تركيا نحو تعزيز الصناعات العسكرية: أيّ مصيبة إن عاقبتنا أميركا!
أبت تركيا إلّا أن تكون العقوبات الأميركية المفروضة حديثاً على مؤسّستها للصناعات العسكرية مناسَبة لتحدِّي الولايات المتحدة، عبر إسدال الستارة عن منظومتها الصاروخية «حصار» محليّة الصنع بنسبة 100%، والتي تقول إنها تضاهي بمواصفاتها «إس-400» الروسيّة، وكذلك «باتريوت» الأميركية. الإعلان الذي يُتوقَّع أن يعزِّز الصدع في العلاقات بين البلدين، جاء في موازاة تأكيد أنقرة مضاعفة صناعاتها العسكرية، خصوصاً أن تأثير عقوبات واشنطن ومناوراتها يبقى «محدوداً»، ولن يثنيها عن المضيّ قُدُماً في تشغيل المنظومة الروسية
أبين اليوم- متابعات
تقرير / محمد نورالدين
انتقلت الولايات المتحدة إلى خطوة جديدة مفاجئة نسبياً، بفرضها عقوبات على مؤسّسة الصناعات العسكرية التركية بشخص رئيسها، إسماعيل ديمير، وكلٍّ من المسؤولين فيها: مصطفى ألبير دنيز، وسرهات غنتش أوغلو، وفاروق يغيت. عقوباتٌ بدت مستهجَنة بالنسبة إلى الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، ولا سيّما أنها تستهدف دولة عضواً في “حلف شمال الأطلسي”، وهذه سابقة. لكن إردوغان ما لبث أن تحدّى واشنطن بقوله إن “عملنا على تطوير الصواريخ والصناعات العسكرية سيتضاعف مرّتين”، معتبراً القرار الأميركي بمثابة اعتداء على الحقوق السيادية لتركيا.
إلا أن تركيا “لا تستورد أيّ قطعة ذات منشأ أميركي ومهمّة لنا. لن يتغيّر علينا شيء. وما يمكن أن ينقصنا، ننكبّ عليه وننتجه خلال شهرين إلى ثلاثة. وما جرى سيجعلنا أكثر قوّة وأكثر يقظة”. وفي شأن منعه أو فرض شروط على سفره إلى أميركا، يلفت ديمير: “في الأساس، لا شيء عندي في أميركا. كل شيء هنا في تركيا. لقد بقيت ثماني إلى تسع سنوات في أميركا وأتممت دراستي، ولي أصدقاء وعلاقات شخصية. ولكن إذا لم أذهب، فأيّ مصيبة! سأواصل علاقاتي الإنسانية، لكن عدم الذهاب إلى أميركا ليس مصيبة”. وعن تصوّره للحلّ في المستقبل، يعتبر أن الأمر “مرتبط بصواريخ إس-400، ونحن لن نتخلّى عن هذه الصواريخ، وهذا قرار سيادي. ولن نتنازل. ولغة التهديد لن تُركّعنا، ونحن نريد أفضل العلاقات اليوم وغداً، وهذا متعلّق بسلوك واشنطن”. وتذكر الصحيفة أن ديمير يتربّع على رأس الصناعات العسكرية منذ ستّ سنوات، وفي عهده ارتفع عدد مشاريع التصنيع من 300 إلى 700 مشروع. وقد أدرجت مجلة “ديفنس نيوز” سبع شركات تركية من بين أفضل مئة شركة تصنيع في العالم، بعدما كان عددها، قبل ثلاث سنوات، ثلاثاً. وتَعتبر الصحيفة أنه ليس من حقّ الولايات المتحدة فرض عقوبات على تركيا، ولا سيما أن الرئيس دونالد ترامب قال، السنة الماضية، في قمة أوساكا للدول العشرين، إن”الرجل على حقّ”، أي إن إردوغان محقّ في شراء “إس-400″، بعد رفض الولايات المتحدة بيعه صواريخ “باتريوت”.
تؤكّد تركيا أنها على وشك تجربة صاروخ «حصار – أو» الذي يعادل منظومتَي «إس-400» و«باتريوت»