“إسرائيل“ والتحالف مع عرب التطبيع.. غارق يتشبث بطوق نجاة مثقوب..!

156

أبين اليوم – الأخبار الدولية

خلال زيارته لمعبر بين فلسطين المحتلة وغزة، كشف وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس عن محاولات لتشكيل تحالف عسكري أمني بين كيانه وبين الدول العربية في الخليج الفارسي، في إطار التقارب المدعوم من الولايات المتحدة، لمواجهة ما أسماه “التهديد الإيراني لأمن المنطقة”.

ما كشف عنه غانتس ليس مفاجئاً للمراقبين، فالعلاقة الوثيقة والمتشعبة بين بعض الأنظمة العربية في الخليج الفارسي والكيان الإسرائيلي، هي علاقات قديمة، وأن الاتفاقات والتحالفات التي أشار إليها غانتس جرى تناولها منذ وقت طويل ولكن من تحت الطاولة، فدول مثل السعودية والإمارات والبحرين، كانت ومازالت تمشي في الركاب الإسرائيلي، وكان لابد ان تنتقل هذه العلاقة من السر إلى العلن يوماً.

ان بعض الأنظمة العربية في الخليج الفارسي، التي تم فرضها على شعوب المنطقة، من قبل المستعمر البريطاني، هي أنظمة وظيفية، تنحصر وظيفتها الأولى في حماية المصالح الغربية في المنطقة وعلى رأس هذه المصالح “اسرائيل”، ويبرز مدى إلتزام هذه الأنظمة بوظيفتها، التي حددها لها السيد الغربي، بتضحيتها بكل شيء، بدءاً من مصلحة شعوبها، واقتصادياتها الهشة ، ومروراً بسيادتها الظاهرية وإستقرار مجتمعاتها، وانتهاء بشعاراتها عن الأخوة العربية والاسلامية وعلاقات الجيرة والوحدة الجغرافية.

إذا كان من مصلحة الكيان الإسرائيلي، الذي يستشعر خطراً وجودياً من الجمهورية الاسلامية في إيران ومحور المقاومة، ان يؤلب العالم كله ضد ايران ومحور المقاومة، تُرى ما هي مصلحة السعودية والإمارات والبحرين ، من وراء تشكيل تحالف عسكري وامني مع “اسرائيل”؟، ماهي مصلحة شعوب هذه الدول في معاداة إيران، الدول الجارة المسلمة والمسالمة والتي تربطها معهم أواصر تاريخية ودينية وجغرافية واجتماعية متجذرة؟.

لماذا تعرض هذه الأنظمة مصالح شعوبها للخطر ، وهي تضع بلدانها في جبهة واحدة مع نظام مجرم عنصري يهدد أمن المنطقة برمتها، وبشكل عملي وعلني، عبر العدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني واللبناني والسوري والعراقي وجميع شعوب المنطقة؟.

من الواضح أن الإجابة على جميع هذه الأسئلة هو لا مصلحة للشعوب فيما تفعله انظمتها، فشعوب المنطقة هي شعوب عربية وإسلامية، لا يمكن ان ترى مصالحها في إطار مصالح “اسرائيل” المعتدية والغاصبة والمجرمة والعنصرية.

كما انها لم ولن تعرض أمنها واستقرارها للخطر من أجل “أمن واستقرار إسرائيل”. فكل ما تفعله انظمة السعودية والإمارات والبحرين، يأتي في إطار الوظائف التي أنيطت اليها منذ تأسيسها. فهذه الأنظمة لو كانت حرة وتمتلك قرارها ، لما جازفت في استعداء جارتها المسلمة ايران بهذا الشكل الوقح، وهي تعلم علم اليقين انها لا تقوى امام اي منازلة عسكرية في حال وقعت لا سمح الله.

إن التحالف العسكري والأمني المعلن مع عدو الأمتين العربية والاسلامية، لا يمكن تبريره بسخافات الأنظمة الخليجية المطبعة، كـ”التهديد الايراني”، بل يمكن تبريره فقط، بوظيفة هذه الأنظمة العميلة، التي جندت كل امكانياتها من أجل الوقوف إلى جانب “اسرائيل” التي تمر هذه الأيام، بأضعف مراحل عمرها المشؤوم، بفضل قوة محور المقاومة، الذي بات يضيق الخناق عليها من جهاتها الأربع، فلم تجد ناصرا!!، الا في الانظمة الرجعية والقبلية المتخلفة في الخليج الفارسي، عسى ولعل ان تستخدمهم كورقة ضغط ضد ايران ومحور المقاومة، فكان حال “اسرائيل” والأنظمة البائسة في السعودية والإمارات والبحرين، كحال الغارق الذي يتشبث بطوق نجاة مثقوب..!

المصدر: العالم