تركي الفيصل ينشر الغسيل السعودي الوسخ في الجزائر..!

305

أبين اليوم – الأخبار الدولية

عندما تتهم الشعوب العربية والإسلامية وحتى الحكومات الغربية، السعودية ومذهبها الوهابي الدموي ودولارتها النفطية القذرة وإعلامها الطائفي، بنشر الفتن والفرقة والنزاعات والصراعات والخلافات بين أبناء الدين الواحد، وأبناء الأديان المختلفة، خدمة للسيدين الأمريكي و”الاسرائيلي”..

نرى أمراء آل سعود ومشايخ آل الشيخ وجوقة مرتزقتهم في شتى أصقاع العالم، يخرجون على الناس، مفندين تلك التهم، عبر “التأكيد” على “الخدمات الجليلة التي تقدمها السعودية لضيوف الرحمن”!!، وكأنها منة يمن بها بني سعود على المسلمين، وليس واجباً إسلامياً.

أغلبنا يتذكر العشرية السوداء التي مرت بها الجزائر( 1991- 2002) ، حيث انتشرت ظاهرة التكفير في المجتمع الجزائري وبشكل مخيف، وهي ظاهرة غريبة عن المجتمع الجزائري، حيث كان التكفيريون يقتلون المواطنين بدم بارد، بذيعة أنهم لا يحملون السلاح ضد الحكومة، وهي ذريعة كافية لإخراجهم من الدين ومن ثم تكفيرهم وفي الأخير قتلهم، وحصلت في تلك العشرية مجازر مروعة ذهب ضحيتها الآلاف من المسلمين الأبرياء.

ومن أجل بيان مدى دموية هؤلاء التكفيريين نكتفي بالإشارة إلى مجزرة قرية الرايس، بالقرب من مدينة سيدي موسى وإلى الجنوب من الجزائر العاصمة، والتي ذهب ضحيتها أكثر من 800 شخص قتلوا خلال ساعات في يوم 29 اب/ أغسطس عام 1997..

حيث وصل المهاجمون المقنعون، كما نقلت الصحافة الجزائرية، إلى القرية حوالي الساعة الواحدة صباحاً في شاحنات وسيارات، وكانوا مسلحين بالبنادق والسكاكين والفؤوس والقنابل.

وقد استمروا في قتل الرجال والنساء والأطفال وحتى الحيوانات في القرية حتى الفجر (حوالي الساعة السادسة صباحاً)، حيث كانوا يقومون بذبح الأشخاص، كما كان لديهم الفرصة لحرق الجثث، أما الفتيات الصغيرات فقد تعرضن للخطف بدلاً من القتل.

وفي بعض الحالات، كانوا يتركون الرؤوس المقطوعة على عتبات الأبواب. كما قاموا بتشويه الجثث وسرقة الموتى، كما ارتكبوا الفظائع ضد النساء الحوامل. وقاموا بحرق وتفجير بعض المنازل. وقد حاول القرويون الهرب أو الاختباء لكنهم امسكوا بهم وقتلوهم. وفر القتلة بعد الفجر واخذوا معهم عدد كبير من الفتيات.

هذه الممارسات الوحشية كانت غريبة عن المجتمع الجزائري، وغرابتها دفعت قوات الأمن الى ملاحقة خيوط هذه الظاهرة الغريبة، فوجدوها في المذهب الوهابي التكفيري، وبعدد كبير من التكفيريين السعوديين، الذين دخلوا الجزائر، ونشروا في ربوعها الفوضى، وبين شبابها التكفير.

وهو مادفع المسؤولين الجزائريين الى مكاشفة السلطات السعودية، والطلب منها وقف تدخلها فيما يجري من قتل وسفك للدمء في الجزائر.

هذه الحقيقة تم تكذيبها لعقود من قبل السعوديين، ومن قبل مرتزقتها في الإعلام العربي، إلا أنه بعد مضي أكثر من عقدين يخرج علينا الرئيس السابق للاستخبارات العامة السعودي، تركي الفيصل(1977–2001)، لدى استضافته ضمن برنامج “الصندوق الأسود”، الذي يُبث على مختلف منصات صحيفة “القبس”، ليكشف عن هذه الحقيقة..

وينشر دون ان يقصد الغسيل السعودي الوسخ في الجزائر، عندما قال ان رئيس المخابرات الجزائري الأسبق، محمد مدين، زار السعودية وأبلغ نظراءه هناك أن الأمن الجزائري كشف عن تورط سعوديين في أعمال الإرهاب التي تشهدها الجزائر.

تركي الفيصل وكعادته أنكر أن يكون للسلطات السعودية دور في هذا الشأن، وانه لو كان هناك سعوديون فهم ليسوا مدفوعين من طرف الحكومة السعودية، إنما لديهم توجهات متطرفة. إلا إنه وفي نفس اللقاء ناقض نفسه بنفسه، عندما قال إن السلطات السعودية حملت السفير الجزائري في الرياض محمد العيد العتيبي، تسجيلات لفتاوى “الشيخين” عبد العزيز ابن باز ومحمد بن صالح العثيمين، والتي سلمها للحكومة الجزائرية التي بدورها عرضتها على الإرهابيين ما ساهم في ترك الكثير منهم للعمل المسلح..!.

من الواضح أن الوثائق التي قدمها الجانب الجزائري للسعودية كانت دامغة، إلى الحد الذي دفعت السلطات السعودية إلى استصدار فتاوي من كبار مشايخ الوهابية ضد القتال في الجزائر، الأمر الذي جعل الإرهابيين يمتثلون لهذه الفتوى ويلقون السلاح ، ما يؤكد أن الارهابيين ذهبوا بفتوى إلى الجزائر وقتلوا هناك بفتوى، ولم يكونوا جماعات متطرفة كما وصفها تركي، والا لما كانت امتثلت لفتوى مشايخ الوهابية..!

أخيراً.. مازالت الجزائر مستهدفة من الوهابية السعودية، لكون الجزائر مازالت ترفض  التطبيع  مع “إسرائيل” ، وتدعم القضية الفلسطينية  ومحور المقاومة، وترفض استفراد السعودية بالقرار العربي، وهو ما جعلها هدفاً لأمريكا و”اسرائيل” والسعودية، ومازالت، إلا إن جميع المؤامرات التي تم التخطيط لها في غرف مظلمة للنيل من الجزائر، تحطمت على صخرة وعي وتلاحم وانسجام الشعب الجزائري الأصيل.

المصدر: العالم