الاتحاد الأوروبي والصين؛ اتفاقية تغضب ترامب وبايدن معا

1٬256

أبين اليوم – متابعات

 

  توصل الاتحاد الأوروبي والصين إلى اتفاق “مبدئي” واسع النطاق، تأمل بروكسل أن يشكّل فرصة لتحقيق مكاسب. بيد أنه دون هذا الاتفاق عقبات منها سجل بكين على صعيد حقوق الإنسان وغضب واشنطن، حليف بروكسل الأكبر.

 

وافق الاتحاد الأوروبي والصين، اليوم الأربعاء، على اتفاق استثماري يكفل للشركات الأوروبية وصولا أكبر إلى الأسواق الصينية، ويساعد على إعادة ضبط ما تراها أوروبا علاقات اقتصادية غير متوازنة

أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال اليوم الأربعاء (30 ديسمبر/ كانون الأول 2020) التوصل لاتفاق “مبدئي” للاستثمار المتبادل بين الاتحاد الأوروبي والصين.

وجاء التوصل للاتفاق بعد مؤتمر عبر الفيديو مع الرئيس الصيني شي جينبينغ بمشاركة المستشارة أنغيلا ميركل والرئيس إيمانويل ماكرون.

وأعلن الاتحاد الأوروبي أن الاتفاق الذي يتوقع أن يستغرق إنجازه والمصادقة النهائية عليه أشهرا يكتسي “أهمية اقتصادية كبرى”، وأن الصين التزمت توفير “مستوى غير مسبوق من الوصول إلى الأسواق لمستثمري الاتحاد”.

ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية عن الرئيس الصيني قوله إن الاتفاق “يبرهن على تصميم الصين وجديتها في إتاحة انفتاح واسع النطاق”. ووصف شي أوروبا والصين بأنهما “أكبر قوتين وسوقين وحضارتين في العالم”.

وقال شي إن الاتفاق يبرز عزم وثقة الصين بشأن انفتاح اقتصادها، وأضاف أن الاتفاق سيحفز الاقتصاد العالمي مع تعافيه من جائحة فيروس كورونا، فضلا عن تعزيز الثقة المتبادلة.

وجاء في تغريدة لفون دير لايين أن “هذا الاتفاق سيحافظ على مصالحنا وسيروج لقيمنا الأساسية. إنه يؤمن لنا رافعة للقضاء على السخرة”.

يمتلك الاتحاد الأوروبي أكبر سوق منفرد في العالم. نحن منفتحون للعمل ولكننا ملتزمون بالمعاملة بالمثل وتكافؤ الفرص والقيم.

اختتم الاتحاد الأوروبي والصين اليوم مفاوضات مبدئية بشأن اتفاقية استثمار.

لمزيد من فرص التجارة والأعمال المتوازنة. pic.twitter.com/zURkyE2yX4

– أورسولا فون دير لاين (vonderleyen) 30 ديسمبر 2020

ويأتي الاتفاق قبل ثلاثة أسابيع من تنصيب الديمقراطي جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة. وقد أعرب فريق عمله عن قلقه إزاء تقرّب الاتحاد الأوروبي من بكين وحض بروكسل على التشاور مع واشنطن. كما رأى مراقبون أن من شأن إنجاز الاتفاق في نهاية العام أن يثير إستياء جو بايدن الذي يعول كثيرا على التنسيق مع حلفائه الغربيين في ملف العلاقات مع الصين .

وفي حين انتهج الاتحاد الأوروبي مقاربة أكثر ليونة مع الصين، شن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب حربا تجارية لدفع بكين إلى تقديم تنازلات وعلى الرغم من الخلافات الجذرية مع ترامب حول الكثير  من المسائل، يبدو بايدن متّجها لمواصلة سياسة التشدد حيال بكين.

بيد أن الاتحاد الأوروبي يصر على أن الاتفاق مع بكين لن يؤثر سلبا على العلاقات مع الإدارة الأميركية الجديدة، ويعتبر أن الاتفاق يوازي جزئيا “المرحلة الأولى” من الاتفاق التجاري الذي أبرمه ترامب مع بكين في كانون الثاني/يناير.

ويتوقع أن يستغرق إنجاز الاتفاق المبدئي بصيغته النهائية أشهرا، وهو سيتطلب مصادقة كل الدول الأعضاء في التكتل عليه وكذلك البرلمان الأوروبي.

ويشار إلى أن الصين أصبحت في الفصل الثالث من العام الجاري أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي متخطية في ذلك الولايات المتحدة بعدما أعاقت جائحة كورونا عجلة الاقتصاد الأميركي.

الجدير بالذكر أنه استغرق إعداد الاتفاق نحو 7 أعوام، ومن المرجح أن يحتاج إلى عام آخر لدخول حيز التنفيذ، ويشكل جزءا من علاقة الاتحاد الأوروبي الجديدة مع الصين التي يعدّها شريكا لكنه يراها في الوقت نفسه منافسا.

ومن بين الشركات التي يمكن أن تستفيد “دايملر” (Daimler)، و “بي إم دبليو” (BMW)، و”بيجو” (Peugeot)، و”أليانز” (Allianz)، و “سيمنس” (Siemens)، إذ إن لها جميعها وجودا كبيرا في الصين.

وستحظر الصين النقل القسري للتكنولوجيا من الشركات الأجنبية، وتعهدت بمزيد من الشفافية بشأن الدعم ومنع تمييز الشركات المملوكة للدولة على حساب المستثمرين الأجانب.

 

المصدر / وكالات أوروبية