عُـــوَّادة..شعر الشاعر كريم الحنكي

1٬197

أبين اليوم – شعر

 

 الشاعر كريم الحنكي

عُـــوَّادة..
ـــــــــــــ (إهداء: إليكم)
أنا آسفْ، ومش غلطانْ بهذا البعـد والهجـرانْ
ولفِّ الصمت بالكتمـانْ ولكني أنـا الخَســـرانْ
حرمْتِ النفـس لقيـــاكُمْ وعـذب الوصل ويَّـاكُمْ
وطِيب الأنـس بالخـلانْ تناوشني يـــد الفُقــدانْ
وبي تترقــرق الأشـواقْ وتتهـــاوى لكم أوراقْ
بلا مطرحْ ولا أغصانْ ولا مرسى على شطآنْ
ترفرف في هواكم ريشْ يهامسني بلا تشـويشْ
بما يعصَى على الأوزانْ لكم ودِّي كما ما كانْ.
بنفس الحرِّ ما تهـــــتزْ عهود الأرض لو شَعرةْ
وتأبى غير صافي العِزْ ولـو طـالت بها حَسـرةْ
ومن بالغير بسْ يعــتزْ كَسِـيحِ الروحِ والفكــرةْ
ومهما التفّ والَّا ابـتزْ يظلّ اهـونْ من الخشـرةْ
ولا والله بنفسـي حَــزْ سوى من راح في وَدْرةْ
من الشبَّـان والشيبـانْ ضحايا قــــرنِ للشيطـانْ..
أنـا، لـو تســـــألوا عنِّي على ما قد سبـق منِّي
وفِـيّ الطـبع والألحــانْ بعهــد العاشـق الفنَّـانْ
ومش غلطانِ بسْ آسفْ وبانغام الأسى نازفْ
على ما كان بالإمكــانْ من العِــزَّةْ لهيِّنْ خـانْ.
***
على عهـدي، كما كُنْـــتُو عرفتـــوني، ولا هُنـــتُو
رهيف الحِسِّ بالأوطـانْ وقـابض جمـرة الإيمــانْ
لها مــا لِنْــت، أو لِنْــــتُو وصــاينها، كما صُنـــتُو
بخـاطر ليِّـن العيدانْ وصعب اصلبْ من الصَّوَّانْ
على من خــانها وامسَى تُـوَيْـبِـع خصمها، واخسَا
معَ اهْـــلِ اسْعودِ وِنْهَيَّانْ مِنِ الحِـــذيانِ للعـــدوانْ
ولـو هم لي مثيــل اهـلي ومن خلاني اقْــــرَبْ لي
وفي مرعى الحشا سُكَّانْ عصبْتِ الصبر بالسلوانْ.
خليّ النفـس من مطـــمَعْ ولا بي للعُقَـــدْ أوثــــانْ
رضيّ العيش والمصرَعْ وضيّ العزم والأشجانْ
دمِي في المهرة استجمَعْ أصيل الأرض والإنسانْ
وصنعا راسـي الأمـنـــع ومأوى عِصمةِ الوجدانْ
وصعـدة للإبــــا مرجَــعْ وقــدها شـوكة الميــزانْ
معـــايِنْ عِـــزِّ للظمـــآنْ وما كـارِهْ لها، الَّا هــانْ..
مقيـم القلب والمســــعَى على عهـد الصفا رَفــعَا
وغير الرَّفع ما لي شانْ ولا غير اليمـن أوطــانْ
بصنعا، دوب في صنعَا عهود الجود بسْ تُرعَى
ونـا راعـي لها حـبَّـــانْ ومش آسفْ؛ ولا غلطانْ.