ما بين عار التطبيع ومهانة السياسة خلسة بالكواليس..!

302

أبين اليوم – الأخبار الدولية

تجدد دول مجلس التعاون في الخليج الفارسي المطالبة بالإنضمام إلى المفاوضات حول الملف النووي الإيراني الذي تستعد دول الترويكا الأوروبية والولايات المتحدة وإيران إستئنافها.

وسط متغيرات إقليمية جعلت من إيران مركز ثقل دبلوماسي تقول طهران الرافضة للتطبيع جملة وتفصيلاً إنها وجهت رسائل الى دول الجوار في الخليج الفارسي، مفادها الحوار الإقليمي وقبول الآخر واحترام السيادة والإبتعاد عن الصراعات الإقليمية وهو المناخ السياسي المطلوب الذي يضمن مصالح جميع دول المنطقة، بالرغم من إختراقه بمشروع التطبيع العربي مع “إسرائيل”.

دول التطبيع في الخليج الفارسي التي تطالب بأن تكون طرفًا في أي حوار حول الملف النووي الإيراني تتهم الجمهورية الإسلامية بزعزعة الأمن والإستقرار في المنطقة وتزعم بأن طهران تدعم مليشيات إرهابية في اليمن، في إشارة الى حركة أنصار الله التي شدد مجلس التعاون على ضرورة أن يمارس الإتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي الضغط عليها لإنخراطها في العملية السياسية ووقف العملية العسكرية لتحرير مأرب..

وكذلك وقفها الرد على استمرار العدوان والحصار بإستهداف الأراضي السعودية، كما اعترفت واشنطن بدور الحركة السيادي في اليمن بعد رفع اسمها من قائمة الإرهاب، وهنا يطرح السؤال نفسه، كيف لدول التطبيع في مجلس التعاون أن توافق بإنخراط ما تسميها بمليشيات في العملية السياسية في اليمن؟ وكيف ألغت واشنطن إسم أنصار الله من قائمة الإرهاب في حال تعتبرها دول التطبيع منظمة إرهابية.

فرفض طهران، إنضمام السعودية ودول مجلس التعاون في المفاوضات النووية المرتقبة لم يأت اعتباطاً، بل جاء بعد دراسة عميقة للواقع والمواقف المتناقضة لدول مجلس التعاون حيال إيران في الكثير من القضايا الإقليمية والدولية على مدى أكثر من أربعة عقود.

هذا المؤشر يأتي بالتزامن مع محاولات دول أوروبية على رأسها فرنسا للمطالبة بإنخراط الرياض في المفاوضات النووية القادمة، ما يكشف عن توجه جاد لباريس في تبني سياسة الإدارة الأمريكية السابقة للحصول على إمتيازات سعودية.

النووي الإيراني بين تعزيز دور طهران الريادي في المنطقة والمخاطر التي تحيط بمستقبل التطبيع، هكذا يمكن لك أن تقرأ الهاجس الخليجي من مستقبل الإتفاق الذي ترى طهران في فشله تبعية إقتصادية في المنطقة ومصادرة للقرار الإقليمي.

وفيما أعلنت الولايات المتحدة في وقت سابق نيتها التفاوض مع حلفائها الأوروبيين بشأن الاتفاق النووي مع إيران، تحذر طهران من إرتهان بنود الإتفاق لأجندات المحور الصهيوأميركي الساعي لتمرير “صفقة ترامب” وفرض مسار التطبيع الذي يحول “إسرائيل” إلى قوة عسكرية وسياسية في المنطقة.

المصدر: العالم