بايدن.. أطفئ نرجسيتك وتصرف بمنطق العقل وإلّا.. فالقادم أعظم..!

296

أبين اليوم – الأخبار الدولية

يقال إن مقياس النرجسية الأمريكية ارتفع إثر الهجوم الصاروخي الجديد الذي استهدف قاعدة “عين الأسد” الجوية الأمريكية المحتلة والذي جاء بعد هجوم أقل ما يقال عنه انه “هجوم سخيف” بإستهداف قوات عراقية رسمية للحشد الشعبي مرابطة غربي العراق.

قال الرئيس الأمريكي الجديد “الذي خلف الرئيس السابق الأرعن دونالد ترامب”، للصحفيين قبل اجتماع مع مشرعين في المكتب البيضاوي “حمداً لله لم يُقتل أحد في الهجوم الصاروخي… نعمل على تحديد هوية المسؤولين وسنصدر قراراتنا عندما نصل إلى هذه اللحظة”.

بايدن المستعجل:

هكذا وبجرة قلم ختم بايدن المشهد المأساوي لجنوده المحتجزين على أرض العراق وهو قابع في البيت البيضاوي بعيداً عن نار الحرب التي أشعل اوارها بإستهداف قوات عراقية رسمية في نقطة مراقبة على الحدود العراقية السورية داخل أراضي العراق يستخدمها رجال المقاومة للدفاع عن حياض بلدهم بوجه المسلحين الإرهابيين التكفيريين من جماعة “داعش” الوهابية التي تحتضنهم وتمولهم واجهات مشبوهة عربية واجنبية لإثارة الوضع الأمني والسياسي داخل العراق ولخلط الأوراق لتمرير أجندة أمريكية و”اسرائيلية” معروفة.

قرار التصدي للقوات العراقية كان قراراً خاظئاً بإمتياز لم يستعن فيه بايدن بخلايا عقله والمنطق الذي كان من المفترض انه يوجب عليه التريث قبل إتخاذ أية خطوة متهورة لا تصب في مصلحة رئاسته ولا جنوده المتخندقين المرعوبين في القواعد الأمريكية غير الشرعية داخل العراق بعد ان طالب العراقيون وممثلوهم في البرلمان وبأغلبية الأصوات بإخراج هذه القوات المحتلة بأسرع وقت من هذا البلد الذي سيكون بقاؤهم فيه وبالاً عليهم وعلى من قرر بقائهم على هذه الأرض الطاهرة.

لأنه ذاق البأس العراقي.. البنتاغون أكثر حذراً من بايدن:

البنتاغون كان أكثر حذراً وعقلانية من رئيس الولايات المتحدة جو بايدن عندما أعلن إنه من السابق لأوانه الوصول إلى أي استنتاجات، مضيفاً انه كانت هناك عشر “صدمات”، بدل ان يصعد اللهجة ويقول عشرة صواريخ، ثم اوضح قائلاً: إن الصواريخ أطلقت على ما يبدو من عدة مواقع شرقي قاعدة “عين الاسد” (المحتلة) التي استهدفت العام الماضي بهجوم بصواريخ بالستية أطلقت من إيران مباشرة.

ذلك ما أشار إليه جون كيربي المتحدث باسم البنتاغون قائلاً: “لا يمكننا تحديد المسؤولية في الوقت الحالي، وليس لدينا تقدير كامل لحجم الأضرار”، في وقت لم تعلن فيه أية جماعة مسؤوليتها عن الهجوم.

بدورها قالت المتحدثة بإسم البيت الأبيض جين ساكي في مؤتمر صحفي، إن الولايات المتحدة تقيم تأثير الهجوم والجهة المسؤولة عنه، “إذا خلصنا إلى ضرورة إتخاذ مزيد من الرد سنتحرك مجدداً بطريقة مناسبة وفي التوقيت الذي نختاره، وأوضحت أن “ما لن نفعله هو اتخاذ قرار متسرع غير قائم على حقائق يؤدي إلى مزيد من تصعيد الوضع أو يخدم أعداءنا”.

في الجانب العراقي، قال مسؤول في قيادة عمليات بغداد وحسب “رويترز”، إن هجوم الأربعاء انطلق من موقع يبعد حوالي ثمانية كيلومترات عن قاعدة “عين الأسد” الواقعة في محافظة الأنبار غربي العراق، وذكر مصدر أمني عراقي آخر ومسؤول حكومي لرويترز، طلباً عدم الكشف عن هويتهما، أن الصواريخ انطلقت من منطقة البيادر غربي مدينة البغدادي.

الرد المقاوم.. الحازم:

الحقيقة أن إستهداف قاعدة عين الأسد الأمريكية غربي العراق صباح الأربعاء جاء بعد اسبوع من العدوان الأمريكي برعاية بايدن الذي سرعان ما كشر عن أنيابه النتنة، وتم استهداف “عين الأسد” الأمريكية ولأول مرة وبشكل مكثف وعن قرب بأكثر من 10 صواريخ من نوع غراد، وادى لهلاك شخصين وإصابة 6 آخرين بجروح، ما يعتبر تطوراً نوعياً أمنياً مهماً من حيث الكم والكيف..

حيث انطلقت الصواريخ من قاعدة إطلاق لم تبعد عن القاعدة الأمريكية سوى 8 كيلومترات، رغم الإستنفار الأمني في جميع القواعد الأمريكية.

تبريرات خائبة:

كان بايدن قد برر قراره ضرب قوات عراقية تقاتل “جماعة “داعش” الإرهابية على الحدود السورية، بعد 5 أسابيع فقط من تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة، من خلال رسالة وجهها إلى رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، والرئيس المؤقت لمجلس الشيوخ باتريك ليهي، قال فيها إنه “رد على الهجمات الصاروخية الأخيرة التي استهدفت مواقع أمريكية (مزعومة) في العراق، زاعماً انه “أمر بالضربة العسكرية من أجل “الحماية والدفاع عن أفرادنا وشركائنا ضد هذه الهجمات، وهجمات مماثلة في المستقبل”، وذلك “بموجب السلطات التي يمنحها له الدستور”.. هكذا.

وتزعم إدارة بايدن أن الهجوم جاء رداً على تورط فصائل عراقية في “الهجمات الأخيرة ضد الولايات المتحدة، وأفراد التحالف في العراق، من ضمنها الهجوم الصاروخي على قاعدة عسكرية أمريكية في أربيل يوم 15 فبراير الجاري، والذي أسفر عن إصابة جندي أمريكي، وأربعة متعاقدين مدنيين توظفهم الولايات المتحدة، وهلاك متعاقد آخر”، دون ان تورد اي دليل على ادعاءاتها، ورغم النفي المطلق لللحشد الشعبي والمقاومة العراقية لهذه الاتهامات.

بالونات فارغة:

المزاعم والتبريرات الاميركية لم تنته عند هذا الحد، ففي داخل العراق صدرت بالونات لفبركات اعلامية تسعى للتزلف لبايدن وقواته المحتلة للعراق من اجل توفير الحماية الاميركية لها باتهام المقاومة بما لم تقم به باستهداف قاعدة اربيل الاميركية.

أصدرت كتائب سيد الشهداء العراقية بياناً نفت فيه اتهامات حكومة منطقة كردستان العراق بشأن القصف على قواعد الاحتلال في أربيل، فيما قال جهاز مكافحة الإرهاب في كردستان العراق في بيان أنه كان قد ألقى القبض على “أربعة أشخاص هم المسؤولون الرئيسيون عن الهجوم الإرهابي، وعلى رأسهم المنفذ الرئيس للهجوم المدعو (حيدر حمزة عباس مصطفى البياتي) والذي اُعتقل وأقر بجريمته، وأدلى باعترافات مفصلة عن كيفية تنفيذ الهجوم”.

ونشر الجهاز مقطع فيديو يتحدث فيه المدعو (حيدر حمزة عباس مصطفى البياتي) ويعترف بالتدبير لعمليات “الهجوم الصاروخي الذي نُفذ ليلة الـ15 من شباط الماضي، والذي استهدف مدينة أربيل ومطارها الدولي بـ14 صاروخا”.

اين يكمن الحل مستر بايدن؟

لو “دَعَك” بايدن قليلاً خلايا عقله واستعان بارشيف التجارب المرة السابقة التي تكبدها جنوده على ارض العراق بعد احتلاله 2003، لما تورط بضرب القوات العراقية وهي تقوم بواجبها في الدفاع عن ابناء العراق من خطر الارهاب الذي وفرته أساساً الولايات المتحدة والكيان الاسرائيلي وذيولهم الأعراب الأشد كفراً ونفاقاً في المنطقة الذين مولوا مادياً ومعنوياً وحتى إعلامياً حفنة من الارهابيين القتلة ليمارسوا جرائمهم على أرض العراق.

وهنا نشير لبايدن إلى الطريق الاسلم السالك لجنوده وهو بإخراجهم من ارض العراق والبحث لهم عن جغرافية اقل صلابة من ارض العراق ونقترح عليه ان يستولوا على منابع النفط في المحميات التي مولت وسددت ورعت الارهاب الحقيقي الذي دمر سوريا والعراق ويدمر اليوم اليمن السعيد بأهله.

المصدر: العالم