العدوان على اليمن..السعودية تتلقى ضربات الشوط الأخير..!

233

 أبين اليوم – إستطلاع

إذا ما أجرى تحالف العدوان السعودي على اليمن مراجعة صريحة وشفافة وواضحة ونابعة من منطلق موضوعي ومتجرد، ستجد الرياض أنها لم تحقق أياً من أهدافها التي أعلنتها مع بدء العدوان. واذا ما أرادت التعمق أكثر في مراجعتها ستجد أنها تخسر كل أوراقها مع دخول القضية مرحلة جديدة الأبرز فيها تخلي الراعي الأمريكي عنها.

ليست جديدة الضربة الأخيرة التي وجهتها القوات اليمنية للمنشآت النفطية السعودية في الظهران شرقي المملكة. لكنها تحمل من الأهمية ما يشير إلى أن السعودية بدأت تفقد السيطرة على مجريات الأمور.

خسائر الرياض بدأت مع استدارة الحليف الإماراتي وسحب قواته والتوجه الى التركيز على المسار الاقتصاد عبر إستغلال جماعاته في الجنوب اليمني. لكن الاستدارة الإماراتية لم توجع السعودي بقدر ما توجعه الضربات التي يتلقاها من اليمنيين في العمق السعودي في وقت يسعى ولي العهد محمد بن سلمان للعب أوراقه الاقتصادية والتنموية داخلياً للترويج لنفسه لدى الغرب والإدارة الأمريكية الجديدة.

العدوان على اليمن انتهت مفاعيله بالنسبة للرياض بعد عام من بدئه. والسعوديون فهموا هذا الواقع لكنهم أصروا على مواصلة العدوان وحصار الشعب اليمني والتسبب في مجاعته ومآسيه. غير ان قرار ادارة جو بايدن بوقف دعم قوى العدوان (وإن اعلاميا) وجه رسالة واضحة بان العدوان لم يعد مربحا بالنسبة للاميركيين كما انه لم يكن مربحاً للسعوديين أصلاً.

وهنا تأتي أهمية الضربات اليمنية وآخرها ضربة الظهران، فهي تؤكد على واقع أن اليمنيين هم من حققوا النصر نهاية الأمر وان أي مفاوضات مستقبلية لحفظ ماء قوى العدوان ستكون على هذا الأساس وانه على السعوديين إدراك حقيقة ان اي مكاسب يأملون بها لن ياخذوها لانهم باتوا الطرف الأضعف في المعادلة.

خاصة وان معركة مأرب ترسل إشارات قوية بأن الميدان سيكون لصالح أصحاب الأرض وان تحرير مأرب من العدوان مرتزقته واجب وطني كما أكدت حركة أنصار الله.

في المقابل لا يستطيع ولي العهد السعودي بيع الاميركيين اي وعود أو أوراق اعتماد جديدة بالنسبة للمسألة اليمنية، فالبيت الأبيض اتخذ قراره في هذا الخصوص وابن سلمان لم يعد يمتلك النفوذ او يتمتع بالقبول في واشنطن كما كان في عهد دونالد ترامب.

وبالتالي فقدت أوراقه التي لعب عليها طوال السنوات الأربع الماضية قيمتها، وفي هذه الحالة ربما انقلبت الأمور لدرجة يمكن القول معها انه على السعوديين أن يكونوا فرحين بانتهاء العدوان لأن ذلك سيحد من حجم خسائرهم ويوقف نزيف القدرات العسكرية والاقتصادية السعودية.

هناك من يقول أن الإماراتيين فهموا الرسالة اليمنية مبكراً وادركوا أن اي صاروخ يمني او طائرة مسيرة يمنية تسقط في مدينة دبي ستعني إنتهاء حلم محمد بن زايد وستدفع الشركات الأجنبية للهرب من الإمارات، لذلك استدركوا الأمور وانسحبوا، اما ولي العهد السعودي محمد بن سلمان فلم يلتفت الى هذا الواقع او تجاهله..

واليوم بات يعيش تبعاته ومن الأوفر والأكثر نفعاً اليوم إدراك هذه الحقيقة والانسحاب، لأن العدوان على اليمن بكل بساطة فشل وكل يوم يمر عليه يزداد منسوب الفشل فيه، فهو كان هبة نسيم لا تحرك ورقة وليس عاصفة “حزم”، وكان مشروعا بلا أي أمل في النجاح وليس مشروع “اعادة للأمل”، والوقت الضائع المتبقي أمام الرياض هو لتجنب المزيد من الفشل وليس لخسارة الأوراق المتبقية.

المصدر: العالم