محاولة أمريكية لإنعاش الحرب على اليمن.. “تقرير“..!

5٬920

أبين اليوم – تقارير

الحراك الأمريكي لانعاش الحرب على اليمن  يعود من جديد إلى صدارة المشهد العالق في  تخمة الهدنة، فهل تنجح أمريكا في نفخ قربة السعودية التي اثبتت خلال السنوات الثمان الماضية من عمر الحرب والحصار بأنها مثقوبة،  أم أن الخليجين وتحديداً السعوديين قد تجاوزوا المعضلة الأمريكية؟

على المسار السياسي، هدد السفير الامريكي لدى اليمن ستيفن فاجن، من عدن، بالتصعيد ولوح بتشديد الحصار  على الشمال كرد على منع صنعاء السماح بنهب ثروات اليمن من النفط والغاز..

وقد قرن تهديداته بالفعل مع إعلان صنعاء احتجاز سفينة وقود جديد قبالة ميناء الحديدة ، لكن تصريحات السفير الذي وصل عدن في خطوة فسرت في صنعاء بأنها تناقض مزاعم امريكا حول السلام في اليمن، وجاءت مقرونة بتحركات عسكرية بدأتها واشنطن من مؤتمر  المنامة الذي كرست اجندته لاستعراض ما تصفه واشنطن وارباب الحرب الاقليمين والدوليين  بالخطر المحدق من اليمن..

وقد استعراض مسؤولين امريكيين وبريطانيين  ما وصفوه بالتطور الغير مسبوق في القدرات الجوية وتحديداً الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية، وجميع هذه الاستعراضات تأتي بموازاة رسائل عسكرية مباشرة للسعودية حيث استبقت امريكا المؤتمر بالحديث عن مصادرة شحنات أسلحة ووقود صواريخ..

والحديث الاعلامي عن مزاعم هجمات جديدة على السعودية، ناهيك عن ايفاد لجنة تخطيط عسكري امريكية إلى السعودية منتصف الشهر الجاري، كما تحدث بذلك مسؤول عسكري امريكي لصحيفة الشرق الاوسط السعودية  وكشف فيها عن بدء بلاده التي جربت على مدى السنوات الماضية كافة منظوماتها الدفاعية لحماية السعودية تجربة مبادرات مبتكرة لمواجهة الطائرات المسيرة – حد قوله.

هذا السباق الأمريكي الجديد في المنطقة لا يهدف فقط لانعاش طموح السعودية باحتلال اليمن مجدداً بعد أن ذابت اوهامها على مدى السنوات الماضية بل أيضاً لاستعادة الثقة السعودية بأمريكا وقدرتها في حماية السعودية في ظل تلاشي تلك الثقة العمياء التي منحتها الرياض لواشنطن خلال عقود مضت،  وباتت تداعياتها تلقي بظلالها على العلاقات بين الحليفتين في المنطقة مع قرار الرياض التقارب مع المعسكر الشرقي اكثر..

ناهيك عن قرار الرياض فتح قنوات اتصال عبر وساطات اقليمية مع صنعاء ما حيد المسعى الامريكي لإبقاء الوضع في المنطقة تحت الوصاية الامريكية تهدئه متى تناغمت اجندتها وتنسفها متى اضطرت لذلك.

حتى الآن لا يبدو بأن السعوديين مستعدين للعودة إلى الحضن الأمريكي بدليل مقاطعة الرياض خطط واشنطن الجديدة لعسكرية المناطق الاستراتيجية والممرات البحرية الممتدة من غرب اليمن وحتى الشرق في بحر العرب والمحيط الهندي مروراً بخليج عدن،  والذي تسعى من خلاله واشنطن تحقيق عدة مكاسب ابرزها التقريب عسكرياً بين الرياض وتل أبيب وابقاء الأولى تحت وصاية الأخيرة..

ناهيك عن تدويل الممرات البحرية لليمن والتي ظلت محل اطماع سعودية خلال العقود الماضية وتحديداً باب المندب وهو ما يضع السعودية تحت رحمة التلاعب الأمريكي بالأمن ويعيدها مكرهة إلى اتفاقية “النفط مقابل الحماية” وتلك استراتيجية امريكية لا يبدو بأن واشنطن ستتخلى عنها ولو استدعى ذلك ابقاء المنطقة قروناً تحت وطأة الصراعات المذهبية التي  استحضرتها واشنطن.

YNP