أمريكا تدفع لتشكيل تحالف جديد للحرب على اليمن.. “تقرير“..!

537

أبين اليوم – تقارير

بموازاة المسار السياسي الذي بدأته بتعيين تيم ليندر كينغ مبعوث لها إلى اليمن، بدأت الولايات المتحدة مسار عسكري يشير إلى أن واشنطن تسعى من خلال تحركاتها في ملف اليمن لانتزاع العقدة من السعودية لا أكثر  فإلى أين يتجه الوضع..!

كينغ الذي أنهى زيارته المستمرة منذ الشهر الماضي للمنطقة الخليجية وتحديد لمربع  السعودية- عمان – قطر – الكويت – يبدو أن مهمته التي بدأها قبل نحو شهر تواجه عقبات كبيرة أبرزها تصادم الأجندة السعودية والأمريكية، وهو ما دفعه للعودة إلى الرياض للمرة الثالثة خلال شهر في محاولة لإقناع السعودية بالخطة الأمريكية للحل في اليمن.

تريد الولايات المتحدة الايفاء ولو بواحد في المئة من تعهدات الرئيس الجديد بشأن وقف الحرب على اليمن لتسويقها إعلامياً، لكن هذا المبدأ لا ينطلق من المخاوف الإنسانية كما  تحاول الإدارة الأمريكية تسويقها بل من قناعة واشنطن بأن الحرب على اليمن ورقة رابحة في معركتها مع إيران والتي بدأت بمحاولة العودة للتفاوض بشأن الملف النووي..

وكذلك مساعيها لإحكام القبضة على السعودية وتسويق حربها لصالح أجندات أمريكية كان مخطط – على ما يبدو-  لها منذ كان بايدن نائباً للرئيس الأمريكي في العام 2015 عندما أعلنت الرياض الحرب على اليمن.

خلال الفترة التي أعقبت تعيين كينغ برز نوع من الخلاف بين السعودية والأمريكين، كان ذلك واضحاً بإعلان السعودية مبادرة للحل في اليمن بإسم مجلس التعاون وتبناها نائب أمين عام المجلس عبدالعزيز العويشق وتتضمن رفض سعودي لمحاولة الولايات المتحدة ربط ملف اليمن بالملف النووي الإيراني لاعتبارات أولها أن هذه الخطوة تضفي الطابع الأمريكي على الحرب على اليمن الممتدة لنحو 6 سنوات..

فالسعودية التي بررت حربها على اليمن  بمواجهة ايران سارعت لتقديم تنازلات كبيرة في سبيل الدفع بعملية سلام شامل في اليمن حتى لا تفقد ما تبقى لها من مكاسب لصالح واشنطن، حيث تشير الأنباء الواردة من سلطنة عمان عن رفع السعودية نسبة تمثيلها في المفاوضات الغير مباشرة واكتفائها بطلب ضمانات لعدم تعرض أراضيها لهجمات فقط مع أن شعاراها كان “إعادة الشرعية ” إلى صنعاء.

تدرك السعودية بأن الولايات المتحدة التي  يحرص  مسؤولي إدارتها الجديدة عن طمأنتها بشأن الدفاع عنها في كل تصريح وبيان مجرد تخدير لسحب بساط الحرب كلياً، وهي تعرف بأن وقف صفقات تسليحها ومنحها القليل بطرق التفاف كعبر مصر ودول أخرى، محاولة لإقناعها بأن الجهود الأمريكية المنصبة على ملف اليمن تصب في صالحها..

لكن ما يجرى على أرض الواقع بعيداً عن ما يحاول الأمريكيين اظهاره،  وكل الاتفاقيات من تحت الطاولة تصب في غير وادي الرياض، فالسعودية التي كانت تتوق للسيطرة على الساحل الشرقي لليمن بالقوة العسكرية بغية تحويله ممراً لصادراتها النفطية حتى لا تدفع مقابل ذلك لصالح اليمنيين ستجد نفسها تدفع اثمان باهظة للولايات المتحدة التي بدأت حاليا تحركات لتشكيل ما تصفه تحالف جديد في المنطقة تحت مسمى “حماية السواحل اليمنية الشرقية ” وخليج عمان..

وهذا التحالف الذي سبقته واشنطن بنشر بوارج وحاملات وطائرات واستحداث قواعد على الأراضي السعودية وحدد عملياته بفزاعة منع تهريب الأسلحة لـ”الحوثيين” ستمول السعودية كافة عملياته الباهظة وسيظل خنجر آخر في خاصرتها يدك منشآتها كلما تراجعت عن الدفع مقابل الحماية ة..

في سياق آخر، تدفع واشنطن لإخماد نار الحرب على اليمن مع إبقاء جذوتها مشتعلة في الداخل بشعارات مختلفة، لكنها تحاول من خلال تحركاتها إعادة رسم مسار الحرب وبما يخدم أجندتها فقط في المنطقة ويترك حلفائها مجرد سبايا.

البوابة الإخبارية اليمنية