تحرك أمريكي بريطاني في معركة مأرب بمبرر “الإنسانية“.. “تقرير“..! 

718

أبين اليوم – تقارير

 

تتصاعد حدة التصريحات المطالبة بإيقاف المواجهات العسكرية العنيفة في محيط مدينة مأرب، بدعاوى وذرائع إنسانية، باعتبار المدينة تضم مئات الآلاف من النازحين إليها طيلة الست السنوات الماضية من عمر الحرب في اليمن، التي لم تقابل معركة من معاركها وهجماتها بمختلف أنواع الأسلحة وأشدها فتكاً غارات الطيران التي استخدمت فيها قنابل ذكية وعنقودية وغيرها من الأسلحة المحرمة دولياً أيا من تلك التنديدات والمطالبات، رغم آلاف المدنيين الذين راحوا ضحايا هذه الغارات بما فيهم النساء والأطفال.

 

وإذا ما تتبعنا موقف الدول المطالبة بإيقاف المعركة، فسنجد تلك الدول، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا، هي من الدول الداعمة لحرب التحالف في اليمن طيلة السنوات الست الماضية، وظلت منحازة إلى جلنب التحالف في مواقفها، كما ارتبطت معه في صفقات السلاح التي قومت بمليارات الدولارات، وذلك هو الأمر الذي يرى فيه مراقبون مدعاة لمراجعة مواقف هذه الدول السابقة، والتيقن من أنه  لا يمكن أن يكون هذا الموقف الأخير المطالب بوقف معركة مأرب خارجاً عن المواقف السابقة لهذه الدول.

 

ويضيف المراقبون أن تدخل هذه الدول لإيقاف المعركة، تحركه دوافع غير تلك التي يتم الإعلان عنها بالنسبة للجانب الإنساني، مشيرين إلى أهمية ثروات هذه المحافظة، في ضمان إستمرار التمويل للأطراف المحلية التابعة للتحالف، بعد أن بات الأخير يقلص من دعمه المادي لتلك الأطراف.

 

معركة مأرب، ينظر إليها طرفا القتال باعتبارها معركة مصيرية، وذلك نظراً للأهمية الإستراتيجية والاقتصادية التي تحظى بها هذه المحافظة الغنية بالثروات الطبيعية وعلى رأسها النفط والغاز، بالإضافة إلى ما تمتاز به المحافظة من بيئة زراعية بالنظر إلى المساحات الواسعة من الأراضي القابلة للزراعة، يمكن من خلالها رفع الإنتاجية المحلية من مختلف المحاصيل الزراعية، وبناء على تلك المعطيات فإن كلا الطرفين حريص على بسط سيطرته على المحافظة، مهما بلغت التضحيات.

 

إلى الآن لم تصل التحركات الأمريكية والبريطانية إلى التمكن من كبح جماح المواجهات على أطراف مدينة مأرب، في ظل إصرار من قبل القوى المتحاربة على استمرارها، فيما لا يوجد موقف جدي من قبل الوسطاء الدوليين يمكن من خلاله ثني الطرفين عن مواصلة المعركة.

 

من جهتها ترى سلطات صنعاء أن من حقها إستعادة محافظة مأرب، وإن كان ما يقال حول سعيها للسيطرة على النفط والغاز، فإن من حقها ذلك، باعتبار تلك الثروات يمنية، وتخص جميع مواطني الجمهورية اليمنية، الذين يتواجد أكثر من 70 % منهم في نطاق سلطة صنعاء..

 

ويؤكد قياديون في جماعة أنصار الله “الحوثيين” أن الحرب في مأرب كما في مناطق واسعة ومتعددة من اليمن منذ سنوات، ولم يكن هناك أي تحرك جدي لوقفها، رغم المبادرات التي قدمتها صنعاء، لوقف الحرب وإحلال السلام في البلاد، وهو ما يثير التساؤل حول السر الكامن وراء التحرك الدولي الأخير لوقف هذه المعركة، وخاصة التحرك الأمريكي البريطاني الأخير، كما يشددون على أن المعركة لا تستهدف أبناء مأرب الذين هم جزء من الشعب اليمني، بل تستهدف القوى والفصائل المسلحة المرتبطة بالتحالف، ومن بينها تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين.

 

ويذهب المحلوون والمهتمون إلى أنه لا يمكن لأي دعوة دولية مرتبطة بأهداف خارجية، أن تضع حداً للقتال في اليمن أو في أي جبهة من جبهاته، مؤكدين أن الحل لهذا الصراع، لن يكون إلا بعد اقتناع الأطراف الدولية بخسارة مصالحها من الحرب، وهو ما سيجعل أي دعوة منها إلى السلام مقبولة من جميع الأطراف.

 

 

البوابة الإخبارية اليمنية