في ظل حماة النيل.. الصراع حول سد النهضة إلى أين..!

698

أبين اليوم – الأخبار الدولية

ترقب إقليمي ودولي للمستجد حول الصراع الإثيوبي المصري السوداني على سد النهضة  وسط إجراء المناورات العسكرية الجديدة بين مصر والسودان، المسمى بـ”حماة النيل”، في السودان.

يقول المتابعون للشأن المصري ان تلك المناورات تكتسب أهمية كبيرة، سياسياً وعسكرياً، مع إصرار الجانب الإثيوبي، على بدء المرحلة الثانية من تعبئة السد، في يوليو/تموز المقبل.

تقول الخرطوم ان المشروع التدريبي تشارك به عناصر من كافة التخصصات بالجيشين، بهدف تبادل الخبرات العسكرية وتعزيز التعاون وتوحيد أساليب العمل للتصدي للتهديدات المتوقعة للبلدين.

ولا تعد المناورات الجديدة، هي الأولى من نوعها، حيث سبقها مناورات “نسور النيل 1” التي امتدت لنحو أسبوع في نوفمبر/تشرين الثاني 2020.

وفي 5 أبريل/نيسان الماضي، اختتمت المناورات العسكرية المشتركة بين الجيشين المصري والسوداني “نسور النيل 2” والتي استمرت لأيام في قاعدة مروي شمال السودان.

اللافت أن المناورات الجديدة، لم تحمل شعار “نسور النيل 3″، وجرى تغيير إسمها إلى “حماة النيل” في دلالة لا تخطئها العين، بالنظر إلى إصرار دولتي المصب على حماية حصتهما المائية في نهر النيل.

ويحمل الترويج المصري، لاتساع مجال المناورات ليشمل القوات البرية، إشارة إلى إمكانية مشاركة قوات مصرية في مهام تأمين حدود السودان، بالتزامن مع تردد أنباء عن حشد عسكري إثيوبي قرب الحدود السودانية.

ويتزامن توقيت المناورة مع قرب بدء عملية الملء الثاني للسد، التي ستبدأ الشهر المقبل، وسط تأكيدات من الرئيس المصري “عبدالفتاح السيسي”، بأن قضية سد النهضة وجودية بالنسبة لمصر، التي لن تقبل الإضرار بمصالحها المائية أو المساس بمقدرات شعبها.

ويحمل وصول أرتال من القوات البرية والمركبات والمدرعات المصرية بحراً، مؤشراً على ضخامة عدد القوات وأن عملية النقل تم الاستعداد لها مبكراً، مقارنة بالنقل الجوي الذي يكون عادةً أقل قدرة على استيعاب كميات كبيرة من الأسلحة والأفراد.

وربما تحمل ضخامة المناورات، ما يفيد بنية الجانبين المصري والسوداني وضع سيناريوهات جدية للتعامل مع أزمة السد، وتأكيد مستوى الجاهزية والاستعداد للقوات المشتركة، والتي قد تبقى قريبة من مجريات الأحداث، حتى إشعار آخر.

ومع ضعف الدور الأفريقي في الأزمة، وانحياز الموقفين الروسي والصيني إلى إثيوبيا، تبدو حاجة مصر ملحة إلى دور أمريكي فاعل، يساند موقف القاهرة والخرطوم، ويأخذ بعين الاعتبار حساسية الوضع، حال تدهورت الأمور في المنطقة.

بمعنى آخر، فإن “حماة النيل” تحمل رسالة لكل الأطراف، تفيد باستعداد القاهرة والخرطوم لمواجهة التهديدات الأمنية التي تواجه أو تهدد الأمن القومي للبلدين. ولكن في النهاية، قد تكتفي المناورات الجديدة فقط بإبراق الرسائل على أمل تحريك الماء الراكد، وقد تكون نقطة انطلاق وتنسيق لتحرك مشترك يعيد ضبط دفة الأمور في قضية سد النهضة.

 

المصدر: العالم