الفرص الضائعة والجري نحو المجهول..!

203

أبين اليوم – الأخبار الدولية

عدة أيام فقط تفصلنا عن المهلة الممنوحة لرئيس حزب يوجد مستقبل يائير لبيد كي يذهب بحكومة مكتملة النصاب او ان يعيد التفويض الى الكنيست التي ستحل نفسها وتذهب الى انتخابات جديدة يريدها نتنياهو لعلها تغير النتائج وتمنحه أصواتاً أكثر له ولمريديه وأقل لمناقسيه بحيث يشكل حكومة ذات أغلبية حتى لو بسيطة.. المهم ان تمنحه بقاء في مكانه لمرحلة جديدة.

البعض كان يعتقد أن نتنياهو بعد إنتهاء الحرب على قطاع غزة لاسيما انه هذا القطاع صمد وحقق معجزات بأن الرجل انتهى سياسياً وانه سيسقط كورقة خريفً لكن واضح ان الحرب منحت نتنياهًو نصراً مؤقتاً أمام الشارع الإسرائيلي المتعطش دوماً لقتل وذبح وايذاء الفلسطينيين لكن هذا النصر لن يدوم طويلاً وسيكتشف الجمهور الإسرائيلي ان هذه الحرب لم تصنع شيئاً سوى أنها دمرت قوة الردع الإسرائيلية..

وغيرت قواعد الاشتِباك لمصلحة حماس واثبتت أن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت، وعود على بدء فان المؤشرات على الأرض والتغيير في التحالفات تؤكد أن يائير لبيد لن يستطيع تشكيل حكوة وحدة إسرائيلية في الأيام المقبلة لأنه يبدو واضحاً أنه غير قادر المجيء بنفتالي بينت إليه حتى من خلال طرح المداورة وحتى هذا الطرح لم يجد آذاناً صاغية، لماذا؟

لأن بينت متحفظاً عن المشاركة في حكومة تكوينها يختلف مع تكوينه وحتى اليمين الذي سيشارك في الحكومة ليس يميناً استيطانياً متحمساً لضم الضفة الغربية ، لهذا ولذلك فإن نفتالي بينت متريث وقد يتتظر انتخابات جديدة خامسة تحسن من أوضاعه وتضعه على رأس حكومة بعيداً عن المساومات من الوسط وقد يكون الأجدر به مستقبلاً بدلاً من الإنتظار ان يعمل سريعاً على الأرض كي يحصل على ما هو أكثر من رئيس حكومة بالمداورة..

اما يائير لبيد فيسابق الزمن ولا يرى معه مناصراً حقيقياً سوى افيغدور ليبرمان الذي لم يساومه على مقاعد ومواقع بل كان شعاره في الإتفاق الأهم ان تنتهي مرحلة نتنياهو الى الابد ، وفعلاً وقع الاتفاق بين الرجلين وبدا ليبرمان بمحاولة لإقناع الجميع التحامل على أنفسهم والدخول إلى حكومة ولو لفترة محدودة هدفها إنهاء احتكار نتنياهو لكرسي رئاسة الحكومة ولو لأشهر معدودة..

نتنياهو يراقب الوضع من بعد ويلعب لعبة الاحتمالات فيجد في كل الاحتمالات ان حكومة من غيره شبه معدومة فينتقل الى لعبة الترويج لنفسه بوصفه الحامي لأمن الكيان والذي كال لحماس ضربات لن تستطيع ان تقوم بعدها ولسنوات طويلة، هذه البربوغندا يشعر نتنياهو ان نسبة التجاوب معها كبيراً..

بكل الأحوال هو زمن سيجد فيه الاسرائيلييون انفسهم ضائعين غير قادرين على تحديد إتجاه البوصله لأنهم غير قادرين على التغيير وانهاء حكم شخصية يتهمونها جميعاً بأنها أفسد من جلس في مقعد رئيس الحكومة.

 

المصدر: العالم