد من حصار نفطي وإنعدام للمشتقات النفطية والتي تهدد بتوقف المستشفيات، وبدلاً من الاستسلام لهذه المشكلة بدأنا العمل وبدعم من مدير المستشفى السعودي الألماني الدكتور عبدالله الداعري الذي لديه رؤية طموحة للتحول نحو الطاقة البديلة، وكان ذلك حافزاً رئيساً لنا للمضي في هذا المشروع..

فقد كانت رؤيته واطلاعه الواسع على كل ماهو جديد في عالم التكنولوجيا وتشجيعه واعطائنا الفرصة ومتابعة تفاصيل العمل في المشروع اعطتنا دعماً وتشجيعاً، ومثل عنصراً رئيساً للنجاح.

وتابع بالقول: “انجزنا المرحلة الأولى بنجاح، واستطعنا إنارة ساحات واسوار المستشفى وتخفيف الأثقال على مولدات الكهرباء والذي بدوره قلل من إستخدام الوقود، ولدينا خطة للتدرج في المشروع وصولاً إلى الإعتماد على الطاقة البديلة في المستشفى بشكل كامل..

والحقيقة أن النتائج الممتازة للمرحلة الأولى بإنارة ساحة المستشفى كانت حافزاً كبيراً للمضي في هذا المشروع الذي سيكون نموذجياً، ولدينا إستعداد أن نعمم تجربتنا لبقية المستشفيات والمرافق”.

واردف المهندس العثماني بالقول: “ايضا قمنا بتصنيع سخانات بالطاقة الشمسية وبصنع مواد محلية 100%، وحالياً لدينا قدرة على تسخين نحو خمسة آلالاف لتر من الماء، لتغطية احتياجات المستشفي ومرافقه التابعة.

كما أشار إلى إعادة تشغيل المصاعد المتوقفة منذ أكثر من خمس سنوات بل وتطويرها لزيادة حمولتها، بعد أن كانت الشركة المصنعة قد نصحت بتغييرها..

كما إن شركة أجنبية طُلب منها المساعدة وارسلت مهندسين وخبراء ونصحوا بتغييرها لعدم القدرة على إصلاحها وخروجها عن الجاهزية.

ويضيف: قمنا بإعادة تشغيل هذه المصاعد ورفع حمولتها بالتعاون مع شركة فاستك للمصاعد ورفع قدرتها على النقل إلى إثنين طن واثنين ونص طن، بعد كانت هذه المصاعد متوقفة منذ أكثر من خمس سنوات.

وفي عالم الطب.. وهو جهاز تحفظ على ذكر تفاصيله حفاظاً على حقوق الملكية الفكرية، وقال: “بدأت خطوات كبيرة في هذا المشروع، لكن توقفت في هذا المشروع للإنشغال بمشاريع أخرى ذات أولوية مثل منظومة الطاقة البديلة، لأن هذه المشاريع ضرورية وأساسية للعمل، لكن في القريب سأعود لإنجاز هذا المشروع بإذن الله”.

وحول المسابقة الوطنية للابتكار قال: انها مبادرة ممتازة من حيث الفكرة، لكنه قال ان التحدي الحقيقي هي ما بعد الإعلان عن المشاريع والابتكارات الرائدة والفائزة، ومساعدة الشباب المبتكر على إطلاق هذه المشروع واستفادة المجتمع منه، أما أن تتوقف عن اعلان الفائزين فإن المسابقة لم تحقق أهدافها.

وشدد على ضرورة الحفاظ على الشباب اليمني المبتكر من الهجرة واستفادة البلد منهم، وقال ان أي شاب يجد الإهتمام والدخل المناسب لن يفكر بالهجرة والاغتراب.