في تحركاتها الجديدة بشأن الملف اليمني.. واشنطن في مهمة لوقف سقوط مأرب.. “تقرير“..!

862

أبين اليوم – تقارير

يوماً بعد آخر يتضح الموقف الأمريكي من الحرب التي يخوضها التحالف في اليمن للعام السابع على التوالي، ومع صعود الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى كرسي الحكم، وفي أيامه الأولى، عين مبعوثاً خاصاً لإدارته إلى اليمن، الأمر الذي مثل إيذاناً بتحول الإدارة الأمريكية نحو التعامل بشكل مباشر مع الملف اليمني، الذي يتهمها الحوثيون بأنها هي الفاعل الرئيس في تعقيداته منذ ما قبل اندلاع الحرب في مارس 2015، كما يتهمونها بالوقوف على رأس التحالف الذي تمثل أطرافه مجرد أدوات تخوض حرباً بالوكالة.

تصريحات جديدة للبعوث الأمريكي كشفت عنها قناة الجزيرة، أشار من خلالها إلى مقترح أمريكي لوقف الحرب في اليمن، وصفه بأنه “معقول وعادل”، في إشارة منه إلى المقترح الذي سبق التفاوض حوله، دون إحراز أي تقدم.

تكثيف الولايات المتحدة لجهودها في الملف اليمني، عبر مبعوثها الخاص تيم ليندركينغ، بدأ بشكل ملحوظ بالتزامن مع تقدم قوات صنعاء بإتجاه مدينة مأرب، التي ينظر السياسيون والخبراء إلى سقوطها الوشيك في يد القوات المهاجمة، باعتبار ذلك مسألة وقت لا أكثر.

في التصريحات التي نقلتها قناة الجزيرة عن المبعوث الأمريكي، أشار ليندر كينغ إلى أن إيقاف الهجوم من قبل قوات صنعاء على مارب يعد موضوعا رئيسا وشرطا أساسيا لأي خطوات لإحراز أي تقدم في المفاوضات، وهو ما اعتبره مراقبون تلويحاً برهن أي من الخطوات التي تمثل تمهيداً وإبداء لحسن النية كرفع الحظر عن الموانئ والمطارات والسماح بدخول الواردات والوقود عبر ميناء الحديدة، بموافقة صنعاء على المقترح الأمريكي، وهو الأمر الذي سبق أن قوبل بالرفض من قبل صنعاء، التي تعتبر أن رفع الحظر عن المنافذ ودخول الواردات إلى البلاد هو حق قانوني ولا يمكن التفاوض حوله.

تأتي تصريحات المبعوث الأمريكي، بعد أيام من إعلان وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على اثنين من المسؤولين العسكريين في قوات صنعاء، بهدف الضغط على الحوثيين لإيقاف التقدم نحو مارب.

وكان ليندركينج قد حث الحوثيين على التهدئة والمشاركة الجادة في جهود الولايات المتحدة والأمم المتحدة للتوصل لوقف إطلاق النار المطلوب لإنهاء الحرب، وهو ما قال إنه هدف وضعته إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في أولى أولويات سياستها الخارجية، كما دعا في الوقت ذاته التحالف بقيادة السعودية إلى رفع كل القيود المفروضة على الموانئ والمطارات اليمنية للتخفيف وطأة أزمة تصفها الأمم المتحدة بأنها أكبر أزمة إنسانية في العالم.

من جهتها، تؤكد صنعاء على تمسكها بحل شامل وعادل للأزمة، متضمنا تعويضاً عن كل ما خلفته الحرب من خسائر على كافة المستويات، وفق رؤية سبق وأن تقدمت بها إلى الأمم المتحدة، في ما تطلق عليه “وثيقة الحل الشامل”.

وفي الرد على التصريحات الأخيرة للمبعوث الأمريكي، قال وكيل وزارة الإعلام في حكومة صنعاء، نصر الدين عامر، إن أمريكا بدعوتها للقوات التابعة للحوثيين إلى وقف إطلاق النار، تخالف المنطق، حيث أن المفترض هو مطالبة التحالف الذي وصفه بالطرف المعتدي “بالتوقف عن عدوانه”.

وأضاف عامر في مداخلة له على قناة الجزيرة أن الحرب التي أعلنت من واشنطن، يجب أن يتم الإعلام عن توقفها من حيث تم إعلانها، مشيراً إلى أنه من غير المقبول أن يتم ربط الملف الإنساني بملفات سياسية وعسكرية، موضحاً أنه ليس هناك أي مقترحات جديدة تلقتها صنعاء، وإذا ما كان حديث المبعوث الأمريكي عن المقترحات القديمة فإن موقف صنعاء منها واضح منذ البداية.

 

YNP