فيما يشبه الإنتحار الجماعي.. جنود سعوديون يرمون بأنفسهم من مرتفعات جيزان.. شاهد.. “تقرير“..!

1٬216

أبين اليوم – تقارير

تقرير/ إبراهيم القانص:

المشاهد المرعبة التي بثها الإعلام الحربي لقوات صنعاء لواحدة من أكبر العمليات الهجومية على مواقع الجيش السعودي في قطاع نجران، كشفت للعالم حجم الورطة التي علقت بها المملكة في إشعالها وقيادتها حرباً لم تحسب عواقبها بشكل دقيق..

فقد كان الغرور والاستخفاف بالآخر والاستعلاء بحجم التسلّح الذي تمتلكه؛ هو المسيطر على نفسيات قادتها لحظة إتخاذ قرار إشعال الحرب في اليمن، الأمر الذي جعل حساباتهم بعيدةً عن المنطق وعن قدرات خصومهم الذين يأتي السلاح الحديث والمتطور آخر ما يفكرون به في أنه السبب الأهم للفوز بالحرب، حيث يمتلكه الجيش السعودي وتفتقر إليه قوات صنعاء، ورغم ذلك لم تكن المعادلات على الأرض خاضعةً لهذا المعيار.

مشاهد لم تخطر بعد حتى في مخيلة “هوليوود”، وقد تكون ملهمةً لها مستقبلاً، فقد تمكن مقاتلو قوات صنعاء من كسر قواعد كثيرة طالما دارت في نطاقها حروب كبيرة على مدى التاريخ، وطالما حسم مهندسو الحروب وقادتها نتائجها تبعاً لتلك القواعد، لكن ما يقدمه مقاتلو صنعاء يبدو أنه قواعد جديدة لم يشتغل عليها متخصصون أكاديميون بل قدموها ميدانياً ووثقتها عدسات إعلامهم الحربي واقعاً ما كان يتوقعه قادة الحرب السعوديون ولا سياسيوهم..

بعدما رأوا أن عتادهم العسكري الحديث والمتطور الذي أنفقوا عليه مليارات الدولارات لم يقف عائقاً أمام مقاتلين بأسلحة تقليدية وإمكانات بسيطة، وكما يقول محللون عسكريون إن مهارات مقاتلي صنعاء وشجاعتهم تستند إلى إعداد نفسي ومعنوي أساسه القناعة بأنهم أصحاب حق ومدافعون عن سيادة أرض وكرامة شعب ظل لعقود طويلة رهناً ومطمعاً لقوى خارجية طالما استقوت بالمال والنفوذ ولم يرق لها أن يستقل اليمنيون بقرارهم وسيادتهم وثرواتهم.

فرار عساكر الجيش السعودي من مواقعهم امام الجنود اليمنيين:

من ثلاثة مسارات رئيسية، نفذت قوات صنعاء هجومها الواسع في محور “الخوبة- وادي جارة”، في قطاع جيزان جنوب السعودية، مستهدفةً مواقع الجيش السعودي في جبل الـ “إم بي سي”، وتباب الفخيذة والتبة البيضاء، والقمبورة والعمود وتويلق وشرق قايم صياب، مسيطرةً على 150 كيلو متراً مربعاً في العمق السعودي، ينتشر على امتدادها 40 موقعاً عسكرياً، أكدت مصادر عسكرية بعد بث الإعلام الحربي التابع لصنعاء مشاهد الهجوم أن تلك المواقع كانت تحوي قوات مشتركة من الجيش السعودي وقوات سودانية، ووحدات من “لواء المغاوير” التابع لقوات هادي الموالية للرياض.

ما لم يكن أحد يتوقعه هو أن تلك الأسلحة والمعدات الحربية الحديثة من المعدلات بأنواعها والقناصات المزودة بكواتم الصوت، والقذائف والقنابل المختلفة، وكاميرات المراقبة الحرارية، وأجهزة الاتصالات والنواظير الليلية الحديثة، وفوق ذلك المكيفات العاملة بالألواح الشمسية، والتي ظهرت جميعها في مشاهد إعلام صنعاء الحربي، لم تُحدِث فارقاً في سير المعارك على الأرض، بل تركها ضباط وجنود الجيش السعودي والقوات المشتركة من سودانيين وغيرهم، وراء ظهورهم فارين في كل اتجاه هرباً من نيران مقاتلي صنعاء بأسلحتهم التقليدية البسيطة..

بل أظهرت المشاهد عدداً من أولئك الجنود والضباط السعوديون يفرون بإتجاه مرتفعات شاهقة ويرمون أنفسهم من منحدراتها الوعرة فيما يشبه الإنتحار الجماعي، الأمر الذي يضع أكثر من علامة استفهام حول إقدام جنود لا ينقصهم شيء على رمي أنفسهم من مواقع مرتفعة، وربما توصلوا إلى قناعة مفادها أن عرباتهم ومدرعاتهم وأسلحتهم الحديثة لم تكن دافعاً كافياً لبقائهم للمواجهة، وفق قواعد الحرب الجديدة التي فرضها على الواقع مقاتلو صنعاء.

 

 

YNP