عمرو موسى يتباكى على ليبيا.. من سمح للناتو بالتدخل..!

4٬777

أبين اليوم – الأخبار الدولية

“أن نتائج تدخل الناتو في ليبيا 2011، كان بها مساساً بالسيادة الليبية، وترتب عليها صعوبة في عودة الحياة لطبيعتها، وأن الوضع في ليبيا كان سيئاً في ظل حالة الغضب والثورة، وهو ما فتح الباب للعديد من الأقاويل والروايات حينها”، هذا الكلام هو للأمين العام الاسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، قاله في مقابلة لـ”سبوتنيك”على هامش منتدى تحالف الحضارات في المغرب.

من الواضح ان عمرو موسى يحاول إلقاء نتائج التدخل الكارثي للناتو عسكرياً في ليبيا عام 2011 ، على الآخرين، وان يبرىء ساحة الجامعة العربية، التي كان مديرها العام حينها، من الكارثة التي شهدتها ليبيا، بسبب موقف الجامعة الذي مهد الطريق لتدخل الناتو في ليبيا، عبر القول ان الجامعة لم تطلب تدخل حلف الأطلسي في ليبيا.

محاولة عمرو موسى هذه لم ولن تفلح، فالاحداث التي يتحدث عنها لم يمض عليها قرن او نصف قرن، بل 10 اعوام فقط، فكل الشهود واللاعبين والمراقبين، مازالو على قيد الحياة، الأمر الذي سيجعل من مهمته في تغيير الحقائق، غير اخلاقية وتزيد من النقمة التي يحملها العرب على الجامعة العربية ليس بسبب الكوارث التي حلت ومازالت تحل بليبيا ، بل التي حلت في العديد من الدول العربية.

يبرر عمرو موسى ما وقع في العام 2011 في ليبيا بالقول :”ما يتردد في هذا الشأن يجافي الحقيقة، وهناك الكثير من عدم الفهم بخصوصه.. وانه حاول تخفيف الأمور بشكل شخصي، وأن الأمين العام لا يستطيع وقف قرار لمجلس الأمن، وأن قرار مجلس الأمن جاء بناء على طلب ليبيا التي طلبت انعقاد جلسة لمجلس الأمن وليس الجامعة العربية”.

ولكن ماذا تقول الحقائق، كما اتفق عليها معظم من أرّخوا لهجوم الناتو على ليبيا “للدفاع عن المدنيين ونشر الديمقراطية”. الجامعة العربية سارعت إلى تجميد عضوية ليبيا في الجامعة، وفتحت قنوات اتصال مع المسلحين، وفي مارس/ اذار 2011، دعت مجلس الأمن الدولي الى فرض منطقة حظر جوي على ليبيا، وهي المهمة التي تم إيكالها للناتو ، الامر الذي وصفه البعض بإعطاء العرب الغرب صك التدخل في ليبيا.

الضوء الأخضر الكبير للجامعة العربية أعطى حلف الناتو وأمريكا المبرر للتدخل العسكري في الصراع بشكل واسع، وادى القصف الامريكي الفرنسي البريطاني الكندي المكثف لليبيا، الى قتل العديد من المدنيين، الذين وصل عددهم في طرابلس فقط الى اكثر من 1500 شخص.

وعلى الارض ، كان رجال الاستخبارات والضباط التابعين للناتو يصولون ويجولون في ليبيا تحت ذريعة “تدريب ومساندة الثوار”، بينما كان السناتور الأميركي جون ماكين يزور بنغازي (معقل الثوار الليبيين)، كل ذلك كان يحدث تحت مرأى ومسمع الجامعة العربية.

ان السيد عمرو موسى يدرك جيداً، وهو المخضرم، ان الناتو اذا دخل بلداً دمره وجعل شعبه شيعاً، لاسيما اذا جاء هذا التدخل بضوء اخضر عربي، فعندها سيكون التدمير اكثر شمولاً لانه سيكون مشرعناً، لذا من الصعب على عمرو موسى، ان يقنع الاخرين من أن الحظر الجوي الذي طالبت به الجامعة كان هدفه “عمليات تشويش على الطيران الليبي على مساحة 1.8 مليون كلم مربع ..

واستغل الناتو هذه الرخصة العربية في تحقيق أهداف الغرب في ليبيا”، فلو كانت الجامعة غير راضية على جرائم الناتو في ليبيا، على الاقل، لكانت تسارع الى سحب الشرعية التي منحتها للناتو، وعندها تبرىء ساحتها امام الشعوب العربية وامام التاريخ.

عندما نقول ان الجامعة العربية لم تُخطىء، كما يعتقد عمرو موسى في ليبيا، لان هذه الجامعة حاولت تكرار السيناريو الليبي في سوريا، عندما جمدت عضويتها في الجامعة، وساهمت الدول العربية الفاعلة في الجامعة، في نقل مئات الالاف من تكفيريي وارهابيي العالم الى سوريا، ولكن لحسن حظ السوريين، انهم كان لهم حلفاء وقفوا معهم ضد المؤامرة.

فكما هي الأمم المتحدة مُسيطر عليها من قبل 5 دول كبرى فقط، تدير العالم كما تشاء، فالجامعة العربية، هي ايضا مُسيطر عليها من قبل دول أقل من عدد اصابع اليد الواحدة، ولكنها تدير أمر العرب لا كما تشاء ، بل كما تشاء أمريكا، ونحن بهذا القول لا نفتري على أحد، فالجميع يعلم بهذه الحقيقة المرة.

 

المصدر: العالم