من داعش الى “جيش سوريا الحرة“.. الأفعى الأمريكية تبدل جلدها جنوب سوريا..!

4٬802

أبين اليوم – الأخبار الدولية

كثيرة هي المسارات التجريبية الأميركية في سوريا، بدءاً من دعم المجموعات المسلحة، وخلق داعش والنصرة، ومن ثم العقوبات والحصار، وليس انتهاءً بالرهان على مجموعات المرتزقة في البادية التي تعُوّل عليها، والتي لم يعد خافياً على أحد الوضع التنظيمي لها، بالذات لما يسمى جيش مغاوير الثورة، والذي بدل اسمه كما تبدل الافعى جلدها، بعد تغيير قائده، حيث اصبح اسمه “جيش سوريا الحرة.

جاء ذلك بعد اجتماع عقد بين متزعم المسلحين الذي عينته القيادة الوسطى الأميركية في الخامس والعشرين من أيلول الماضي، العقيد الفار المدعو فريد القاسم، وقائد ما تسمى قوات “التحالف الدولي” المزعوم لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، في قاعدة الاحتلال الأميركي غير الشرعية في التنف، ضمن منطقة الـ55 في البادية السورية.

لا تنفك الولايات المتحدة في استخدام أوراقها في سوريا، وترمي بها على الطاولة، في وقت يتفق الجميع على ضيق افق محاولاتها، لإعادة التوتر والفوضى الى الجغرافيا السورية، بالرغم من محاولاتها توسيع حدود ومساحة المواجهة، وتضع سيناريوهات جديدة، بأسلوب قديم، ومنها ما يجري في قاعدة التنف ومحيطها..

وما يجري هناك، بعد التهديد الحقيقي للوجود الأمريكي في المنطقة، وتحديدا بعد تصاعد عمليات المقاومة الشعبية ضد الوجود الأمريكي في شمال شرق سوريا، والرغبة الامريكية في تشكيل جسم عسكري، تكون ابرز مهامه هو حماية المصالح الامريكية وحقول النفط والقواعد العسكرية..

بالطبع هذا المشروع لم يكون وليد التطورات في منطقة تواجد القوات الامريكية، بل بدأ مع قسد وتشكيل قوات من نخبة مسلحيها، بالإضافة الى الاستعانة بالمكون العربي في شمال شرق سوريا، الا انه لم يكتمل، والان تعيد واشنطن العمل عليه من جهة الجنوب..

وما جرى من اقالة قائد ما تسمى مغاوير الثورة السابق مهند الطلاع، الا عملية التفاف قامت بها المخابرات البريطانية والأمريكية، بعد ارتفاع غبار الخلاف مع الطلاع، وذلك لأسباب تتعلق بفكرة القيادة الامريكية بدمج مجموعة الطلاع مع قسد، بالإضافة الى رفضه لضم مجموعات جديدة الى ما تسمى مغاوير الثورة.

وهنا يجب ان نلفت الانتباه للدور البريطاني الذي يكاد يكون هو الداعم الحقيقي لتعيين خليفة الطلاع، كون فريد القاسم يتمتع بعلاقات جيدة مع القوات البريطانية في التنف، ويديره العقيد البريطاني “مايك فالرين”..

وما تنقله عنه الاوساط الإعلامية المعارضة انه ملتزم بشكل كبير بالتعليمات الصادرة عنهم، بالإضافة الى علاقات قوية مع خلايا داعش المنتشرة شمال منطقة 55، بالإضافة الى ذلك ومن أهم الأسباب، ان الرغبة الامريكية والبريطانية، لزيادة عديد هذه المجموعات في محيط التنف، وهذا يتحقق من خلال دمج المجموعات المسلحة التي تطلق على نفسها اسم ” جيش احرار العشائر، ولواء شهداء القريتين..

ما يعني ثمة حاجة امريكية لتغير الهيكلية في ما يسمى بمغاوير الثورة من أجل ضم المزيد من المسلحين، وهذا يتطلب أولاً إزاحة مهند الطلاع، ومن بعدها تبديل الاسم لهذه المجموعة، ومن ثم إطلاق عمليات تدريب وتجهيز لوجستي لهؤلاء الإرهابيين..

والتدريبات التي انطلقت تؤكد ان ما تحضر له الولايات المتحدة الامريكية، يندرج تحت تجهيز مجموعات مختصة بالدفاع عن قواعدها ومصالحها وابار النفط، ومن ثم نقل اعداد منهم الى مناطق ريف الحسكة الجنوبي وريف دير الزور، بعد تجهيز مقرات ” مغاوير الثورة” التي تحولت الى جيش سوريا الحرة، في حي الزهور بمدينة الحسكة، لاستقبالهم ومن ثم توزيعهم مع عناصر قسد على المهمات المطلوبة منهم.

سياق طويل من عمليات الدمج الامريكية للمجموعات المسلحة في البادية السورية، فهذه المجموعة ذاتها، بدأت بنشاطها الإرهابي منذ 20 أيار من العام 2015 تحت اسم “جيش سوريا الجديد”، وكانت جزءاً مما يسمى بجبهة الأصالة والتنمية، التي تعتبر تحالف جماعات عسكرية إرهابية مختلفة، وكانت تتلقى الدعم والتمويل من أمريكا والسعودية، وكان يعمل تحت قيادتها باسم لواء “الله أكبر”، في 16 تشرين الثاني من العام 2015، تم نشرها في منطقة “التنف” الاستراتيجية، بالقرب من الحدود مع العراق والأردن.

وفي 3 آب من العام 2016، طُرد هذا الفصيل من جبهة الأصالة والتنمية. وبعدها بأربعة أشهر في كانون الأول من العام 2016، تم حل ما يسمى بـ”الجيش السوري الجديد” وشكلت فلوله مجموعة “جيش مغاوير الثورة” بقيادة عبد الله الزعبي ومهند الطلاع، وقدمت الولايات المتحدة الامريكية عبر وكالة استخباراتها CIA المتواجدة في الأردن، التدريب والدعم التسليحي لهذا التجمع الإرهابي، وشكلت بالإضافة الى خمس مجموعات إرهابية أخرى، غرفة عمليات موحدة فيما بينهم، لإدارة مخيم الركبان للاجئين الواقع على الحدود السورية الأردنية.

ان المراقب بدقة يعلم ان واشنطن بالغت كثيراً في صعود شجرة الرهان على تلك المجموعات، ولم تتوقف عن رفع سقوف التصعيد، في محاولة منها لالتقاط الانفاس بعد الضغط الذي تمارسه المقاومة الشعبية، وعمليات الاحتكاك والاعمال الخشنة، وهي تعلم جيداً ان كل استعراض العضلات هذا، يضع سيلاً إضافياً من افتراضات امام تطوير قدرات المقاومة للوجود الأمريكي في المنطقة، وان تحريك ادواتها بهذا الشكل لا يتعدى الدعاية غير الموفقة، نظرا للاطمئنان الكامل ان أيام تلك القوات واعوانها بات قصيراً جداً في المنطقة، والأيام القادمة ستثبت ذلك.

المصدر: العالم